الدفاع المدني ينبه من هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    ولي العهد يستقبل الأمراء وجمعاً من المواطنين في المنطقة الشرقية    ضمك يتعادل مع الفيحاء في" روشن"    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    «الدفاع المدني» محذراً: ابتعدوا عن أماكن تجمُّع السيول والمستنقعات المائية والأودية    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    طريقة عمل الأرز الآسيوي المقلي بصلصة الصويا صوص    تأكيد مصري وأممي على ضرورة توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى غزة    القبض على مقيم ووافد لترويجهما حملات حج وهمية بغرض النصب في مكة المكرمة    الأمن العام يطلق خدمة الإبلاغ عن عمليات الاحتيال المالي على البطاقات المصرفية (مدى) عبر منصة "أبشر"    كلوب يدعم إلغاء العمل بتقنية «فار» بشكله الحالي    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    تدشين أول مهرجان "للماعز الدهم" في المملكة بمنطقة عسير    السالم يلتقي رواد صناعة إعادة التدوير في العالم    «هيئة النقل» تعلن رفع مستوى الجاهزية لخدمات نقل الحجاج بالحافلات    مفتي المملكة يشيد بالجهود العلمية داخل الحرمين الشريفين    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    استكمال جرعات التطعيمات لرفع مناعة الحجاج ضد الأمراض المعدية.    المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    كاسترو وجيسوس.. مواجهة بالرقم "13"    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    جوزيه مارتينيز حكماً لديربي النصر والهلال    تشكيل الهلال المتوقع أمام النصر    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    تراحم الباحة " تنظم مبادة حياة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    حرس الحدود يحبط تهريب 360 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    تشافي: برشلونة يمتلك فريقاً محترفاً وملتزماً للغاية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    السعودية والأمريكية    فتياتنا من ذهب        مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    حراك شامل    الدراسة في زمن الحرب    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع    فوائد صحية للفلفل الأسود    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بربارة زوجته السابقة تكشف خططه "البطولية" . تدمير مفاعل نووي ليبي واغتيال صدام حسين
نشر في الحياة يوم 17 - 04 - 1995

لم تشاهد السيدة بربارة روجرز سالم الفيلم المصري الكلاسيكي "غرام وانتقام" لكنها ستتفاعل معه في الغالب اذ انه يعبّر كثيراً عمّا تشعر به الآن حيال مطلّقها الضابط المصري السابق عماد سالم والمخبر مع مكتب التحقيقات الفيديرالية الاميركية وشاهد الحكومة الاميركية الرئيسي في المحاكمة الجارية حالياً في نيويورك.
وتتحمس باربرة للحديث عن زوجها السابق، فهي تريد ان يعرف العالم كيف خدعها وكذب عليها، وتمضي تكشف الكثير من اسرار حياة سالم، فهي اقرب الناس اليه في حياته الاميركية وكانت معه في لحظاته الحرجة، وآخرها فجر ليلة القبض على المتهمين بالتآمر لتفجير الامم المتحدة ومعالم نيويورك، اذ أدخل المستشفى مباشرة بعد العملية متأثراً كما تقول بأبخرة الكيماويات التي كان يخلطها في مستودع سري وكان تحت الحراسة المشددة للاف. بي. اي. ويبدو عليها الفخر وهي تقول "عماد يحتاجني ويرتاح اليّ اكثر من غيري، ففي تلك الليلة طلبني الى جواره على رغم اننا مطلقان منذ اكثر من عام وقتها. وكان يعتقد بأنه اصيب بأزمة قلبية لكنه على رغم ذلك كان منشغلاً بالسؤال عما اذا ذكرت السي. ان. ان. اسمه في اخبارها عن المؤامرة فكانت ليلته الكبيرة وكان يصفها بعمليته الاخيرة. كان سعيداً جداً ليلتها".
وما تعرفه بربارة عن عماد سالم يجعلها مرشحة للشهادة ضده في المحاكمة الجارية. واذا كانت محامية الشيخ عمر عبدالرحمن لين ستوارت ترفض تأكيد ذلك فلعلها تريد مفاجأة لشاهد الحكومة الرئيسي.
وتتحرق بربارة لحضور جلسات المحاكمة التي تتابعها بواسطة الصحف والاصدقاء ولكن احتمال تقديمها كشاهدة للدفاع يمنعها من ذلك.
وتقول ان عماد حاول اقناعها قبل حوالي العام بأن توقّع على اوراق تعترف فيها بأنها كذبت في شهادتها للحصول على الطلاق منه، وقال لها سالم انه بحاجة الى هذه الشهادة. "واذا كنت تحبينني حقيقة فلا بد ان تكتبي هذه الورقة"، كما تنقل عنه.
