لم تقتصر المتاعب التي جلبها المجلس العلمي الأعلى في المغرب لشيخ مغربي يدعى محمد المغراوي على مهاجمته من غالب الصحف المحلية في المغرب، إذ أصدر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في الرباط أول من أمس، أمراً بفتح تحقيق دقيق معه بخصوص فتواه، التي أجاز فيها نكاح ابنة التاسعة، إذ يحتكر المجلس العلمي الأعلى في المغرب إصدار مثل هذه الفتاوى. وأمر وكيل الملك كذلك بالتحقيق مع المغراوي حول صفته، التي يرى أنها تؤهله لإصدار الفتاوى. وتوجه أمس إلى منزل المغراوي في مدينة مراكش، عدد من رجال الأمن للتحقيق معه، ليتبين لهم أن الشيخ المغراوي يوجد حالياً في السعودية لأداء مناسك العمرة. ولم تنتظر السلطات المغربية المعنية عودة الشيخ من الديار المقدسة لبدء محاسبته والتحقيق معه، إذ قامت مباشرة عقب بيان المجلس العلمي الأعلي، الذي يترأسه العاهل المغربي الذي عارض فيه فتوى المغراوي، بحجب موقعه الإلكتروني الذي يحمل عنوان"المغراوي نت"، وهي خطوة وصفتها الصحف المغربية بالعقاب الموقت، خصوصاً أن عدداً من النشطاء الحقوقيين وأكاديميين، إضافة إلى بعض أشهر الكتّاب المغاربة طالبوا بمحاكمته ومحاسبته. وكان المجلس العلمي الأعلى وصف المغراوي في بيان له ب"الفتان"و"الضال"و"المضل"و"الشخص المعروف بالشغب والتشويش على ثوابت الأمة ومذهبها". وندد المجلس ب"استعمال الدين في مثل هذه الآراء الشاذة المنكرة"، معتبراً أن الفتوى لا تصدر إلا عن المجلس او عن الأشخاص علماء كانوا أم دعاة أم وعاظاً.