تدشين فرع نادي المسؤولية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية    الدوسري في خطبة الجمعة: الدعاء مفتاح الفرج والحج لا يتم إلا بالتصريح والالتزام    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه    سجل الفائزين بالدوري السعودي    "متوسّطة الملك سعود" تحرز بطولة دوري المدارس على مستوى تعليم صبيا    نادي الاتفاق يتحصل على الرخصة المحلية والآسيوية    أمانة القصيم تطرح فرصة استثمارية لإنشاء وتشغيل وصيانة لوحات إعلانية على المركبات بمدينة بريدة    نائب رئيس جمعية الكشافة يشارك في احتفالية اليوبيل الذهبي للشراكة مع الكشافة الأمريكية في أورلاندو    جمعية تعظيم لعمارة المساجد بمكة تشارك في معرض "نسك هدايا الحاج"    أمانة القصيم تقيم حملة صحية لفحص النظر لمنسوبيها    ندوة عن الهوية الوطنية ودورها في الاستراتيجيات بمكتبة الملك عبدالعزيز    أمين الطائف" يطلق مبادرةً الطائف ترحب بضيوف الرحمن    وزارة الداخلية تشارك في أعمال المؤتمر العربي ال (16) لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني بجمهورية تونس    غداً.. انطلاق منتدى حائل للاستثمار 2025 والذي يجمع المستثمرين مع متخذي القرار وعرض الفرص الاستثمارية الكبيرة    زمزم الصحية تشارك في فرضية الطوارئ والكوارث    46٪ لا يعلمون بإصابتهم.. ضغط الدم المرتفع يهدد حياة الملايين    باكستان والهند تتفقان على تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 مايو    مبادرة طريق مكة والتقدير الدولي    أسعار النفط ترتفع وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    المركزي الروسي يرفع سعر صرف الدولار ويخفض اليورو أمام الروبل    طلبة المملكة يحصدون 9 جوائز خاصة في "آيسف 2025"    استمرار تأثير الرياح المثيرة للغبار على معظم مناطق المملكة        بلدي+ .. أول تطبيق للخرائط المحلية وإعادة تعريف تجربة التنقل في مدن المملكة    "الصحة" تُصدر الحقيبة الصحية التوعوية ب 8 لغات لموسم حج 1446ه    برشلونة بطلاً للدوري الإسباني للمرة 28 في تاريخه    الرياض تعيد تشكيل مستقبل العالم    انطلاق "عرض سلافا الثلجي" في الرياض    "هيئة تقويم التعليم والتدريب" تطبق الاختبارات الوطنية "نافس"    ضبط مصري نقل 4 مقيمين لا يحملون تصريح حج ومحاولة إيصالهم إلى مكة    الاتحاد السعودي يختتم برنامجه الرياضي في مخيم الزعتري بالأردن    لجنة التراخيص : 13 نادياً في روشن يحصلون على الرخصة المحلية والآسيوية    لوران بلان يُعلن موقفه من الاستمرار مع الاتحاد    استقبال ولي العهد للأبطال.. تشريف وتحفيز من مُلهم لشباب الوطن    محافظ صبيا يؤدي صلاة الميت على شيخ الباحر سابقًا    وحدة التَّوعية الفكريَّة تنظِّم ملتقى تعزيز الوعي الفكري والانتماء الوطني    السعادة تنطلق من السعودية إلى سوريا    مُحافظ الطائف يستقبل مدير فرع هيئة التراث بالمحافظة    نائب أمير الرياض يطّلع على برامج وخطط جائزة حريملاء    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة ال 19 من طلاب وطالبات جامعة تبوك    تجمع جازان الصحي يدشن عيادة البصريات في مراكز الرعاية الأولية    التحالف الإسلامي يختتم برنامجا تدريبيا في مجال محاربة تمويل الإرهاب    "الداخلية": تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج    نجاح عملية فصل التوأم الملتصق الإريتري "أسماء وسمية" بعد عملية جراحية دقيقة استغرقت 15 ساعة ونصفًا    وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ.. طرابلس تتنفس بعد مواجهات عنيفة    جناح سعودي يستعرض تطور قطاع الأفلام في" كان"    "بينالي الفنون" يدعم صناعة الأفلام التناظرية    بصمة على علبة سجائر تحل لغز جريمة قتل    أفراح الزواوي والتونسي بعقد قران عبدالرحمن    تحذيرات فلسطينية من كارثة مائية وصحية.. «أونروا» تتهم الاحتلال باستخدام الغذاء كسلاح في غزة    عظيم الشرق الذي لا ينام    رؤيةٌ واثقةُ الخطوةِ    الحدود الشمالية.. تنوع جغرافي وفرص سياحية واعدة    الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي يعلنان عن اتفاقية تعاون مع مؤسسة سميثسونيان لحماية النمر العربي    مُحافظ الطائف يشهد استعداد صحة الطائف لاستقبال موسم الحج    نائب أمير منطقة تبوك يشهد حفل تخريج متدربي ومتدربات التقني بالمنطقة    ولي العهد والرئيس الأمريكي والرئيس السوري يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سوريا    الكوادر النسائية السعودية.. كفاءات في خدمة ضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى ل "الحياة" قصة مطاردة طويلة غيرت وجه العراق وهزت توازنات المنطقة . أحمد الجلبي : أقنعنا كريستوفر بتأييد فكرة لجنة للنظر في جرائم ضد الإنسانية وكان المنعطف رسالة من آل غور تتحدث عن مواجهة صدّام حسين وتغيير النظام 4
نشر في الحياة يوم 24 - 03 - 2009

باجتياحه الكويت في آب اغسطس 1990 قدم صدّام حسين للمعارضة العراقية هدية لم تحلم بمثلها. دخل نظامه في مواجهة مع الشرعية الدولية فكانت حرب تحرير الكويت وما تلاها من عقوبات.