وتقول انها كادت ان تفعل ذلك فهو "ذو لسان ساحر ويعرف كيف يؤثر فيّ"، لكنها عندما رفضت راح يهددها بواسطة الهاتف، حتى حصلت على أمر قضائي يمنعه من الاتصال بها وكان يومها بعيداً عنها في ولاية اخرى تحت رعاية برنامج حماية الشهود مع زوجته كيرين التي ترك بربارة من اجلها بالاضافة الى ابن وابنة من زوجته المصرية.
وتعتقد بربارة بأن الهدف من طلبه هو منعها من الشهادة ضده في المحكمة وبأن الأف. بي. اي. كان يساعده في تحقيق ذلك الهدف. ويبدو ان المدعي العام يعلم بما سيواجه عماد سالم من شهادات سلبية ضده فيما لو استخدم الدفاع بربارة او غيرها من معارفه الذين تحولوا الى اعداء له، فدفع سالم الى التحدث طواعية عن ماضيه السيئ، فاعترف بأنه كان يكذب على الجميع وادعى الكثير ليجمّل صورته في نظر الآخرين، كقوله في المحكمة انه كان مجرد ضابط رادار وليس ضابطاً كبيراً في الجيش المصري، او انه كان حارساً مقرّباً من الرئيس انور السادات وكان قريباً منه عندما قتل، غير ان بربارة تؤكد ان سالم ضابط كبير وانه كان قريباً من السادات عندما قتل، وتقول انه ابلغها ذلك وشاهدت صوراً له اثناء عملية اغتيال السادات، وتقدم صورة له وسط جنود مصريين اثر انتهاء دورة تدريبات في الصحراء ادعى سالم امامها انه كان قائدهم.
ثلاثة أرباع المؤامرة
كما تحدث سالم طواعية في المحكمة عن قيامه باجراء تسجيلات سرية لرجال الاف. بي. اي. من دون علمهم، وبرر ذلك بأنه لحماية نفسه مستقبلاً. اما الذي لم يتحدث عنه طواعية بعد فهو علاقته بمخابرات دولة اجنبية، وهي الورقة القوية في يد الدفاع الذي سيعمل جهده لتأكيد ان مهمة سالم كانت الايقاع بموكليهم وليس الكشف عن مؤامراتهم، ذلك انه "صنع ثلاثة ارباع المؤامرة وصنع صديق ابراهيم المتهم السوداني الذي تحول الى شاهد الربع الباقي"، كما يقول السيد احمد عبدالستار المساعد القانوني للشيخ عمر عبدالرحمن.
وتقول بربارة ان عمر عبدالرحمن كان الهدف الرئيسي لعماد وان الآخرين وقعوا في المؤامرة لانهم كانوا في الطريق فقط، وتضيف انه كان يكره الشيخ عبدالرحمن من قلبه.
وتعيش السيدة بربارة روجرز 47 سنة في شقة صغيرة في بروكلين مع زوجها الجديد الجزائري الهواري حمو وهرين ضخمين. وتعمل ممرضة. ولا تفتأ تتحدث عن عماد وذكرياتها معه فهو اكثر الاشياء اثارة في حياتها "انا فتاة من مزرعة في اعالي ولاية نيويورك ونحن ناس طيبون نصدّق كل ما يُقال لنا ووجدت عماد لطيفاً واعتقدت بأنه يفعل اشياء صالحة لذلك لم أتردد في مساعدته في اعماله".
كان حب من اول نظرة. وبعد يومين فقط من وصوله كمهاجر جديد الى الولايات المتحدة التقى عماد ببربارة. وبعد 6 اسابيع فقط تزوجا رسمياً. واليوم تسأل بربارة هل كان يحبني بالفعل ام كان يريد البطاقة الخضراء فقط التي تفتح الطريق امام المهاجر للحصول على اقامة دائمة، وبالتالي الجنسية الاميركية، واسهل طريقة للحصول عليها هو الزواج من اميركية.
