قمة منظمة التعاون الاقتصادي التي انعقدت للمرة الاولى في طهران يومي 16 و17 شباط فبراير الجاري، بمشاركة جمهوريات اسلامية سوفياتية سابقاً استقطبت اهتماماً دولياً واقليمياً تجاوز القضايا التي بحثت فيها او القرارات التي صدرت عنها، وهي قرارات اقتصرت على الجانب الاقتصادي للعلاقة بين اعضائها المؤسسين تركياوايران وباكستان وبين اعضائها الجدد اوزبكستان واذربيجان وتركمنستان او المرشحين لدخولها، قرقيزستان وكازخستان وطاجكستان التي تمثلت كاعضاء مراقبة، او المرشحين الممثلين رومانيا وافغانستان. فالاهتمام بهذه القمة تركز على مستقبل الخيارات السياسية، الداخلية والخارجية للجمهوريات الاسلامية المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى، سواء في علاقاتها مع قطبي القمة تركياوايران او مع دول الجوار، خصوصا الدول العربية. وجاءت التحركات الديبلوماسية الواسعة التي سبقت هذه القمة مثل زيارة وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر الى هذه الجمهوريات، وزيارة رئيس الوزراء التركي سليمان ديميريل الى واشنطن، او التي رافقتها مثل اقامة منطقة التعاون في بحر قزوين بين ايرانواذربيجان وكازخستان وروسيا وتركمنستان، او التي لحقتها، مثل زيارة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى اوزبكستان وطاجكستان وتركمانستان، جاءت كل هذه التحركات بهدف استقطاب الجمهوريات الاسلامية الى اتجاه ما، واقناعها بضرورة الابتعاد عن اتجاه آخر. وقد اعطت كل من ايرانوتركيا الوجهة التي تريد ان تتبعها الجمهوريات في آسيا الوسطى، عشية بدء اعمال القمة. فالرئيس التركي توروغوت اوزال اعلن في طهران ان بلاده تعطي اهمية كبيرة ل "قيام تعاون اقتصادي في المنطقة حيث قامت جمهوريات جديدة ناطقة باللغة التركية"، محددا للقمة مهمة اقرار "زيادة التبادل التجاري بين دول المنطقة وحرية انتقال الرساميل في ما بينها". اما الرئيس الايراني على هاشمي رفسنجاني فقد شدد على ان الولاياتالمتحدة تحاول "ان ُتظهر ان الجمهوريات الاسلامية الجديدة هي من غير دفاع، في حين انها اي الجمهوريات تنتمي الى عائلة كبيرة هي الاسلام". في مقابل ذلك برز تحركان عربيان في اتجاه توثيق العلاقة العربية مع جمهوريات اسيا الوسطى. الاول حصل من غير ضجيج وتمثل بزيارات قام بها مسؤولون مصريون الى منطقة الخليج العربي من اجل تنسيق وزيادة المساعدات الخليجية للدول الاسلامية. وفهم ان التحرك المصري لقي استجابة في ظل تقديرات خليجية مفادها ان انحياز الجمهوريات الاسلامية الى اي من قطبي الاستقطاب داخل منظمة التعاون الاقتصادي سيخلق خللا في ميزان القوى في المنطقة. التحرك الآخر تمثل بزيارة الامير سعود الفيصل الى كل من اوزبكستان وطاجكستان وتركمنستان واذربيجان. وكان عنوان هذه الجولة تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي. وفي العودة الى قمة طهران، يمكن تسجيل حصول تطورين على هامشها. الاول تمثل باعلان الرئيس الايراني اقامة منطقة تعاون في بحر قزوين ضمت بلاده الى جمهوريات سوفياتية سابقة هي اذربيجان وكازخستان وروسيا وتركمنستان، من دون تركيا ومقرها في طهران.