قبل ذلك التاريخ كان الدكتور أحمد الجلبي بدأ نسج خيوط في أميركا مع الدوائر المؤثرة في صناعة القرار وسعى إلى عرقلة تسهيلات مالية كان النظام العراقي يحصل عليها لتمويل عمليات الاستيراد. بعد الغزو راح الجلبي يعمل على جبهتين، الأولى انضاج الموقف الأميركي من المعارضة العراقية، والثانية بلورة أرضية مشتركة بين اطراف المعارضة تكون مقبولة أميركياً ودولياً واقليمياً. وكانت المحطة الأبرز موافقة جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد جورج بوش الأب على استقبال وفد عراقي معارض. لكن النقلة النوعية حصلت في عهد الرئيس بيل كلينتون، وهنا نص الحلقة الرابعة:
دكتور جلبي، بعد انتخاب بيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة، كيف تابعتم الملف العراقي في عهده، وكيف تشكلت القناعة لدى الأميركيين بإسقاط نظام صدام حسين؟
- حصلت الانتخابات الأميركية بعد أقل من أسبوعين من انعقاد مؤتمر صلاح الدين. خسر بوش الأب الانتخابات لولاية ثانية اواخر عام 1992، وفاز كلينتون. وركز برنامجه في الفترة الأولى من رئاسته على الشؤون الداخلية، وكان هناك برنامج للضمان الصحي يركز عليه مع زوجته هيلاري. وكان كلينتون يعتبر أن مشاكل العراق موروثة من عهد الرئيس بوش الأب وكان يريد أن يتخلص منها. في تلك الفترة، أدلى كلينتون بتصريح، اعتبرته زلة لسان واستفدنا منه، قال:"إذا اهتدى الانسان فنحن نصفح عنه". كلينتون كان يتحدث هنا عن صدام، وقال:"الإنسان يمكن أن يهتدي وهو على فراش الموت". وفسر كلامه بأنه كان يريد أن يتفاهم مع صدام. بالنسبة لي، كان المدخل الى كلينتون هو مارتن انديك مستشاره لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي وهو يهودي صهيوني واسترالي جاء الى أميركا عام 1984، وأسس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وفي أواسط الثمانينات بينما كان انديك يؤسس المعهد، قام بجولات في الشرق الأوسط للقاء مجموعات من المتبرعين لمعهده. وكان مهتما بلقاء مسؤولين وأشخاص عندهم أفكار وآراء حول منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً من العرب. في تلك الفترة كنت في عمان، رئيسا لمجلس إدارة بنك البتراء، وكنت مدعواً لحضور حفلة زفاف في واشنطن، جاء انديك، فعرفوني به. أنا احترمته واحترمت الأشخاص الذين كانوا برفقته، وعندما زار المنطقة ساعدناه وسهلنا أمره. هكذا بدأت العلاقة معه. التقينا في عمان وتوالت اللقاءات. هو كان مستشار كلينتون في الانتخابات، ولما صار كلينتون رئيساً عين انديك مستشاره لشؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي. وعندما جاء بوش عين زلماي خليل زاد مكانه. في مجلس الأمن القومي هناك مستشارون للرئيس لمناطق مختلفة، لكن الأهم كان المسؤول عن الشرق الاوسط، وتضمنت أجندته عملية السلام.
