أعلن الملا حياة خان، القائد البارز في حركة "طالبان" أمس، ان أكثر من الفي انتحاري يستعدون ب "جاهزية اكبر" لشن هجمات واسعة في الصيف. جاء ذلك غداة تحذير ريتشارد باوتشر، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب آسيا ووسطها، من ان أفغانستان مهددة بربيع دموي وخطر، بعدما شهدت العام الماضي الهجمات الأكثر عنفاً منذ اطاحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"نهاية عام 2001. فيما انفجرت في بيشاور شمال غربي باكستان، قنبلة في مسجد للشيعة ما اسفر عن مقتل 14 شخصاً، بينهم شرطيان على الأقل، وجرح 35 آخرين. وقال الملا خان ان القوات الأجنبية ستواجه الغارات والهجمات الانتحارية الأكثر دموية الصيف المقبل، مشيراً الى ان ألفي انتحاري"اكتملت جاهزيتهم"يمثلون 40 في المئة من قوة الانتحاريين التي يصعب أحياناً العثور على متفجرات وأهداف كافية لها. وقتل أكثر من 4 آلاف شخص في أفغانستان العام الماضي، ربعهم مدنيون، ما دفع جنرالات في الحلف الاطلسي ناتو الى الاعتراف بأن مقاتلي"طالبان"حاربوا بشراسة مذهلة. وتوقع باوتشر ليل أول من أمس، ربيعاً دموياً بعد الهدوء الشتوي التقليدي على جبهات القتال، وقال ل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي:"اعتقد بأن القوات الاجنبية ستواجه هجوماً قوياً ومهمات ميدانية صعبة، لكننا مستعدون للتعامل معها في شكل أفضل". وكان الحلف الأطلسي قرر ارسال لواء اضافي بين 1500 و3500 جندي الى افغانستان، فيما مددت الولاياتالمتحدة مهمات وحدات كانت اعلنت انها ستسحبها هذه السنة، وأكدت انها ستقدم مساعدات اضافية بقيمة 10.6 بليون دولار لقوات الأمن الأفغانية وجهود الاعمار. الى ذلك، جدد الرجل الثالث في الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز اتهام باكستان بأنها تؤمن"الملجأ"لعناصر"طالبان"وتنظيم"القاعدة"التي تقاتل القوات الاجنبية في أفغانستان. واعتبر ان"تسلل المتمردين الى افغانستان بعد تجهيز انفسهم في باكستان المجاورة مشكلة حقيقية"، مذكراً بأن الادارة الأميركية تعمل"في شكل وثيق"مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف ومسؤولين عسكريين واستخباراتيين باكستانيين لمعالجة المسألة التي تشكل أولوية قصوى في علاقاتنا مع اسلام آباد. في السياق ذاته، التقت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي امس الرئيس مشرف في اسلام آباد لمناقشة أساليب التعاون في محاربة"طالبان"و"القاعدة"في مناطق القبائل الباكستانية، في وقت يدرس الكونغرس مشروع قانون لربط المساعدات العسكرية لباكستان بتعهد حكومة مشرف القضاء على المتمردين. واقترح مشروع القانون الذي قدمته الغالبية الديموقراطية في الكونغرس الاميركي الشهر الجاري، مطالبة الرئيس جورج بوش بإثبات بذل إسلام آباد قصارى جهدها لاحتواء عمليات"طالبان"وحلفائها في باكستان، وضمان امن الحدود مع افغانستان.