تقدم عدد من مربي الماشية بشكوى إلى الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة الحدود الشمالية، يؤكدون فيها وجود نقص في لقاحات مرض الحمى القلاعية الذي أصاب عدداً كبيراً من رؤوس الماشية أخيراً. وأوضحوا في شكواهم أن عدداً من أغنامهم نفقت، فأخبروا الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة، التي شكلت لجاناً من البيطريين اشتبهوا بمرض الحمى القلاعية وأرسلوا عينات إلى مختبر الإدارة في جديدة عرعر ومختبر التشخيص المركزي في الوزارة، وأثبتت نتائج التحاليل إيجابية بعض هذه العينات لمرض الحمى القلاعية. ولفتوا إلى أن"الإدارة لم تصرف اللقاح إلا للحملان فقط، بحجة أن كمية اللقاحات من الوزارة قليلة، ولا تكفي جميع الأغنام في المنطقة"، مشيرين إلى أنهم اضطروا إلى تحصين بعض أغنامهم فقط خصوصاً أن ثمن زجاجة اللقاح 100 جرعة يصل إلى 300 ريال في الصيدليات. وعلى رغم أن مصدراً مطلعاً في الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة الحدود الشمالية أكد وجود نقص في لقاحات الحمى القلاعية، إلا أن مدير الإدارة عثمان الصغير شدد على أن بعض الأغنام فقط نفق بسبب الحمى القلاعية، أما البقية فبسبب طريقة التربية الكثيفة والمتجاورة والعشوائية التي ينتهجها بعض المربين، والتي تتسبب في سرعة انتقال العدوى من حيوان لآخر، خصوصاً في الأمراض الفيروسية والبكتيرية. وتابع:"طريقة التربية العشوائية تسببت في نفوق الماشية بشكل ملحوظ، مع عدم تحصينها من جانب مربيها في الوقت المناسب، ونحن نحث المربين باستمرار عند مراجعة الإدارة على الالتزام ببرامج تحصين أغنامهم وإضافة الأملاح المعدنية والفيتامينات لها، ورش الأغنام بصفة دورية خصوصاً بعد جز الصوف للقضاء على الطفيليات الخارجية والجرب والمطالبة بتوخي الحذر وعزل الأغنام المشبوهة، ونوزع كذلك النشرات التوعوية الدورية لهم". وتطرق الصغير إلى أن منطقة الحدود الشمالية لديها ثروة حيوانية، إذ يقدر عدد رؤوس الماشية فيها بخمسة ملايين رأس ماشية، موزعة على رقعة جغرافية مترامية، ما يصعب مهمة إدارة الزراعة في متابعتها. وأضاف"يوجد نقص في عدد الوحدات البيطرية في المنطقة خلال الفترة الحالية، ما يسبب تأخراً في وصول الخدمات لبعد المسافات المخدومة، ونسعى لافتتاح وحدات بيطرية في المستقبل القريب". واعتبر أن انتشار العيادات والصيدليات البيطرية الأهلية دليل على وعي مربي الماشية في المنطقة،"فهي مساندة وداعمة للعمل الحكومي في توفير الأدوية البيطرية والفيتامينات والأملاح المعدنية". وتحدث عن قلة عدد الأطباء البيطريين الميدانيين:"لا يتجاوز عدد العاملين في الإدارة العامة والفروع التابعة لها سبعة أطباء بيطريين وعشرة مساعدين بيطريين، وطلبنا أخيراً من المسؤولين في الوزارة، فدعموا الإدارة بطبيبين، ورفعنا طلباً للتعاقد مع مساعدين بيطريين حتى يتم تثبيتهم لاحقاً". وفي ما يختص بالمخاطر البيئية التي تتعرض لها الفياض في منطقة الحدود الشمالية، ذكر الصغير أن المعاناة لا تزال مستمرة في ظل الاحتطاب والرعي الجائر لأشجار الطلح والسدر. وقال:"على رغم ما تقوم به الوزارة ممثلة في إدارة الموارد الطبيعية من تحسين وصيانة دورية للمراعي وإعادة تنميتها وعمل سياجات للمحميات، إلا أن كثرة التعديات جعلت ثمرة هذه الجهود غير واضحة، لذا نرى أن منع الرعي فيها لفترات يساعد في إعادة نمو النباتات والحفاظ عليها، حتى يكتمل نموها، ونثر بذورها بشكل كثيف، ما يزيد من فرض النمو ولو مع وجود أمطار قليلة".