ومضت حياتهما شبه عادية لمدة ثلاثة اعوام بعيداً عن المسلمين ومساجدهم. وتنقّل عماد في وظائف عدة متواضعة، كسائق تاكسي وكهربائي في فندق وحارس في متجر. وحاول ان يتخصص في المجال الاخير الحراسة اذ كان يقدم نفسه بأنه عسكري سابق في الجيش المصري ومتدرب على مكافحة التجسس والارهاب، فعرض خبراته على اكثر من شركة متخصصة في الحراسة "ولكن كان من الصعب عليه الاحتفاظ بوظيفته لوقت طويل اذ كثيراً ما يقطع عمله بشكل مفاجئ ليعود الى القاهرة لاسابيع عدة ويظهر مرة اخرى"، مع روايات جديدة. وتقول بربارة: "اخذ تدريجياً يكشف لي عن الجوانب الغامضة في حياته لكن ليس بالكامل، اذ تعمد ان يتركني في الظلام في اجزاء من قصصه. في احدى المرات قال انه ذهب في مهمة سرية لتدمير مفاعل نووي في ليبيا. ومرة اخرى قال انه عمل مع الموساد الاستخبارات الاسرائيلية واثناء حرب الخليج عرض على الإف. بي. اي. انه يستطيع ان يغتال الرئيس العراقي صدام حسين اذا تلقى مكافأة مناسبة. ولم يأخذ احد كلامه على محمل الجد، اذ لم تكن علاقته قوية بهم وقتها".
يحب بلاده
في آذار مارس 1990 اصطحب عماد زوجته الاميركية في احدى رحلاته الى مصر. وهناك تعرفت الى عماد سالم آخر وطني يتحدث في السياسة باستمرار ويروي لها كيف يحب بلاده ويريد ان يخدمها "هناك تحدث لي اكثر عن اليهود. هكذا كان يسميهم. اليهود كان يشعر ببرود نحوهم". تقول انه طلب منها اصدار جواز سفر جديد عوضاً عن جوازها السابق الذي يحمل تأشيرة اسرائيلية لرحلة قامت بها الى هناك قبل تعرفها عليه. ووافقت ايضاً على طلبه بأن تشهر اسلامها في القنصلية المصرية في نيويورك على رغم عدم ايمانها بالاسلام.
واقتربت اكثر من عائلته وامضت اياماً معهم في امبابة، وتعرفت على شقيقته فاطمة التي زارته في نيويورك قبل اسابيع قليلة من الكشف عن مؤامرة تفجير معالم نيويورك وحملت معها اشرطة تتضمن مخابراته ليس مع الشيخ عمر عبدالرحمن وبقية المتهمين فقط وانما أشرطة البوت ليق كما يُطلق على الاشرطة التي سجلها سراً لرجال ونساء الإف. بي. .ي. وهم يحدثونه عن تطورات القضية.
وقبل عودة الرجلين السعيدين الى نيويورك فاجأ عماد بربارة بأن فتح امامها حقيقة يد مليئة برزم من النقود. "كان المنظر كالافلام تماماً. سألته ما هذه فابتسم وقال: سأخبرك في ما بعد".
في تموز يوليو 1990 "اخبرني انه ذاهب الى المطار لمقابلة أمير افغاني اسمه عمر عبدالرحمن وكانت تلك اول مرة يذكر فيها امامي اسم الشيخ عمر. وكانت مهنته وقتها عادية فقط ان يراقبه ويعرف من يستقبله والى اين يتوجه".
وبدأ عماد منذ ذلك اليوم الاهتمام بالاسلاميين ومساجدهم، وطلب من بربارة ان تشتري له من متجر شرقي سجادة صلاة وكوفية، واخبرها انه مسافر الى ديترويت مع الشيخ عمر وكانت تلك الرحلة بداية توثيق العلاقات بينه وبين الشيخ الضرير.
في تلك الفترة اخذ عماد يظهر باستمرار وسط الجالية الاسلامية المهتمة بقضية سيد نصير المتهم وقتها باغتيال المتطرف اليهودي مائير كاهانا، وكانوا يتظاهرون باستمرار امام مبنى المحكمة وسط نيويورك. واخذ يرتاد مسجد السلام في جيرزي سيتي ومسجد ابو بكر الصديق في بروكلين، وهما المسجدان اللذان يتركز فيهما انصار الشيخ عمر عبدالرحمن.
وتقول بربارة انها اخذت تجادل عماد في ما يفعله في التقرّب الى المسلمين والصلاة امامهم والظهور بمظهر المؤمن التقي في الوقت الذي يشرب الخمر ويدخن خلسة عنهم. لكنه راح يحدثها عن خطر التطرف الاسلامي والارهاب على بلاده "كان يكره الشيخ عمر من كل قلبه وبقية المتدينين في المسجد ويتهكّم عليهم باستمرار".
