على رغم أن موسم الأعراس لم يبدأ بعد إلا أن الحصول على حجز في قصور الأفراح بات صعباً في الرياض، خصوصاً مع ارتفاع أسعار قاعات الأفراح بنسبة 40 في المئة، مقارنة بالعام الماضي، ما دفع الكثير من الشباب المقبل على الزواج إلى تأجيل زفافهم. وقال مستثمرون في تأجير قصور الأفراح في الرياض إن سبب زيادة قيمة الإيجارات العام الحالي هو ارتفاع التكاليف التشغيلية بأكثر من 50 في المئة، وقلة أشهر الإجازة التي تكثر فيها حفلات الزواج خصوصاً مع تصادف شهر رمضان مع الإجازة، وتتراوح أسعار القصور بين 39 إلى 64 ألف ريال للفئة متوسطة الفخامة من القصور. وأشاروا إلى أن نسبة الإشغال لموسم الصيف في القصور بلغت حتى الآن نحو 85 في المئة، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالعام الماضي، بسبب زيادة عدد القاعات الصغيرة ذات التجهيزات الفخمة، والتي ارتفع إقبال السعوديين عليها. وأوضح مدير أحد قاعات الأفراح في جنوبالرياض نصري محمد ل"الحياة"أن كلفة التشغيل زادت على ملاك القصور بنحو 46 في المئة، وشملت الغاز والكهرباء والمواد الاستهلاكية ومنها المواد الغذائية، ما أدى إلى زيادة المصاريف التي تدفعها قصور الأفراح على خلفية ارتفاع كلفة إقامة البوفيهات المفتوحة وبعض الطلبات الإضافية، التي يقوم المستأجر بطلبها كتجهيز القاعات النسائية، التي زادت بنسبة 50 في المئة. وذكر أن نسبة الأشغال انخفضت 15 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مرجعاً ذلك إلى زيادة أعداد القاعات الصغيرة ذات التجهيزات الفخمة، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من المقبلين على الزواج، لتناسب أسعارها مع أصحاب الدخل المحدود. وقال الحسن فيصل العامل في إحدى الاستراحات التي خصصها السعوديون بديلاً عن صالات الأفراح إن الاستراحة تم تجهيزها بشكل كامل لمتطلبات الزواج، وأصبحت تنافس القصور صاحبة الخبرة في هذا المجال. وأضاف أن الحجوزات بلغت 99 في المئة، ومصروفاتنا أقل بكثير من مصروفات صالات الأفراح الكبيرة والأسعار تتراوح مابين 12 ألف ريال منتصف الأسبوع و17 ألفاً في نهايته. ورأى الشاب فيصل القحطاني أن قصور الأفراح سجلت ارتفاعاً مخيف خلال إجازة الصيف، وقال:"فكرت في تأجيل زواجي العام الماضي لبعض ظروفي المادية، ولكني تفأجات أن مصاريف حجز قاعة الافراح لإقامة زواجي زادت عن العام الماضي بمعدل مخيف". وأضاف:"إن ذلك أجبره على الاقتراض من أحد البنوك لإقامة حفلة زواجه خلال أجازة صيف هذا العام، ففي العام الماضي طلب المسؤولون عن قاعة أفراح شرق الرياض 39 ألف ريال لإقامة الحفلة وسط أيام الأسبوع، وفي العام الحالي بلغ سعر القاعة نفسها 59 ألف ريال، ولا أعلم الأسباب". من جهته، قال منصور الراجس إنني كنت اعتزم إقامة زواجي في اجازة الصيف، وقمت بتأجيله إلى أجلٍ مسمى بسبب ارتفاع الأسعار التي وصفها ب"الجنونية"حتى في الاستراحات التي كانت في السابق تتراوح ما بين 7 إلى 12 ألفاً، وارتفعت أسعارها بنسبة 50 في المئة.