كلينتون لم يكن مهتماً بالسياسة. أنا اتصلت به مرة وسألته عن العرض بالعفو عمن يهتدي. قلت:"هل تريدون أن تتصالحوا مع صدام"؟، أجاب:"لا". قلت له:"حسنا، يجب اذن ان تفعل لنا شيئاً بسرعة". فقال:"ماذا تريدون؟". قلت:"نحن قمنا بزيارة لجيمس بيكر، ونريد أن يلتقي وفد من المؤتمر الوطني العراقي مع مسؤولين اميركيين، على الأقل مع الوزير وارن كريستوفر". قال:"حسنا". فقلت:"اريد ان تتم في اول مئة يوم من تسلمك رئاسة الجمهورية". فاتفقنا وقمنا بزيارة لأميركا في الشهر الرابع من العام 1993. أنا لم أكن ضمن الوفد، لكنني رتبت للزيارة. استفدنا من الزيارة لجمع الناس. جمعنا ستة أشخاص: السيد محمد بحر العلوم ومسعود بارزاني وحسن النقيب وجلال طالباني وصلاح الشيخلي وشخص آخر لا أذكر اسمه. وضعنا برنامج الزيارة. وسافرت الى واشنطن قبل سفر اعضاء الوفد.
كنت قلت لأعضاء المؤتمر:"أريد منكم موضوع محاكمة صدام. بين أيديكم تقرير للمدعي العام في الجيش الأميركي عن جرائم حرب قد يكون صدام ارتكبها في الكويت، انشروه". غبت عنهم يومين، قالوا بعدهما إنه نشر. فقلت أريد شيئا آخر، أن تقول أميركا أنها مهتمة بمحاكمة صدام. فقالوا حسنا. جاء الوفد الى واشنطن، وقابلوا كريستوفر. وخلال المقابلة مع كريستوفر، قال لهم إن الولايات المتحدة تؤيد تشكيل لجنة في الأمم المتحدة للنظر في جرائم ضد الإنسانية قد يكون صدام ارتكبها، وإنها تنظر في الأدلة. عندها عرفت أن ما طلبته تم.
كان هذا في الشهر الرابع عام 1993، وكان تطورا خطيرا توقعت أن بإمكاننا أن نبني عليه مدخلا مع إدارة كلينتون، وأن نجعلهم يلتزمون بهذه القضية. وفعلا هذا الشيء ساعدنا.
بعد ذلك، قابل الوفد مستشار الأمن القومي للرئيس كلينتون انتوني ليك ثم زار نائب الرئيس آل غور. كنا وضعنا برنامجا للوفد ليطرح مع آل غور التدمير البيئي الذي قام به صدام في أهوار العراق في منطقة الجنوب، وذلك على اعتبار أن آل غور مهتم بالبيئة. وتم هذا الأمر.
أنت لم تكن مشاركا في هذه اللقاءات؟
- أنا لم اكن أشارك في هذا اللقاءات، لكنني كنت موجوداً في واشنطن.
وتحمس آل غور ضد صدام؟
- طبعا.ً هو لم يتحمس فقط، بل قام بشيء كبير جداً، وقّع رسالة وأرسلها إلينا، بعدما كنا اقترحنا عليه أمراً. في ذلك الوقت كان صدام ألغى ورقة العملة من فئة ال25 ديناراً، وتسبب هذا الأمر بضجة، إذا تسبب بخسارة الكثيرين لمدخراتهم. فاقترحنا عليه أن نؤسس مجلس نقد عراقي يصدر عملة عراقية تغطيها أرصدة الحكومة العراقية التي كانت محجوزة في العالم. وقلنا له إن هذه العملة ستكون العملة المتداولة في العراق، وصدام سيحتار. طبعاً كانت خطة عظيمة، لكنهم لم يأخذوا بها. وبدلاً من ذلك كتب آل غور رسالة وجهها لي بتاريخ 4 آب 1993، يقول فيها إن الولايات المتحدة اهتمت بالمستوى العالي من البحث الذي حصل مع المؤتمر الوطني العراقي، وإن الرئيس كلفه بأن ينقل إلينا أن الولايات المتحدة ستقوم بما في وسعها لمساعدتنا على مواجهة صدام وتغيير النظام.
هذه كانت المرة الأولى التي يذكر فيها موضوع تغيير النظام؟
- أجل، والنص موجود عندي. لا اعتقد انهم قدروا حجم الالتزامات التي ترتبها هذه الرسالة عليهم. فاكتسبنا أمرين من هذه الزيارة، الأول موضوع المحاكمة، والثاني حصلنا على انطباع جيد من آل غور عن اهتمامنا بالبيئة، وبنتيجة الامرين كانت الرسالة التي ساعدتنا في اصدار قانون تحرير العراق.
في هذه الفترة طلبنا ايضاً من الإدارة الأميركية أن تسهل لنا الاتصال بالدول العربية، فحصل اجتماع مع سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، وكان الاجتماع معه جيداً جداً. ثم طلبنا منهم أن يساعدونا على زيارة المملكة العربية السعودية، كي نكسر الطوق من حولنا الذي كان يشبه المقاطعة، فوافقوا. عاد الوفد الى لندن، ومن هناك تم ترتيب الزيارة الى المملكة العربية السعودية، وأرسل لنا المغفور له الملك فهد طائرة خاصة نقلت 14 من أعضاء المعارضة في قيادة المؤتمر الوطني مباشرة الى السعودية.
