كانت بداية النجم الاتحادي حمزة إدريس مع عالم كرة القدم متواضعة، من خلال انخراطه في تمارين نادي الأنصار في المدينةالمنورة على سبيل التجربة كحارس مرمى وامتد ذلك لأكثر من شهرين من دون أن يسجل رسمياً. وكان توجه حمزة للفريق الأنصاري بحكم ميوله العائلية بأشقائه الأربعة الذين يكبرونه سناً يلعبون لهذا الفريق، ووسط الإهمال الأنصاري لهذا الشاب الذي لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، يصل أحد كشافي الفريق الأحدي إلى منزل حمزة إدريس ويعرض عليه رغبة رئيس نادي أحد آنذاك علي فودة بانضمامه للتمارين الأحدية بعد أن أهمله الأنصار لأكثر من شهرين. وعلى رغم معارضة أشقائه لفكرة توجهه لأحد إلا أن حمزة أصر على ذلك، وبعد أول تمرين تم تقييده رسمياً في درجة الناشئين، ومثل الفريق لموسم واحد ثم استعان به مدرب درجة الشباب في مركز الهجوم، وبسرعة كبيرة وصل للفريق الأول ولقب بالبرق لسرعة تدرجه في المراحل ووصوله للفريق الأول. وتنبأ له مدرب الفريق الوطني آنذاك عبدالله الفودة"العمدة"بمستقبل باهر في عالم كرة القدم وأنه سيكون من طراز الهدافين على غرار موهبة ماجد عبدالله. وحقق حمزة إدريس لقب هداف الدرجة الأولى مرتين عام 1988 وعام 1992, واستطاع كذلك الوصول لقائمة المنتخب السعودي لكرة القدم للمرة الاولى والمشاركة الفعالة في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم بأميركا عام 1994, لكن حمزة إدريس لم يتذوق طعم الشهرة المحلي ويبلغ المجد حتى ارتدى القميص الاتحادي في عام 1997، في أكبر صفقة آنذاك حيث بلغت ثلاثة ملايين ريال. وغضب الجمهور الأحدي من رئيس النادي عصام شاهد لتفريطه برمز الفريق، وتعرض إدريس فور انتقاله للاتحاد لإصابة حدت من نجوميته لبعض الوقت, ما جعل الجمهور الاتحادي يصف الصفقة بالفاشلة، وجاء رد البرق سريعاً ليسطع في سماء العميد ويقوده إلى مختلف منصات التتويج محلياً وخليجياً وعربياً، بل وتخصص في تسجيل الأهداف الحاسمة بالمباريات الختامية وأصبحت جماهير العميد تتفاءل بهذا اللاعب كثيراً وتعتبره فأل خير على فريقها في المباريات الختامية. ويواصل هذا"الأسمراني"التألق ويحصد الألقاب الشخصية على كل الأصعدة، فقد نال جائزة الحذاء الذهبي كهداف للعرب بثلاثة وثلاثين هدفاً في موسم 2000 من أصل خمس وعشرين مباراة وهو رقم قياسي لم يسبقه اليه أي لاعب عربي. ونال جائزة أفضل لاعب آسيوي لشهر آذار مارس لعام 2000، واحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي العالم للعام ذاته بعد البرازيلي ماريو جارديل مهاجم بورتو البرتغالي سابقاً. وكان تاريخ حمزة طوال مشواره مرصعاً بالذهب ولم يهزه شيئاً باستثناء إهدار ركلة الجزاء في المباراة النهائية لكأس آسيا في لبنان عام 2000 أمام المنتخب الياباني والتي اعتبرها النقاد نقطة تحول المباراة، والسبب الرئيس في تحويل جهة الكأس من الرياض إلى طوكيو. ومن تلك المباراة استبعد حمزة إدريس من صفوف الأخضر لأكثر من أربع سنوات وانتظر طويلاً على رغم إبداعه مع ناديه حتى تم استدعاؤه أخيراً من جانب المدرب الأرجنتيني كالديرون للاستفادة من خبرته ومهارته، لكن حادثة وفاة زوجته أبعدته عن المعسكر المقام في تركيا حالياً, على أمل أن يعود عقب فترة قصيرة. وحاول حمزة الاعتزال أكثر من مرة إلا أن إلحاح الجماهير الاتحادية أجبر البرق على الاستمرار، لكنه أسر للمقربين منه أنه يحلم باختتام حياته الرياضية في مونديال ألمانيا العام المقبل.