شهدت أسواق الخضار منافسة قوية بين البطيخ المستورد من روسيا وإيران وسورية، فيما احتل المنتج محلياً مكانة متأخرة في قائمة المتسوقين، الذين اندفعوا إلى شراء البطيخ، في محاولة لمواجهة حرارة الصيف المرتفعة. ولم تقتصر المنافسة على البطيخ، الذي أثبتت أبحاث طبية صدرت أخيراً، فعاليته في مقاومة الخلايا السرطانية، على الأسواق ومراكز البيع التجارية، بل تعدتها إلى الشوارع، من خلال الباعة المتجولين، الذين يعرضون بضاعتهم من البطيخ الأحمر، الذي يعرف محلياً ب?"الجح"، في محاولة للفت أنظار المارة. ويحرص الكثيرون على شراء البطيخ الأحمر والشمام الأصفر، لكونهما"من الوجبات المبردة، التي تمنح الجسم الطاقة الذي يحتاجها في الصيف، وتعوضه عما فقده من مياه، ولاستعادة التوازن الداخلي للجسم من السوائل"، بحسب قول المتسوق علي الشريدة، الذي يضيف"تكثر الحرارة الخارجية والداخلية مع اشتداد حرارة الصيف، والخارجية تكون أخف تأثيراً من الداخلية، التي تسيطر على المريء، والبعض يشرب الحليب مبرداً، لتهدئة تهيج المريء والمعدة، والبعض الآخر يلجأ للبطيخ، لكونه فاكهة باردة، ويشعر المرء بالراحة عند تناولها، خصوصاً بعد تبريدها في الثلاجة". غير ان فوائد البطيخ لم تعد مقتصرة على التبريد، إذ أوضحت دراسة حديثة أن البطيخ"يحوي مواد طبيعية مضادة للأكسدة، ما يجعل منه علاجاً فعالاً ضد السرطان"، وقالت الدراسة التي أعدها مركز"ميدل إيست أونلاين":"إن البطيخ فعّال في محاربة الأورام السرطانية، مثل الطماطم، بسبب احتوائه على مواد طبيعية مضادة للأكسدة، تثبط عمل الجزيئات الضارة، وتمنع من تحول الخلايا السليمة إلى خبيثة". ويشهد المزاد على البطيخ في ساحات سوق الخضار، إقبالاً كثيفاً من الباعة بالمفرق، ويقول البائع المتجول عبد اللطيف البعيجان:"يبدأ المزاد من بعد صلاة الفجر، ويكون مقتصراً على الدلالين وأصحاب البسطات، ويجرى على حمولة شاحنات البطيخ الكبيرة، ويأخذ الباعة الحمولة بالجملة، وتتراوح أسعارها بين 500 ريال إلى ألف ريال، ويمكن أن تزيد على ذلك بحسب وضع السوق"، مؤكداً أن هذه الثمرة"حافظت على جودتها من دون أن تتأثر كباقي المحاصيل، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مكونات المائدة اليومية، وتستخدم في العادة كطبق تحلية بعد الأكل، ويفضلها البعض ضمن الوجبات الرئيسة". ولباعة البطيخ طرق خاصة في الترويج لبضاعتهم، فمن الأهازيج الخاصة، إلى المناداة بعبارات غزلية تلفت الانتباه، ومنها"أحمر جميل يشفي العليل"، أو"أحمر سكري، وخده طري"، وعبارات أخرى من وحي عمليات البيع والشراء. ويحاصر الباعة المشترين بسؤال:"تريدها على حظك أو على السكين"، ويجبر الخيار الأخير المشتري على دفع ريالين زيادة على السعر الأصلي، على أن يستبدل البائع الثمرة غير الناضجة، بأخرى جيدة، ويخسر الأخرى. ويجمع المتسوقون على الأخذ بالخيار الثاني، كضمان للحصول على ثمرة ناضجة. واختار باعة ومتسوقون الطريقة القديمة للاختيار، التي تتم ب?"الطّرْق"على حبة البطيخ براحة اليد بعد تقريبها إلى الأذن، فإن ارتد الصوت فارغاً فذلك يعني أن الثمرة لم تنضج بعد، أما إذا ارتد الصوت ممتلئاً فتكون الثمرة استوت ونضجت، ويكتسب البائع هذه المهارة في التحديد بعد فترة من التدريب والممارسة.