في أي عام حصل ذلك؟
- في الشهر السادس عام 1993. قبل موسم الحج، وأدينا فريضة الحج ضيوفا على الملك فهد.
ذهبت الى واشنطن وشرحت الوضع، قالوا: هذه بداية عظيمة ونحن يمكننا أن نبني على ذلك.
كنا في بداية الشهر السابع من عام 1993، وقال الاميركيون: المرحلة التالية هي الكويت. رجعنا الى كردستان وبقينا هناك وبدأت في بناء مؤسسات المؤتمر الوطني العراقي، كنا بدأنا بإصدار جريدة في الشهر الرابع من ذلك العام ونحن في أميركا وأسسنا إذاعة وتلفزيون ومركزاً للإعلام الخارجي ومركز اتصالات مع الجيش العراقي داخل مناطق صدام وخطوطاً لشرح الوضع للداخل. كما بدأنا بتأليف كتاب عن محاكمة صدام باللغة الإنكليزية. سميناه"العدالة والمصالحة". وضمناه قرارات عدة، أولها مشروع قرار في مجلس الأمن حول تأليف محكمة لمحاكمة صدام ونظامه. أعدته مجموعة من المحامين بينهم الأستاذ كنعان مكية، ويتضمن أيضا 12 لائحة اتهام بحق كل المتهمين الرئيسيين: صدام حسين وأولاده وعلي حسن المجيد وعبد حمود وعزيز صالح وطارق عزيز وطه ياسين رمضان ومحمد حمزة الزبيدي وحسين كامل و35 شخصاً آخرين. وهم قيد الاعتقال وتجري محاكمة بعضهم.
بعدها ذهبنا الى كردستان وبدأنا العمل من هناك، وعقدنا اجتماعات للمجلس التنفيذي للمؤتمر الوطني في كردستان.
نحن الآن نتحدث عن المؤتمر الوطني العراقي كمظلة للمعارضة؟
- نعم، في كردستان.
من كان يضم؟
- الإسلاميين والأكراد وكل الأطراف.
والمرحلة التالية؟
- كان علينا أن نقيم نشاطاً مهماً. وحصلت رحلة الكويت.
ماذا حصل في تلك الرحلة؟
- كنت آنذاك في كردستان وذهبت الى طهران ومنها جاء معي الشيخ همام حمودي ممثل المجلس الأعلى لينضم الى وفد المؤتمر الوطني لزيارة الكويت. وجاء من لندن بقية اعضاء الوفد، وكانوا ستة. لطيف رشيد وزير الموارد المائية الحالي عن الاتحاد الوطني الكردستاني وهوشيار زيباري من الحزب الديموقراطي الكردستاني وصلاح الشيخلي من حركة الوفاق الوطني والشيخ همام وأنا. كان هذا في شهر 11. في الكويت استقبلونا استقبالاً كبيراً، وقابلنا وزير الخارجية آنذاك الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد.
وكيف كان اللقاء؟
- كان اللقاء جيداً، وقلنا إن هذه خطوة مهمة علينا أن نقوم بها واننا نحترمكم. ثم قابلنا رئيس الوزراء المرحوم الشيخ سعد العبدالله وكذلك الأمير المرحوم الشيخ جابر الأحمد، ووعدونا بالمساعدة.
أي نوع من المساعدة؟
- قالوا إنهم سيعطوننا مبلغاً من المال للمؤتمر للإنفاق على الأوضاع، ويساعدوننا لكنهم لم يساعدونا.
إذن لم تساعدكم السعودية ولا الكويت؟
- لم يساعدونا. ساعدوا بعض أطراف المعارضة. لكنهم لم يساعدوا المؤتمر الوطني الذي كان مجموعة سياسية تمثل البديل لنظام صدام. و90 في المئة من اركان النظام الحالي هم ممن كانوا أعضاء في المؤتمر الوطني العراقي.
كانوا وعدونا بمبلغ من المال لم يصلنا. أنا أنهيت الاجتماع وذهبت الى فرنسا. كان عندي اجتماعات هناك. وفي ذلك الحين، كانت وكالة الاستخبارات الأميركية منشغلة بقضية اعتبرتها خطيرة: أحضرت سفيري العراق في تونس وكندا وقالت انهما سيلجآن إليها واعطتهما ضمانات بتوفير الاقامة لهما في بريطانيا بشرط أن يعلنا التحاقهما بالمعارضة.
