أكد رئيس "حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي" في البوسنة سليمان تيهيتش، أن "الوضع الراهن في البوسنة، هو الأصعب الذي تشهده منذ ابرام اتفاق دايتون نهاية 1995 لأنهم الصرب والكروات منعوا كل تغيير نحو الأفضل في البلاد". وقال في تصريح نشرته صحيفة"ديفني آفاز"الصادرة في ساراييفو أمس:"نريد البوسنة دولة تملك كل المقومات، ولكن الحقيقة هي حالياً دولة بالاسم لا تملك شيئاً، ولذا فإن الأمل الوحيد المتبقي لمساعدة البوسنة على البقاء ومنع تقسيمها، هو أن نتفق المسلمون والصرب والكروات على الأسس التي تضمن وحدتها، وأن يساعدنا المجتمع الدولي في تحقيق ذلك". والى ذلك، قال نائب رئيس الحزب بكر علي عزت بيغوفيتش:"لا يمكن أن نقبل بطلب الكروات اقامة كيان خاص بهم، لأن أقصى ما يحق لهم هو أن نرضى باستمرار الأمور كما هي حالياً الكروات في كيان موحد مع المسلمين لأن السماح لهم بأكثر من ذلك سيعني الرضوخ لمحاولات رئيس حكومة كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك بتفتيت البوسنة وتحقيق أهدافه الانفصالية". وتأتي هذه التحذيرات من المسلمين ردّاً على التصريحات التي أدلى زعيما"حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي"في البوسنة دراغان تشوفيتش وبوزو ليوبيتش، وقالا:"نعمل من أجل كيان خاص بنا، موازياً في صلاحياته الكيانين البوشناقي المسلم والصربي، لأنه السبيل الصحيح لضمان قوة الكروات التي ليست متوافرة حالياً، بعدما أكدت الوقائع أن البوسنة لا يمكن أن تكون دولة مواطنين موحدة". وأضافا:"على المسلمين والصرب، الاعتراف بحق الكروات في كيان خاص بهم داخل البوسنة، ما دامت الأعراق الثلاثة متساوية في الحقوق والواجبات". ومعلوم أن"حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي"هو أكبر أحزاب كروات البوسنة ويشكل فرعاً للحزب الحاكم في جمهورية كرواتيا الذي يحمل الاسم نفسه، وكان أسسه الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو توجمان عام 1990. وتعتبر كرواتيا بموجب دستورها الذي يعود الى عهد توجمان، أن كروات البوسنة هم من مواطنيها المغتربين، ولذا يحملون جوازاتها ووثائقها للسفر الى البلدان الأخرى، كما يحق لهم المشاركة في انتخاباتها كافة وتمثيلهم في برلمانها. وتمكن"حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي"من تشكيل حكومة كرواتيا الحالية بفضل وجود سبعة نواب على لائحته من كروات البوسنة.