اثناء ازمة الخليج كانت الإف. بي. اي. نشطة وسط الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة. وكان من الطبيعي ان يتحرى رجاله عن عماد سالم المهندس في احد فنادق نيويورك والذي يكثر من السفر والعودة الى مصر. وكان اللقاء الاول بينهم في الفترة نفسها التي بدأ نشاطه فيها في تعقب عمر عبدالرحمن. وعرض عماد خدماته عليهم.
وفي آب اغسطس من العام نفسه عرض سالم على عميلة مكتب التحقيقات الفيديرالي نانسي فلويد امكان ان يتجسس على الجالية الاسلامية في نيويورك لحساب المكتب، كما تقول بربارة.
غريب الأطوار
وفي العام نفسه حصل عماد على البطاقة الخضراء التي تمنحه اقامة دائمة في الولايات المتحدة وبدأت ايضاً المشاكل بينه وبين بربارة، خصوصاً بعد ان تعرّف على مصممة مجوهرات ثرية ومن اصل يهودي تدعى كيرين اولتر سدورف وتستخدم احياناً لقب بلوم، وانتقل سالم للإقامة معها في شقتها في منطقة راقية في نيويورك. وتقول بربارة ان عماد لم يتزوج رسمياً بكيرين وان عقد عليها اسلامياً، وهذا ما يُسمى في اوساط الجالية "التحليل" وكان وقتها لا يزال متزوجاً من بربارة.
ولكن علاقة بربارة لم تنته بل استمرت بعد انفصالها لنحو ثلاثة اعوام وظل يتصل بها حتى شهر آب اغسطس من العام الماضي، وهو في اقامته السرية. وتقول ان عماد كان يسعد بزيارتها "في سيارة كيرين المرسيدس ويبدو فخوراً بذلك"، وتضيف "انه رجل معقّد وغريب الاطوار احياناً".
واستطاع عماد إحضار ابنته نهى 16 عاماً وابنه شريف 13 عاماً من مصر بعد ان ضغط على مطلقته المصرية نعيمة وتروي بربارة القصة: "اخبرني انه لا يستطيع الحصول على كفالة ابنائه قبل بلوغهما، وان الشريعة الاسلامية تمنح حق الكفالة للأم فوضع بفضل صلاته في مصر زوجته نعيمة في قائمة الممنوعين من السفر، ما اخافها، وبالتالي تنازلت له عن حضانة الطفلين فأحضرهما الى نيويورك اوائل عام 1991 وأقاموا معه وكيرين ولا يزالون معه في اقامته السرية حتى الآن".
اما كيرين فتقول باربرة ان عماد اخبرها في اتصالاته الاخيرة بها قبل نحو العام انها عادت الى بلدها الاصلي المانيا، ولكن لا يوجد ما يؤكد ذلك حيث انها كانت مع عماد عندما دخل في برنامج حماية الشهود، وانتقلت معه الى حياته السرية. وتبرر بربارة عودتها الى المانيا بضيقها من قيود الحياة السرية التي يعيشها عماد ورغبتها في الاستمرار بتجارتها في المجوهرات.
ولم يكن طلاقهما سهلاً اذ تبادلا الاتهمات المقذعة وأرسل لها صورة بالفاكس لامرأة تُعذب. وتقول انه هددها بأنه يعرف كيف يضربها من دون ان يترك اثراً. واستخدمت محامية عمر عبدالرحمن الصورة في استجوابها له في المحكمة للتدليل على انحرافه، واكتفى بالاجابة عندما عُرضت عليه الصورة قائلاً انه كان يجرّب جهاز فاكس جديداً".
تأنيب ضمير
وتطلق عماد وبربارة رسمياً في اوئل 1992 لحن بربارة كانت مستعدة باستمرار للصفح عنه واستضافته في شقتها متى أراد: "كان يرتاح في الحديث معي وكلما كان في مشكلة يأتيني، خصوصاً عندما يؤنبه ضميره ويبدأ التساؤل عن اخلاقية اعماله" تقول بربارة وحتى عندما بدأ مهمته الأخطر مع الإف. بي. اي. بعد طرده منها قبيل انفجار مركز التجارة العالمي في آذار مارس 1993 وعاد ارتبط معهم ثانية، كانت بربارة على اتصال به، وفي شقتها تفاوض مع المحامية ماري جو وايت على المبلغ الذي سيتقاضاه من الحكومة الاميركية.