حدث هذا الشيء؟
- نعم. حامد الجبوري الذي كان وزير دولة للشؤون الخارجية ومدير مكتب البكر وصدام سفير العراق في تونس، أخذوه الى إيطاليا في زورق مع أهله ثم نقلوا أغراضه الى بريطانيا. والدكتور هشام الشاوي سفير العراق في كندا، أحضروهما الى بريطانيا، وطلبوا منا أن نساعد في ترتيب مؤتمر صحافي لهما. اعتبرت الوكالة هذا الأمر إنجازا على طريقتها. أعجبهم الكلام عن أن سفراء عراقيين ينشقون عن صدام. لكن الشاوي ما لبث أن تركهم بعدما أخلوا باتفاقهم معه ورحل الى السعودية حيث لا يزال. والجبوري بقي في بريطانيا.
الأميركيون يعتقدون دائما انهم إذا فعلوا هذا الأمر، فسيصلون الى الحلقة المحيطة بصدام وسيؤثرون عليه. هذا كان هاجسهم. بعد ذلك رجعت الى كردستان. وبينما كنت في الطريق بدأ القتال بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحركة الإسلامية في مناطق مختلفة من كردستان العراق، وعندما عدت كان القتال مستعرا. أرسل بارزاني أشخاصاً ليستقبلوني، وكان خائفاً أن يحصل لي شيء في الطريق. كان الوضع متوتراً جداً. رجعنا من إيران الى كردستان. الحركة الإسلامية كانت ضمن المؤتمر الوطني وجلال كان في زيارة خارج العراق عندما بدأ القتال، وبسرعة استطاع الاتحاد الوطني أن ينهي الوجود العسكري للحركة الإسلامية. كان رئيس الوزراء في كردستان الأستاذ كوسرت رسول علي نائب رئيس الاقليم وهو مقاتل شجاع، قاموا بحملة إعلامية شرسة ضد الإسلاميين وأعطوا انطباعا بأن أميركا تريد القضاء على الإسلاميين. فكرت حينها بأننا في كردستان والإسلاميون جزء من المؤتمر العراقي، فكيف نسكت عن هذا الموضوع. فانتصرت لهم.
هل أيدت الإسلاميين؟
- لم أؤيدهم، بل طلبت منهم أن لا يقوموا بأعمال مخلة باحترام قيادة الحركة الإسلامية. هم كانوا سيذهبون الى إيران، فأقنعت كوسرت بأن يطلق سراح مرشد الحركة الإسلامية الشيخ عثمان عبدالعزيز وأحد أولاده ومجموعة أخرى منهم، وأن يحضرهم الى كردستان، إلى منطقة مسعود حيث مقرنا في صلاح الدين. اقتنع كوسرت، وأرسلهم. وسألت الأستاذ مسعود، هل تستقبلهم؟ قال: طبعا، لكنني اخجل من مقابلة الشيخ. أنت استقبلهم، وخذ معك أخي. استقبلتهم وبقوا أياما في مقر ضيافة الحزب الديموقراطي الكردستاني ثم استأجرنا لهم بيوتا في صلاح الدين وفتحنا لهم مجال الاتصال بالخارج للإعلان عن بقائهم في كردستان. لم يكن عندنا موبايل بل تليفونات ساتيلايت. ثم حتى انفي لهم أن الأميركيين يريدون ضرب الحركة الإسلامية، رتبت لهم لقاء مع مندوبة وزارة الخارجية الأميركية في قاعدة انجرليك اسمها بربارة شيل التي قتلت بعد اسابيع في تحطم طائرة هيليكوبتر ضربها الأميركيون. قلت لها: أبلغيهم أن اميركا لم تطلب من احد ان يضربهم وان لا شيء ضدهم. انتعشوا. في شهر آذار 1994 زارنا وفد مؤلف من بروس رايدل نائب انديك والين لايبسن ضابط استخبارات وديفيد ليت الذي صار لاحقا مدير مكتب شمال الخليج في وزارة الخارجية الاميركية ثم سفيراً في الامارات زارنا الوفد واطلع على الإمكانات الموجودة عندنا وأعرب عن اهتمامه ثم تم ترتيب اجتماع للوفد الأميركي مع مسعود بارزاني في حضوري. قالوا له: نحن فرحون بالتقدم الكبير الذي أحرزه المؤتمر الوطني. مسعود بارزاني كان عضواً في مجلس الرئاسة في المؤتمر، وقالوا: نحن نريد ان نقوم بشيء لنرفع قيمة المؤتمر الوطني. قال بارزاني: اذا اردتم ان تساعدوا المؤتمر الوطني في شكل جدي في العراق، ساعدوا المؤتمر الوطني للسيطرة على الموصل، وهذا ممكن. عندها ساد الصمت وكأن على رؤوسهم الطير وانتهى الاجتماع.
