عكست إيطاليا التقليد المتعارف عليه بفشل التلاميذ في تحقيق الدرجات المطلوبة للنجاح في الامتحانات، بحصول الامتحانات ذاتها على درجات متدنية جراء الأخطاء المحرجة التي تضمنتها، وكلفت"الفضيحة"أحد مسؤولي وزارة التربية والتعليم وظيفته. وتضمنت امتحانات التخرج النهائية للمدارس الثانوية العليا في مادة اللغات الإنكليزية والإيطالية والإغريقية القديمة أخطاء فادحة بالجملة. إلا أن أخطاء القواعد والإملاء التي جاءت في امتحان اللغة الإنكليزية كانت فاحشة، وهو امتحان للغات الأجنبية يفترض به تأهيل طلاب المدارس المهنية العليا للانخراط في مجال العمل السياحي. وتبرّم الأستاذة والطلاب، على حد سواء، من امتحان اللغة الإغريقية، إذ أدى سقوط كلمة سهواً من نص إغريقي مقدم للطلاب المتخصصين في الدراسات التقليدية، الى إرباك الممتحنين. وشكلت الأخطاء مادة دسمة تناولتها إيطاليا بانتقادات لاذعة. وكتب سيرجيو بيروسا، الخبير في الأدب الإنكليزي والأميركي، في صحيفة"كوريري ديلا سيرا":"اعتقد أن في إمكان نادل في البندقية استخدام الإنكليزية في شكل مناسب وصحيح". وتوالت سلسلة الأخطاء المحرجة في امتحان الأدب الإيطالي حول"ملهم"قصيدة للكاتب الحائز على جائزة نوبل أوغينيو مونتالي، وحدد الامتحان أن"المتأمل"في القصيدة امرأة، وهو في الواقع رجل راقص باليه. وتعهدت وزيرة التعليم الإيطالية ماريستيلا غلميني بملاحقة المسؤولين ومحاسبتهم عن هذه الأخطاء. وكلفت الأخطاء الفادحة كاترينا بيتروزي، التي أشرفت على إعداد امتحانات طلاب المدارس العليا في إيطاليا، وظيفتها في وزارة التعليم. وأكدت بيتروزي براءتها، في إشارة إلى أن الاختبارات كانت صحيحة وحتى تدقيقها من قبل أساتذة راجعوها قبيل تقديمها إلى الطلاب. لكن المسؤولة لم تعبأ بقرار إقالتها، إذ أكدت أنها ستحصل على وظيفة للتدريس في جامعة إيطالية خاصة.