يشرفني أن يصادف يوم مقالتي هذه أول أيام شهر رمضان الكريم.. ولمعرفتي التامة بأن هناك الكثير من الصائمين الذين يظهرون بصيامهم وكأنهم يمنون على الله وخلقه أنهم صائمون! سأتناول في مقالة اليوم هذه الشريحة من الصائمين. شرع الله لنا الصيام وكتبه علينا ركناً مهماً من أركان الإسلام، ليس لأنه سبحانه وتعالى يحتاج لصيامنا، ولكن لأننا نحن نحتاج لنصوم من باب طاعة المخلوق للخالق، التي قد تجعلنا ممن قال عنهم الله:"لعلكم تتقون". ومن هذا المنطلق، أجد أنه من المقزز أن ترى بعض الصائمين - هداهم الله - يتصرفون وكأن الله خالقهم محتاج لصيامهم، أو أن بقية خلق الله كلهم مهتمون ومتطلعون لصيامهم! ترى بعض"طاق اللطمة"ولابساً نظارته الشمسية بحيث لا يظهر من وجهه شيء، وأخلاقه"تجارية"للحد الأقصى وتجارية هنا تعني أخلاقاً سيئة، ولا علاقة لها بوزارة التجارة لا من قريب أو من بعيد! صائمون يغشى وجوههم ?التكشير والتجهم... بل أحياناً التهجم على خلق الله! يكونون في مراكز مسؤولية ووظائف خدماتية، ومع ذلك يتصرفون مع عملائهم بطرق جافة ويتحدثون من أطراف أنوفهم، وكأنهم يحمّلون الآخرين مسؤولية ما يمرون به من ضيق خلال صيامهم، سواء بسبب سهرهم الصباحي أم بسبب إدمانهم على مادة التبغ النتنة! أقول لهؤلاء الجهلة، إن الله سبحانه وتعالى لا يكترث بصيامهم من عدمه، وان خلق الله لم يضربوا لهم"خبراً"سواء أصاموا أم لم يصوموا أم ناموا أم لم يناموا، أو حتى ان دخلوا الجنة أم ألقوا في نار الجحيم. الصائم رجل عابد، وجهه بشوش، فرح بأن الله مَنَّ عليه ببلوغ الشهر، راجياً من ربه المغفرة والرحمة والخير الكثير. ومن لم يحس بهذا الشعور فهو إما أن يكون إنساناً جاهلاً أو جاحداً أو كلاهما. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وعلمنا كيف نعبده سبحانه ونتقيه، وأرسل لنا رسله لنعرف منهم ان الكبر والتكبر والغرور والغطرسة وجحد النعم وغلظة المعاشرة كانت دائماً من صفات مَنْ غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة. ولذلك فإنني أنصح كل ذي"لطمة"بأن يفكر مرتين قبل"ظق اللطمة"أو عقد الحاجب أو حتى نحت التكشيرة على وجهه. واللهم إني صائم ومبتسم. [email protected]