التفت مسعود نحوي وقال: لقد كذبوا علينا عام 1975 على والده في اتفاقية الجزائر وسيكذبون علينا الآن. في هذه الدقائق اتضح وضع الأميركيين تماما. عاد الوفد الى أميركا. بعدها اتى وفد من وكالة الاستخبارات الاميركية في الشهر الرابع من عام 1994. الأوضاع كان تسير نحو التوتر بين الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي أي بين جماعتي جلال ومسعود. خلال هذه الزيارة لوفد وكالة الاستخبارات الأميركية تنبهنا أيضا إلى انهم لم يكونوا يعرفون ماذا يجري في كردستان وكانت مفاجأتهم كبيرة بعدما رأوا وضع المؤتمر وقيمتنا ووجودنا وإمكانياتنا في كردستان، ولم يكونوا يتوقعون هذا. وبدأوا يخافون من أن يخرج هذا الأمر عن سيطرتهم. ومنذ ذلك الحين توقعت أن تحصل مشاكل مع ال"سي آي أي". في بداية الشهر الخامس من عام 1994 بدأت المعارك بين الاتحاد والحزب وكانت هذه الطامة الكبرى بالنسبة لي وللمؤتمر وللمعارضة العراقية. تصديت فورا لهذا الامر، ونجحت في وقف القتال. عندها اتصل بي ضابط مسؤول من ال"سي آي أي". سألني: ماذا تفعل؟، فأجبت: اعمل على وقف القتال. قال: هذا ليس من شأنك. قلت له: هذا شأني. نحن في كردستان وهذا مقر العمل السياسي والعسكري لإسقاط صدام، وإذا حصلت حالة حرب بين القوى الكبرى المنتمية الى المؤتمر الوطني في كردستان فنحن لن نفلح. هذه قضية مصيرية بالنسبة إلينا أن يتوقف القتال لنتمكن من استئناف أعمالنا.
وأقفلت الهاتف؟
- نعم. وبعد أسبوع نجحنا. طلبت الأطراف الكردية منا أن نقيم نقاط سيطرة للمؤتمر الوطني على الطرق، وأعدوا وثيقة في ما بينهم في مقر مسعود بارزاني. وطلب الطرفان رسمياً من المؤتمر أن يقوم بهذا الدور. سمع الأميركيون بالأمر، واتصل بي من وزارة الخارجية رونالد نيومان الذي صار لاحقاً سفيراً في أفغانستان. قال لي: هناك رسالة لك من بيتر تارنوف وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية. سألت: ما هو القرار. قال: أريد أن أرسل إليك الرسالة، فأجبته: لا يمكنك أن ترسلها الى هنا، أرسلها الى مكتبنا في لندن وهم يرسلونها لي. وصلت الرسالة وفيها: نحن نثمن دور المؤتمر الوطني العراقي، ونكلفه بنقل وجهة النظر الأميركية الى الأطراف الكردية لمنع القتال بينها.
هل هذا يعني أن موقف الاستخبارات كان مختلفاً عن موقف الخارجية؟
- نعم. ارادوا أن يشعروا الأكراد بأن القضية مهمة لأميركا. أخذت الرسالة الى الأستاذ مسعود، وقلت له هذه الرسالة، فقال: أنا مستعد أن أتعاون معك بالكامل. ثم ذهبت الى كوسرت، فقال كذلك نتعاون معك بالكامل. ماذا تريد؟ في 13 من الشهر الخامس، انهينا الاشتباك بين الطرفين. بعد هذا عاد جلال طالباني من الخارج، ورتب المؤتمر الوطني العراقي أول اجتماع بين مسعود بارزاني وجلال طالباني في اربيل بعد الاشتباكات بينهما في الشهر السادس عام 1994. بعد ذلك، دعاهم الأتراك للاجتماع بهم، ولم يهتموا بالمؤتمر.
يعني أن الأتراك لم يكونوا يريدون الحديث مع المؤتمر الوطني؟
- لأن المؤتمر الوطني كان يطالب بإسقاط صدام. كما أنهم كانوا يتعاملون مع الأكراد كأكراد وليس كطرف رئيسي في المعارضة العراقية لإسقاط صدام.
تركيا كانت تريد أن تتحاور معهم بصفتهم أكراداً؟
- بالضبط، وليس كقياديين في حرب عراقية لإسقاط صدام. وطبعا الأتراك كانوا يتعاملون معهم ويساعدون الحزب الديموقراطي الكردستاني بالسلاح والمال والرجال لمقاتلة حزب العمال الكردستاني في العراق. صرفنا الوقت في هذا المجال.
أريد أن أشير إلى شيء أغفلته سابقا. في خريف عام 1993 ذهبت الى واشنطن. حصل اجتماع معي حضره 15 مسؤولاً أميركياً من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي وال"سي آي أي". طلبوا مني أن اعرض خطة لإسقاط صدام. كنت وحدي وقدمت لهم خطة المدن الثلاث: الموصل - البصرة - بغداد. تحرك عسكري - سياسي - إعلامي تقوم به قوى المعارضة بالاشتراك مع قوات موالية لنا داخل الجيش العراقي بمساعدة الغرب لإسقاط صدام.
