ذكر مصدر رفيع في البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد اتفقا على عقد اجتماع بينهما خلال أسابيع في مكان ما من أوروبا وان الاجتماع سيتم عقب الاعلان عن توصل سورية واسرائيل الى اتفاق على الاطار العام للمفاوضات. وبموجب اتفاق الاطار العام ستعترف اسرائيل بالسيادة السورية على مرتفعات الجولان المحتلة بينما تقبل سورية شروط قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 المتعلقة بحق جميع الدول في المنطقة بما فيها اسرائيل بالعيش ضمن حدود آمنة معترف بها وهو بمثابة اعتراف سوري باسرائيل كدولة. كذلك ستلتزم سورية باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل عند اكتمال الانسحاب من الجولان. ويضيف المصدر ان الاتفاق السوري - الاسرائيلي الذي أسهم في وضعه وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر ربما يذهب الى أبعد من ذلك: إذ أن اسرائيل تريد من سورية أن تقيم معها علاقات ديبلوماسية كاملة عقب أول انسحاب اسرائيلي من مرتفعات الجولان. ومنذ مدة والولايات المتحدة التي تحبذ هذه الخطوة تحاول إقناع سورية باتخاذ هذه المبادرة لأنها ستساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين في وجه معارضي الانسحاب داخل اسرائيل بينما تتيح لسورية خيار قطع العلاقات إذا ما لجأت اسرائيل الى التسويف والمماطلة في الانسحاب الكامل. ويؤكد المصدر الأميركي ان هناك امكانية لاحتفاظ اسرائيل بجزء من مرتفعات الجولان مع الابقاء على مستوطنة "زراعية - عسكرية" في هذا الجزء مقابل اعطاء سورية أراضٍ زراعية في منطقة طبريا أو الجليل. وفي هذا الصدد سيركز كريستوفر في زيارته الى المنطقة على المسار السوري - الاسرائيلي ثم على المسار الأردني - الاسرائيلي بينما يكلف المبعوث الأميركي الخاص دينس روس بمتابعة المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، لأنه يعتقد أن الفلسطينيين يفضلون وساطة النرويج ومصر على الوساطة الأميركية. ويقول المصدر ان عقد قمة بين كلينتون والأسد سيكون مناسبة رمزية بالدرجة الأولى ولكنها تهدف أيضاً الى تعزيز الجهود الهادفة الى ترتيب لقاء سوري - اسرائيلي على أرفع مستوى في البيت الأبيض العام المقبل.