في ليلة صيفية غاب فيها رواد النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، وحضرها جمهور جديد على صالة النادي، أحيا الشاعران البحرينية ليلى السيد، والسعودي عبدالوهاب العريض، أمسية جاءت في شكل حميمي، قدمت خلالها السيد قصائد احتوت مواويل عراقية، ما جعل عضو النادي الأدبي خليل الفزيع يعترض في مداخلة، كانت الوحيدة في الأمسية، وبهذا تكون السيد وضعت بداية لدخول الشعبي ضمن الفصيح في النادي، الذي لم يقدم أية فعالية شعبية منذ تسلم إدارته الجديدة. وعلى رغم أن إلقاء السيد لقصائدها الشعبية جاء بصورة عفوية، نتيجة خطأ من إدارة"أدبي الشرقية"، بعدم إبلاغ الشاعرة بضرورة"الابتعاد عن إلقاء قصائد شعبية"، بحسب تعبير الفزيع، الذي وجه لومه لمدير الأمسية أحمد الملا، الذي أوضح أن"الشعر لا يتوقف عند المقطع الشعبي أو الغنائي، فهناك نصوص سينمائية وأخرى مرئية، والشعر تجاوز كل تلك المشكلات". وقال:"لا نعتبر ما حدث خطأ، بل ضمن الحال الشعرية الحديثة للنادي، ونرحب بمشاركة الشاعرة بكل ما ألقته من قصائد". وقدمت السيد خمساً من قصائدها، من مجموعة"مذاق العزلة"، وقالت في قصيدتها الأولي:" وبشّرِ الشاعراتِ/بتفّاحةٍ/سَحَرَها الهوى/أدارَ/وجهها/خيّطَ فمها/ثم قال: فيضي دمعاً.../وطنٌ يحرسهُ الجيران/يعجّل بالتنهّدات/فرح بهيئة/امتداد ذراعيك!/وحيدةً/تتعجّلين/خطايا نهاركِ/دون فضيلةِ ليلك". كما قرأت نصوصاً أخرى في جولتها الأولي، هي:"هجرة الأوكسجين"و"أجندة"التي أدخلت عليها مقطع لأغنية فلكلورية عراقية بطريقة أعجبت الجمهور. وعقب انتهاء النصف الأول من الجولة الأولى، ألقى الشاعر العريض أكثر من 10 قصائد، معظمها قصيرة، من الجزء الثاني من مجموعته"محبرة تنتحب"، منها نص بعنوان"ربما": "ُربَّمَا يَأْتِي وَجْهُكِ/ُمرْتَدِيَاً كَفِّي فِي الْهَوَاءِ/ُيدْخِلُنِي اللَّيْلُ مِنْ رَائِحةِ الجَسَدِ". ونص بعنوان"وَجْهٌ"جاء فيه: "يَنْتَظِرُنِي كُلَّ صَبَاحٍ/يَحْرِقُ جَسَدِي/وَيَنْهَمِرُ بَيْنَ أَصَابِعِي/وَجْهٌ يَغْرَقُ ِفي نَهْرِ/ الذِّكْرَيَاتِ/يَسْقُطُ اللَّيلُ بَيْنَ كَفَّي/أُمْسِكُ الْأَشْجَارَ/أُعَانِقُ الظِّلاَلَ/ يَسْتَيْقِظُ وَجْهُهَا بَيْنَ المَرَايا/يَتَسَلَّلُ خِلْسَةً/وَنَرْقُصُ عَلَى وَهْمِ الإَيقَاعِ". فيما أكمل العريض الجولة بخمس قصائد منها:"الذاكرة"، و"محبرة"، و"نوافذ مبللة". بعد ذلك طلبت المقدمة خمس دقائق أخرى لليلى السيد، لإلقاء بعض من قصائدها الجديدة، من ديوانها الذي سيصدر قريباً في مصر. وتعتبر السيد، التي لا تؤمن بأن الشعر ذا الشكل الأدبي، أن"الاشتباك بين الأشكال الشعرية المختلفة لا يعنيني، وأنا اكتب فقط"بحسب قولها، مضيفة"أؤمن أن قضية الشكل الأدبي هي قضية نقدية تالية للإبداع، وأنا أبحث عن الحرية في كل ما كتب من شعر شعبي أو فصيح، تفعيلة أو قصيدة نثر". أما الشاعر عبدالوهاب العريض، فيستعد حالياً لإصدار ديوانه الأول عن دار الانتشار العربي في بيروت، الذي سيحمل عنوان"محبرة تنتحب"، ويعمل منذ نحو 16 عاماً في الصحافة الورقية، وهو عضو منظمة"الخليج لحرية الصحافة"، وهيئة"الصحافيين السعودية"، وعضو منتسب لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين.