أثارت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد عن ان الوضع في لبنان هش وعن التطرف في طرابلس وإصراره على الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان لإرسال لواء من الجيش الى هناك وطلبه إليه مشاركة لبنان في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل عند الانتقال الى هذه المرحلة، ردود فعل واسعة في لبنان، خصوصاً من قيادات ورموز قوى 14 آذار التي رأت في بيانها بعد اجتماع أقطابها ليل أول من أمس أن كلام الرئيس السوري"تدخّل فاضح في الشؤون اللبنانية". واتهم رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، في كلمة القاها خلال مأدبة افطار امس، الرئيس السوري، من دون ان يسميه، بانه يتخذ الاوضاع في طرابلس"ذريعة للدخول مجددا على ملف لبنان والعودة الأمنية والعسكرية من بوابة طرابلس". وقال:"نحن ننبه اللبنانيين والجامعة العربية والمجتمع الدولي الى خطورة أي مخطط يستهدف اعادة رمي لبنان في احضلان النظام السوري". وفيما تجنب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الدخول في سجال"مع أحد"رد بطريقة غير مباشرة على كلام الرئيس السوري. وقال في دردشة مع الصحافيين ان"طرابلس ليست كما يحاول البعض اتهامها بأنها مركز للإرهاب وهي قالت رأيها بوضوح من خلال غالبية الذين التقيتهم وهم ضد السلاح والمسلحين ومع العيش المشترك والجيش متمركز بقوة في المدينة". راجع ص 5 و6 وإذ اتهم نواب في الأكثرية دمشق بتحريك التوتر في طرابلس رأى النائب بطرس حرب ان دعوة الأسد لسليمان الى الالتحاق بالمفاوضات المباشرة"تجاوز للإرادة والسلطة اللبنانيتين لا سيما ان الاحتلال الإسرائيلي للجولان يختلف كلياً عن الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولبنان أعلن التزامه تطبيق اتفاق الهدنة"... وكان مصدر قيادي في قوى 14 آذار أوضح ل"الحياة"ان أقطابها تناولوا موضوع المفاوضات مع إسرائيل في اجتماعهم اول من امس من زاوية ان دعوة الأسد لبنان الى المشاركة فيها"تتناقض مع قرارات القمة العربية التي ترأسها دمشق ومع مبادرة السلام العربية وتنسف روحية التضامن العربي". أما في صفوف المعارضة فقد راوحت ردود الفعل على كلام الأسد بين بعض التعليقات والصمت وبين الدفاع عما قاله الرئيس السوري. وهاجم الأمين القطري لحزب البعث في لبنان الوزير السابق فايز شكر بيان قوى 14 آذار معتبراً أن"هكذا مواقف لا تجلب إلا الويل على لبنان". إلا ان وزير الاتصالات جبران باسيل الذي يمثل"التيار الوطني الحر"في الحكومة قال:"كنا نحب ألا تصدر مثل هذه اللهجة عن الرئيس السوري ولو كان القصد منها مصلحة لبنان وسورية". وأضاف:"لا نريد ان نعلّم الرئيس السوري كيف يتكلم لكن لو سمعنا كلاماً يقول ان هذا موضوع يشغل بال سورية ويمس أمنها القومي كنا رأينا كيف تتعاون الدولتان للحد من التطرف". ورأى ان إرسال وحدات من الجيش الى طرابلس"أمر تحدده الدولة اللبنانية، وإن شاء الله نجد أطر التنسيق التي تحافظ على سيادة لبنان وسيادة سورية". واعتبر باسيل ان المفاوضات مع إسرائيل شأن تقرره الدولة اللبنانية توقيتاً وإجراء.