ماذا تعني بمساعدة الغرب هنا؟
- مساعدات عسكرية ومالية وتوسيع منطقة الحظر الجوي لحماية خطة المدن الثلاث. اخذوا الخطة ولم نسمع شيئا في ذلك الحين.
كان الأميركيون يصرون علي أن آتي الى واشنطن. ذهبت الى لندن في آب 1994 ومن هناك الى واشنطن، بقيت ستة أيام في واشنطن اجتمعت خلالها ب37 موظف أميركي من جميع أقسام الإدارة المتعلقة بالسياسة الخارجية. كانوا يستغربون كيف نجحنا في وقف القتال في كردستان.
زارني المسؤول الخاص بالعراق في ال"سي آي أي"في واشنطن، قال:"نريد أن نحرك الأمور، ونريدك أن تعود الآن الى العراق، لأن وفدا من الكونغرس من لجنة الاستخبارات ومجلس الشيوخ الأميركي سيزور المنطقة ليطلع على ما نفعله". قلت:"حسناً"، فأضاف:"سأعرفك على نائبي وهو يستطيع أن يحرك الأمور، وعندي ثقة كاملة به. تعرفنا إليه وكان اسمه بوب بير. رجعت الى كردستان في أول الشهر التاسع، ووصل وفدان، أحدهما من وزارة الخارجية بقيادة ديفيد ليت، ومعه سفير تركي مسؤول عن العلاقات الاميركية - التركية في وزارة الخارجية التركية، والآخر من ال"سي آي أي".
هل جاؤوا دفعة واحدة؟
- كلا، كل مجموعة لوحدها، وجاؤوا في أوقات مختلفة، لكنهم وصلوا جميعا في خلال 48 ساعة.
هل اجتمعتم كلكم في وقت واحد؟
- كلا، لم يجتمعوا مع بعضهم. في البداية كان الاجتماع مع وفد الكونغرس، ثم اجتماع مع ال"سي آي أي". الأتراك لم يكونوا مرتاحين لل"سي آي أي".
وفد الكونغرس جاء بالطائرة وبوب بير جاء مع فريقه بالسيارة من تركيا. اهتم وفد الكونغرس بالوضع جدا. وذهب بير من ال"سي آي أي" الى جلال ومسعود، وكنت معه. عقد اجتماعا منفردا مع كل منهما. قال لهما إن حكومة الولايات المتحدة قررت أن تسقط نظام صدام.
في أي شهر كان هذا؟
- في بداية أيلول 1994. اجتمع مع جلال ومسعود في حضوري، وسألهما:"هل انتما مستعدان للتعاون مع احمد الجلبي في هذا المجال"، فأجابا:"نعم. نحن نرحب بذلك". فرح الاميركيون بذلك. ثم طلب وفد الكونغرس أن نذهب الى منطقة الحدود مع الجيش العراقي. كانت لنا نقاط أمامية مع الجيش العراقي الذي كان في حالة معيشية سيئة، حتى الطعام لم يكن متوفراً لديهم. كنا على علاقات طيبة مع المواقع الأمامية للجيش العراقي. وصلنا الى منطقة النهر الفاصل بيننا. الجماعة في الطرف الثاني من النهر أصحابنا. فسألت الأميركيين:"هل تحبون أن تعبروا الى الطرف الثاني من النهر؟"، فأجابوا:"كيف يعني؟". قلت:"أن تعبروا وتروا الناس"، فسألوا:"بهذه السهولة؟". أجبتهم:"نعم". فقالوا:"فلتعبروا أنتم ونحن سنتفرج". قال أحدهم وكان مسؤولاً عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ اسمه كما اذكر كريس براود:"هذا ليس مهماً". أجبته:"يمكننا أن نعبر حتى ستين كيلومتر من دون مشاكل كبيرة". اهتموا كثيرا بهذا الموضوع، وكتب لي وفد الكونغرس رسالة بعد ذلك.
براود قال:"أنا تابعت العمليات الأميركية منذ سنوات، لم أشهد شيئا بهذا الحجم وبهذه الإمكانيات المتواضعة". الإذاعة عندنا كان ارسالها 25 واط في السابق، أحضرنا المهندسين وطورناها. أنشأنا مقرا للتلفزيون على جبل كوراك، وصار البث يصل حتى الموصل. صار حجمنا اكبر بكثير مما توقعه الاميركيون.
