وضعت السلطات الباكستانية أمس، مطارات البلاد في حال تأهب أمنى وطلبت من جميع الموظفين البقاء واتخاذ اقصى درجات الحذر واليقظة، إثر تلقي مسؤولي مطار إسلام آباد الدولي اتصالاً هاتفياً أجراه مجهول حذّر من تنفيذ اعتداء بقنبلة. وفتشت قوات أمن أطراف مطار اسلام اباد الذي بات يحمل اسم مطار بينظير بوتو الدولي، تخليداً لذكرى رئيسة الوزراء الراحلة. وقال مسؤول أمنى:"حال التأهب معلنة في الأصل، وعززنا الأمن في المطار"، مؤكداً ان أي خلل لم يطرأ على حركة الطيران"، علماً ان شركة الخطوط الجوية البريطانية"بريتش ايرويز"كانت الغت رحلاتها الست الاسبوعية الى باكستان ل"فترة غير محددة"، غداة الهجوم الانتحاري الذي استهدف فندق"ماريوت"في إسلام آباد السبت الماضي، وأسفر عن 60 قتيلاً. وفي شباط فبراير 2007، اطلق انتحاري النار قرب منطقة كبار الزوار في مطار إسلام آباد، قبل ان يفجر نفسه بقنبلة يدوية، ما ادى الى جرح 3 أشخاص. وكانت الاستخبارات الباكستانية حذرت أول من أمس ان هجمات إرهابية يمكن ان تستهدف مسؤولين كباراً ومباني حكومية في كراتشي قبل حلول عيد الفطر المبارك مطلع الأسبوع المقبل. وحددت الأهداف المحتملة بمكتب قائد الشرطة، والقنصلية الأميركية وقنصليات أخرى، وفنادق من فئة خمس نجوم ومطاعم أجنبية. ميدانياً، قتلت قوات الأمن 25 متشدداً اسلامياً في تبادل للصواريخ مع عناصر"طالبان"في إقليم باجور شمال غربي المحاذي للحدود مع أفغانستان، حيث يخوض الجانبان اشتباكات عنيفة منذ آب اغسطس الماضي أدّت الى سقوط حوالى 800 قتيل معظمهم متشددين. وأيضاً، سقط مدنيان وسبعة من عناصر"طالبان"في قصف لمخابئ مشبوهة في منطقتي دامادولا وينكوت بالإقليم ذاته. وشهدت منطقة كرام القبلية اشتباكات بين قبائل متناحرة، أدّت الى مقتل شخصين على الأقل وجرح ستة آخرين. الى ذلك، اعتقلت الشرطة اكثر من 15 شخصاً للاشتباه في صلتهم بالهجوم الانتحاري الذي شن في مدينة كويتا أول من أمس، واسفر عن مقتل طالبة وجرح 19 شخصاً آخرين بينهم 13 جندياً. وفي واشنطن، أعلن الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أن بلاده تحتاج الى بذل جهود ضخمة وطويلة بالتعاون مع عناصر مدنية وعسكرية لمساعدة باكستان في محاربة المتشددين الذين يهددون الأمن القومي الأميركي. وقال:"نريد مساعدة باكستان في محاربة حركات التشدد الإسلامي في مناطق القبائل بدلاً من شن عملياتنا الخاصة"، لكن الولاياتالمتحدة زادت هذه العمليات في الأسابيع الأخيرة باستخدام طائرات تعمل من دون طيار وقوات كوماندوس برية نقلت جواً. وقال مولن الذي زار باكستان خمس مرات منذ توليه منصبه في تشرين الأول اكتوبر الماضي:"أعتقد أن محاربة متشددي منطقة القبائل يمثل المشكلة الأكثر صعوبة التي تواجهنا". وأكد مولن ضرورة تعزيز الولاياتالمتحدة مساعداتها المدنية والعسكرية لباكستان، ومتابعتها عن كثب كما سبق أن فعلت في العراق. وقال:"ركزنا غالباً على ان باكستان مجرد دولة أخرى، لكنها فعلياً دولة يتنامى فيها التمرد، وتملك حدوداً توفر ملاذات آمنة لإرهابيين"، وأضاف:"نحتاج الى برنامج دعم يمتد خمس أو ست أو سبع سنوات، ويستطيع الشعب والحكومة والجيش في باكستان ان يعتمد عليه". وكان مولن أمر بمراجعة الاستراتيجية العسكرية الأميركية في أفغانستانوباكستان، كما تجري ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش أيضاً مراجعة أوسع للحرب في أفغانستان. وأشار مولن الى أنه يعمل على تأمين مزيد من المساعدات للجيش الباكستاني، بينها صفقات صيانة طويلة لمروحيات وأنظمة رؤية ليلية للطائرات، ومعدات جديدة لقوات الحدود التي تجند أفراداً من مناطق القبائل. واقر مولن بأن العمليات الأميركية لا تحظى بشعبية في باكستان.