لا يزال بعض طلبة المدارس والجامعات ومعهم عائلاتهم يحاولون التعود على ثقافة جديدة للإجازات بدأوا يلمسونها بدءاً من العام الدراسي الحالي، إذ أضيفت إلى إجازة اليوم الوطني والإجازات المعتادة عطلة مدتها أسبوع، تبدأ السبت المقبل، سميت إجازة"منتصف الفصل الدراسي". وعلى رغم اختلاف وجهات النظر حول تأثيرها على التحصيل، إلا أن تجارب الدول المتقدمة في أنظمة التعليم ترجح كفة المؤيدين، كما أن السعادة التي بثتها في المنازل قربت بين التلاميذ ومدارسهم ومعلميهم، وكسرت جليداً بينهم كان سببه الاستمرار المتواصل في الدراسة لأربعة أشهر خلال الفصل الدراسي الثاني من كل عام. وقريباً من هذه الإرهاصات بدأت قطاعات النقل والسياحة والترفيه تلمس تغيرات جذرية في معدلات تشغيلها وبرمجة مواسمها، إذ حظيت الآن بسبع إجازات مدرسية غالباً ما تمتد لتكون عائلية، يتنقل فيها السعوديون لحضور مناسباتهم، أو زيارة أقاربهم، أو حتى للترفيه والتغيير بين المدن السعودية وبين عواصم الدول المجاورة فباتوا يتحدثون عن نمو متوقع، ربما انعكس على جودة خدماتها مع تصاعد التنافسية وعلى توظيف الأيدي العاملة مع إضافة مهمة في ثقافة العمل، إذ ستتسع دائرة قبول الأعمال والوظائف الموسمية بعد أن كانت حكراً على موسمي الحج والعمرة. وكالعادة تصدرت مكةالمكرمة وجهات السعوديين لأداء العمرة، ومن ثم الانتقال إلى عروس البحر للتسوق والاسترخاء في الشاليهات والفنادق على ساحل البحر، وفقاً لمدير الحجوزات الداخلية في احدى وكالات السفر في الرياض محجوب فتح الرحمن. وللمرة الأولى تأتي مدينة الرياض ثانية في وجهات حجوزات السعوديين الداخلية، متقدمة على المنطقة الشرقية التي اشتهرت بجاذبيتها في الإجازات القصيرة، حيث عمد كثيرون إلى حجز الوحدات الفندقية المتاحة وفقاً لتقديرات المصدر نفسه الذي عزا هذا الاتجاه إلى تفوق العاصمة السعودية في مجال التسوق، لأنها باتت اليوم تضم اكبر واحدث مجموعة من"المولات"التجارية في المملكة، فضلاً عن وجود منطقة وسط الرياض التاريخية، وبرجي المملكة والفيصلية، اللذين يجتذبان كثيرين. ونجحت"الهيئة العليا للسياحة"العامين الماضيين في ترويج فكرة السفر الداخلي في إجازات نهاية الأسبوع والإجازات المدرسية القصيرة، وعمدت إلى فتح قنوات الاتصال بجميع المنشآت السياحية لرصد معدلات النمو في الإيواء السياحي وتغير خريطة الاتجاهات بين المدن التي باتت تتنافس لدعم اقتصادات السياحة فيها. وما بين ثقافة إجازات جديدة، وبين طموحات اقتصادية تتبناها"الهيئة"يحتفظ السعوديون بمكانتهم كأكثر الشعوب العربية تنقلاً داخلياً وخارجياً، وبتصدرهم قائمة السياح الأكثر إنفاقاً.