أظهرت دراسة اقتصادية نشرت أخيراً، أن اقتصاد ولاية هامبورغ كان الأكثر دينامية وتطوراً في السنوات الثلاث الأخيرة، تبعتها ولاية مكلنبورغ - فوربومرن الشرقية الزراعية تاريخياً، وولاية بافاريا فيما حلت ولاية شمال الراين ووستفاليا الأكبر سكانياً في المرتبة 41من أصل 61 ولاية ألمانية. وأجرت الدراسة للمرة السادسة على التوالي مؤسسة"المبادرة الجديدة لاقتصاد السوق الاجتماعي"أي ان أس أم"، بالتعاون مع المجلة الاقتصادية"فيرتشافت فوخه"، ومعهد الاقتصاد الألماني للاستشارات، ونشرت فحواها"النشرة الاقتصادية"الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية. وحلل القائمون على الدراسة تطور الوضع الاقتصادي الحالي في الولايات الألمانية، وكذلك التغييرات التي حصلت فيه في السنوات الثلاث الماضية. واعتمدت الدراسة معايير عدة بلغ عددها مئة في طليعتها كلفة العمل، البنية التحتية، الرواتب، القوة الشرائية، تطور سوق العمل والبطالة، النمو الاقتصادي، النمو البشري والوضع التعليمي، وكذلك عدد الولادات ودور الحضانة. والهدف من الدراسة التعرف في الدرجة الأولى الى الولايات الألمانية، القديمة والجديدة الأكثر تطوراً بين عامي 4002 و7002. وتبين أن الولاياتالشرقية الجديدة حققت تقدماً مشهوداً، فإضافة إلى مكلنبورغ - فوربومرن التي احتلت المرتبة الثانية بعد هامبورغ، جاءت ولاية براندنبورغ وساكسن الشرقيتين في المرتبتين الخامسة والسادسة على التوالي. وفي ما يخص ولاية هامبورغ، التي تضم مرفأ هامبورغ الدولي الضخم، أفادت الدراسة بأن الولاية تكيفت بسرعة وفي الوقت المناسب مع التغيُّرات التي طرأت على التجارة الدولية وتبادل البضائع، ما مكَّنها من استقطاب مزيد من اليد العاملة من خارجها، بحيث زاد النمو البشري فيها 1.4 في المئة خلال السنوات الأربع، فيما تراجع عدد سكان الولايات الأخرى بمعدل 0.3 في المئة. وحققت الرواتب في هامبورغ زيادات مرموقة، واختارت مجلة"فيرتشافت فوخه"رئيس حكومة الولاية أوله فون بويست"أفضل رئيس حكومة محلية في ألمانيا". أما ولاية مكلنبورغ - فوربومرن الشرقية، التي تساهم مساهمة متواضعة في الناتج القومي السنوي الألماني، فتمكنت من الانتقال من مستوى منخفض جداً على صعيد تأمين فرص العمل، إلى مستوى عال بمعدل 6.9 في المئة، وهو معدل"غير ممكن التحقيق حتى في ولاية مثل بافاريا، التي تؤمّن مستوى جيداً من الوظائف"وفقاً للدراسة ذاتها. وفي آخر السلّم حلَّت ولايتا السار وبيريمن الغربيتان. ودعت الدراسة الولايتين المذكورتين إلى"بذل جهد كبير لمواجهة تحديات التغيير البنيوي المطلوب فيهما". لكن الصورة تتغير كثيراً في التحليل الآخر لنتائج الدراسة الخاصة بالوضع الاقتصادي الحالي للولايات ال 61. وحلّت ولايات بافاريا وبادن - فورتمبيرغ وهِّسن الغربية في المراتب الثلاث الأولى. أما الولاياتالشرقية الخمس فجاءت في المراتب من 01 إلى 14، ولحقتها في آخر السلّم أيضاً ولايتا السار وبريمن. وأظهرت دراسة أخرى، أعدّها"معهد البحوث الاقتصادية"في هالِّه، ان على رغم النمو الحاصل في اقتصادات الولاياتالشرقية، ينمو اقتصاد شرق البلاد عموماً بصورة أبطأ منه في غربها. وتوقع المعهد في دراسته، أن ينمو الاقتصاد الشرقي بمعدل 1.7 في المئة هذه السنة، و 0.8 في المئة في 9002، في مقابل نمو الاقتصاد الغربي أكثر من اثنين في المئة هذه السنة، وأكثر من واحد في المئة السنة المقبلة.