غادر وفد الكونغرس ومعه وفد ال"سي آي أي". قالوا إنهم سيرسلون وفداً ليبقى في شكل دائم في كردستان. في هذه الأثناء حصل وقف لإطلاق النار في كردستان. لم يكن عندنا امكانية أن نترك 1200 مراقباً على الطريق، فانسحبنا. لم يساعدنا الأميركيون، ولاحقاً عرفت أن من لم يساعدنا كان جورج تينيت الذي صار لاحقاً مدير ال"سي آي أي"، وكان آنذاك مسؤول التنسيق بين البيت الأبيض والاستخبارات. قال إن القانون لا يسمح لهم بمساعدة المؤتمر الوطني العراقي بهذه الطريقة، وأن ليس من مهمتنا نحن وقف القتال بين الأكراد. كانوا خائفين أن يصبح وضعنا قوياً ويعطينا شرعية، وأيضا كانوا خائفين من صدام. إدارة كلينتون لم تكن تريد أي اشتباك مع صدام.
في هذه الفترة، كنا بنينا جهاز اتصالات كامل، وكانت تصلنا تقارير عن أن صدام يسحب الدبابات والوحدات العسكرية من الشمال في اتجاه الكويت، وبقينا نقول للأميركيين إن صدام يتجه الى الكويت، لكنهم لم يهتموا.
في يوم من الأيام أصدرنا بيانا نشرته وكالة"رويترز". وفيه قلنا إن صدام يتجه نحو الكويت، وإن قوات مدرعة من الحرس الجمهوري صارت على مسافة 30 كلم من الحدود الكويتية. في اليوم نفسه اتصلوا بنا من وزارتي الدفاع الأميركية والبريطانية ومن الحكومة الكويتية، ليهزأوا مما قلناه. ثم بعد 12 ساعة أعلن كلينتون انه سيرسل 50 ألف جندي أميركي الى الكويت لأن صدام يهدد بغزوها. وزار الكويت وزير الدفاع الأميركي آنذاك وليام بيري، أراد أن يقيم منطقة آمنة في جنوب العراق بمحاذاة الكويت حيث كنا نتمنى أن يكون لنا مقر، لكن توني لايك مستشار الأمن القومي لم يوافق على ذلك. وصدر قرار من مجلس الأمن يفرض المنطقة الآمنة في جنوب العراق.
هل أشار إلى مسألة الدبابات؟
- لم يتضمن شيئاً عن الدبابات أو عن القوات البرية. نحن طبعاً كنا على اتصال مع المعارضة المقاتلة في جنوب العراق، وكانوا يطلعوننا على مجريات الأمور، وكنا نساعدهم وننقل أخبارهم، ونريد أن ننقل العمل الى كل أنحاء العراق. كان لدينا اتصال مع بغداد وكنا نرسل أشخاصا من كردستان. عقدنا اجتماعات وحضرنا أنفسنا لنستولي على المناطق القريبة منا بسب سهولة ذلك وفي اتجاه إسقاط صدام.
أرسلت ال"سي آي أي"وفداً الى كردستان. بقي فترة بسيطة ثم غادر في فترة عيد الشكر الى أميركا، وبعد اقل من شهر عادت الاشتباكات مرة جديدة بين الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني. كانت اشتباكات واسعة، ونحن انسحبنا من التوسط بينهما. احتدمت المعارك في شكل كبير وأعلنت إيران أنها سترسل وفدا للتوسط بين الطرفين. عندها قلت لديفيد ليت:"كلموني عبر الهاتف"، قال لي:"هل يوقف الأكراد القتال بحيث أنني عندما أصل يكون القتال انتهى؟". قلت له:"ماذا تريد؟". فأجاب:"أريد منهم إعلانا بذلك فقط". كتبت الى مسعود وجلال منفردين، وكل منهما رد خطيا بأنه مستعد لوقف القتال. اتصلت بديفيد ليت وأخبرته بذلك، فأجابني بأنه سيصل خلال 24 ساعة. جاء مع وفد ال"سي آي أي"ومعه بوب بير والسفير التركي المسؤول. صار ليت يجول بين منطقتي الطرفين حتى يتحدث معهما وطلب مني أن أضع حراسا على طول الطريق. تحدث معهما، وعاد يقول:"نحن مقتنعون بأن تضع أنت خطة لوقف القتال وحكومة الولايات المتحدة تلتزم معك بتأييد هذه الخطة". سألته كيف؟، فأجاب:"لك كل ثقة الولايات المتحدة ورصيدها، واعتبر هذه الشهادة رصيدا في حسابك". وقال انه ابلغ مسعود وجلال انه سيتصل بهما من خلالي. كان هذا في نهاية الشهر الأول من العام 1995. عاد الى واشنطن وعقد اجتماعاً في شباط 1995 في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حضره ديفيد ليت. تحدث عن أشياء كثيرة وأشاد بدور المؤتمر ولم يذكر شيئا عن الالتزام بدعم الولايات المتحدة لخطته في الاجتماع، وبعدها لم نسمع شيئا منه.
* غداً حلقة خامسة
نشر في العدد: 16790 ت.م: 24-03-2009 ص: 23 ط: الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.