نجح الفنان الكوميدي هاني رمزي، في إيجاد أجواء من الضحك المتواصل، عبر الكثير من مشاهد فيلمه الجديد"نمس بوند"، الذي يعرض حالياً في مسرح وسينماتك"القصبة"بمدينة رام الله. وبني الفيلم الذي يجسد فيه رمزي دور ضابط شرطة هزلي، على الشخصية الهوليوودية الشهيرة"جيمس بوند"، حيث يعمد الى التشبه ببوند، من خلال متابعة أفلامه، والعمل على تقليد حركاته بأسلوب ساخر، وكذلك في رنة هاتفه النقال التي هي موسيقى سلسلة أفلام بوند الشهيرة، وكذلك في رقم شقته 700. موسيقى مقدمة الفيلم هي نفسها موسيقى سلسلة أفلام جيمس بوند، والطريف أن الرائد شريف النمس قام بتجهيز بيته، وفق أحدث التقنيات، للتدريب العسكري، على رغم المطبات التي يقع فيها ويوقع فيها الآخرين بسبب سذاجته، حتى إنه حفر أنفاقاً للتدريب على الزحف تحت الأسلاك، وسلالم للتنقل بسرعة، وأجهزة أخرى داخل منزله. يشارك رمزي في الفيلم الذي اعتبره الجمهور الفلسطيني"وجبة دسمة من الضحك"، كما قال أحدهم، دوللي شاهين، وأحمد راتب، ولطفي لبيب، وتدور أحداثه حول شخصية ضابط الشرطة شريف النمس الذي يعشق أفلام جيمس بوند. يتم ترشيحه ليقوم بالتحقيق في جريمة قتل، والمشتبه فيها إحدى المطربات، وهي زوجة القتيل، لكنه يقع في غرامها، ويحاول إبعاد الشبهات عنها والبحث عن القاتل الحقيقي، عبر أحد المجرمين الذي يعترف له بأنه القاتل الحقيقي وأن أحداً ما حرضه، إلا أن"القاتل"يموت فجأة ويقوم هاتفه النقال بكشف المجرم الأكبر، وتكون المفاجأة التي اكتشفها النمس بذكائه هذه المرة، اتضاح علاقة القاتل المقتول بمسؤول الشرطة الذي يتولى مهمات للقضية والذي كان دائماً يحاول تضليل"نمس بوند"بإعطائه معلومات مغلوطة تبعده عن العصابة الحقيقية المسؤولة عن القتل. في النهاية ينجح النمس في إثبات أن العقيد هو المسؤول عن جريمة القتل، بل إنه مهرب آثار أيضاً، حيث تتم ترقيته في عمله، ويرتبط بالمطربة التي أحبها. الفيلم في شكل عام مسل، ويحتوي على مشاهد كوميدية متقنة، أضحكت الجمهور من دون تكلف، كعادة هاني رمزي في أفلامه. ودور البطل شريف النمس، لم يختلف كثيراً عن الكثير من أدوار رمزي الكوميدية، وبخاصة ما قدمه في فيلم"غبي منه وفيه"، مع فارق أنه كان في فيلمه الأخير شرطياً ساذجاً، وفي"غبي منه وفيه"لصاً ساذجاً، إلا انه ليس أفضل أفلامه، خصوصاً إذا ما قارناه بپ"جواز بقرار جمهوري"، أو"محامي خلع"، الذي اعتمد فيهما على كوميديا الموقف، وتطرق لمواضيع مهمة وحساسة، كالخلع، وهموم الشارع المصري اليومية. وعلى رغم أن رمزي كرر شخصية ضابط الشرطة للمرة الثانية على التوالي بعد"أسد و4 قطط"، أمام فريق"فور كاتس"الغنائي اللبناني، إلا أن الشخصية في فيلمه الجديد مختلفة تماماً، وكذلك الموضوع وحكاية الفيلم. الجمهور الفلسطيني بالعموم، ومعظمه من الشباب، وجد في الفيلم فرصة للخروج مما يحيط به من"نكد"متواصل، بسبب سوء الأحوال السياسية والأمنية المحيطة به، فكان بمثابة"طوق نجاة"لأكثر من ساعة... فردوس طالبة جامعة، أكدت أنها استمتعت بالفيلم، وأن رمزي الذي جسد الشخصية باقتدار، استطاع"إضحاكنا كثيراً"، وهذا بحد ذاته أمر ممتع. أما محمد، الطالب في المرحلة الثانوية، فقال: الفيلم لذيذ... مضحك جداً... لا أهتم بالقصة كثيراً... أنا وأصدقائي هنا لنضحك، ونجح الفيلم في إضحاكنا فعلاً. وتسجل الأفلام الكوميدية بالإجمال نسبة مشاهدة عالية بين الجمهور الفلسطيني، فالإقبال على الكوميديا كبير في رام الله، حيث دار السينما الوحيدة في الأراضي الفلسطينية.