اعتبر اختصاصيون في القطاع السياحي والفندقي، أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة تسببت في انخفاض الطلب على سفر السعوديين بنسبة 35 في المئة خلال إجازة منتصف العام الدراسي (تبدأ غداً)، مقارنة بالعام الماضي، مشيرين إلى أن دبي ما زالت تمثل الوجهة الرئيسة والمفضلة لدى كثير من العوائل السعودية كنوع من «الهياط الاجتماعي» على رغم ارتفاع تكاليف السياحة فيها. وقال الخبير السياحي مؤسس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار، إن الظروف الاقتصادية خلال العام الحالي أسهمت في انخفاض الطلب على السفر والسياحة بنسبة تراوح بين 30 إلى 35 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أن السفر للسياحة في أسبوع إجازة منتصف العام الدراسي المقبل تركز على كل من دبي والدوحة والكويت، معتبراً وجهة دبي نوعاً من «الهياط الاجتماعي». وأشار إلى أن من الوجهات الأخرى التي ترغبها العوائل السعودية حالياً، العاصمة البريطانية لندن، في حين أن الإقبال على مصر ضعيف في الوقت الحاضر، لافتاً إلى أن الظروف الاقتصادية هي السبب الأول لتراجع السياحة هذا العام، خصوصاً أن كثيراً من الموظفين سواءً في القطاع الخاص أم العام توقفت بعض المميزات التي كانوا يحصلون عليها والتي كانت تساعدهم في السفر سنوياً. وأوضح أن السياحة الدينية والداخلية في المملكة ما زالت تشهد نشاطاً جيداً، وخصوصاً إلى جدة والشرقية والمدينة المنورة، إذ تفضل الكثير من العوائل في مثل هذه الإجازات القصيرة السفر إلى كل من مكة والمدينة، ما ينعكس إيجابياً على إشغال الفنادق والشقق المفروشة في تلك المدن. من جهته، قال رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض نائب رئيس اللجنة الوطنية السياحية بمجلس الغرف محمد المعجل، إن أسبوع الإجازة المقبل قصير جداً، ما انعكس على تراجع السفر إلى الخارج ونمو ونشاط السياحة الداخلية، إذ يتزامن الأسبوع المقبل مع موسم الربيع والأمطار التي تشهدها المملكة. وأشار إلى أن معظم العوائل والشباب سيتجهون إلى البر (الروضات الخضراء) خارج المدن الرئيسة لقضاء عطلة الربيع فيها، التي تعتبر هدفاً رئيساً للكثير من العوائل، لافتاً إلى أن المدن الكبرى في المملكة تشهد خلال إجازة الربيع إقبالاً كبيراً من العوائل القادمة من المدن الصغيرة، سواءً بهدف الزيارة أم السياحة أم حضور مناسبات اجتماعية، ما ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية والسياحة الداخلية. وبيّن المعجل أن الظروف الاقتصادية الحالية أسهمت في انخفاض السفر إلى الخارج على رغم وجود فئة من العوائل تتجه إلى دول الخليج المجاورة مثل الإمارات وقطر والكويت والبحرين، إلا أنهم أقل مقارنة بالسنوات الماضية. بدوره، قال فهد القحطاني أحد العاملين في مكتب خاص للسفر والسياحة، إن سفر السعوديين لقضاء الإجازات والعطل الرسمية يخضع لعوامل عدة من أهمها تكاليف الرحلة ومدة وتوقيت الإجازة، لافتاً إلى أن دبي ما زالت تتصدر وجهات السفر لقضاء معظم إجازة منتصف العام الدراسي على رغم ارتفاع تكاليف السفر والسكن والمعيشة فيها. ولفت إلى أن نسبة كبيرة من العوائل السعودية والمقيمين في المملكة يتجهون إلى كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة بغرض العمرة ثم الاتجاه إلى جدة لقضاء جزء من إجازتهم فيها. وأشارت إحصاءات المنظمة العالمية للسياحة في الأعوام الماضية إلى أن عدد السعوديين الذين يغادرون سنوياً للسياحة الخارجية يقدرون بنحو خمسة ملايين سائح، يقضون أكثر من 30 مليون ليلة سنوياً، ويبلغ إنفاقهم على السياحة الخارجية قرابة 60 بليون ريال سنوياً.