في تلك الفترة "عرف عماد الطعم الحقيقي للمال وبدأ يفكر بالملايين". تقول بربارة "لقد تغير كثيراً بعد ذلك وأبرم عماد عقده مع الإف. بي. اي. الذي يتقاضي بموجبه مليون دولار في مقابل الكشف او الايقاع بعمر عبدالرحمن وجماعته". وفي شقة بربارة تفاوض مع ضابط آخر من الإف. بي. اي. يدعى جافن. وتقول: "في تلك الليلة جرى نقاش طويل بينهما. كان جافن يوجه عماد كيف يجب ان يوقع بالشيخ عمر ويقول له لا بد ان يقول كذا وكذا ولا بد ان تجعلهم يفعلون كذا وكذا. ويردّ عماد انه لا يستطيع ذلك لأن امره سيفتضح وقتها". وتضيف بربارة ان هذا الشريط غير موجود ولم يكشف عنه الادعاء على رغم علمها ان عماد سجل حديثه مع جافن وبقية ضباط الإف. بي. اي. تلك الليلة من دون علمهم.
أجهزة تسجيل
وتضيف: "كان يملك في بيته كل الاجهزة التي يحتاجها لنسخ الاشرطة واجهزة لدمج الاصوات. واستطيع ان اشهد انه كان يعمل ساعات عدة على تلك الاشرطة ويستخدم اجهزة كثيرة لا اعرفها. كان يستطيع نسخَ نسخٍ عدة من شريط واحد خلال دقيقة، وهذه الاشرطة اعطاها لاخته فاطمة عندما زارته قبيل انتهاء العملية باسبوعين وكذلك لابنة اخته التي زارته ايضاً".
وفي ليلة القبض على المتهمين في 24 حزيران يونيو اتصل عماد بها ليخبرها بأنه تعرض لأزمة قلبية ويريد رؤيتها في مستشفى "جبل سيناء" التابعة لجمعية يهودية. "كنت اعمل ممرضة في المستتشفى نفسه واستطعت العثور على غرفته بصعوبة اذ كان تحت حراسة مشددة واسمه غير موجود في الاستقبال. انا متأكدة انه لم يصب بأزمة قلبية وانما مجرد اجهاد نتيجة خلط المواد الكيماوية في مستودع برونكس. وكان معه في الغرفة ضباط من الإف. بي. اي. بينهم جون اتيفست عميل مكلف بمتابعة عماد منذ بداية عمله وكان هناك اثنان آخران يحصلان على افادة مفصلة منه. كان عماد فخوراً بما صنع وقال هذه عمليتي الاخيرة. كان يسألني "استمعي الى الاخبار هل ذكروا اسمي بعد. وطلب مني ان ادخل معه برنامج حماية المتهمين لكنني رفضت". وأمضت بربارة معه تلك الليلة 12 ساعة. وتقول انها خسرت وظيفتها بسبب تلك الزيارة اذ اعتبرت ادارة المستشفى اليهودي ان وجود بربارة وعماد في المستشفى قد يعرّض المستشفى للخطر، حسب قولها. واستمر عماد في الاتصال هاتفياً بها ليتحدث ساعات معها.
كان يشكو لي انهم الإف. بي. اي نقلوه الى ولاية باردة، وانهم منعوه من التدريبات الرياضية، فهو رياضي ويمارس التمارين باستمرار عندما كنا معاً. قال انهم يخشون ان يصاب بأزمة قلبية اخرى، وقلت له انه لم يصب بأزمة قلبية ليلة الكشف عن المؤامرة. اخبرني انهم اعطوه مهدئات وادوية لعلاج قلبه. قال لي مرة انه ليس سعيداً وانه يريد رؤية إمام عالم دين ولكن رجال الإف. بي. اي. لم يوافقوا. كان واضحاً من صوته انه غير سعيد على رغم ان كيرين واولاده معه. حدّثني عن اسرته وقلقه خصوصاً على اخته فاطمة، وانه يخشى الا يراهم مرة اخرى".
ودبّ الخلاف بينهما مرة اخرى، عندما طلب عماد منها ان تكتب افادة بأن كل ما ذكرته ضده اثناء اجراءات الطلاق هو كذب. "تأكدت وقتها انه مجرد مخادع… خدعني مرات ويريد ان يخدعني مرة اخرى. رفضت فهددني، فطلبت عن طريق محام ان لا يتصل بي مرة اخرى وكان آخر اتصال بيننا في آب اغسطس 1994".
تعترف بربارة بأنها أحبت عماد سالم كثيراً لكن "هو الذي قتل حباً كبيراً في نفسي، عندما اشهد ضده فأنا لا اريد الانتقام، فأنت تنتقم ممن تشعر نحوه بأي عاطفة، وانا لا اشعر نحو عماد بأي شيء الآن. لقد انتهى تماماً من حياتي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.