السلوك الالكتروني. بالانكليزية"إلكترونيك بيهافيور"Electronic Behaviour. من الممكن اقتراح مصطلحات أخرى مثل السلوك المعلوماتي. المهم ألاّ يجري الخلط بين نقاش هذا السلوك والحديث عن الافتراضي Virtual، لأن الأمر لا يتعلق هنا بالسلوك الافتراضي. ولا يعني السلوك الالكتروني أن نذهب الى موقع مثل"سيكند لايف"Second Life، ونصطنع لأنفسنا شخصية رقمية لتمثيلنا بالأساليب الإفتراضية للكومبيوتر. لا تُشكّل الافتراضية"سلوكاً إلكترونياً"بالمعنى الدقيق الذي يقصده هذا المصطلح. الأرجح أنه يمكن وصف الأمر بأنه نمط من التصرفات البشرية في الحياة الواقعية يومياً، ولكنها تبدو وكأنها مستندة الى معطيات عالم الكومبيوتر والانترنت والشبكات الرقمية والاتصالات الرقمية المتطورة والأجهزة الذكية والروبوت وغيرها من معطيات العصر الرقمي. لنعط أمثلة. في العام الفائت، أعلنت وزارة الداخلية في بريطانيا أن نسبة الذين يقودون سياراتهم بسرعة عالية وبطريقة مُجازفة، ترتفع بين الشباب الذين يمارسون ألعاباً إلكترونية عن قيادة السيارات مثل لعبة الكومبيوتر"فورمولا وان". وفي مثال آخر، تناقلت الصحف في مطلع العام صورة لشباب يرقصون في ملهى ليلي في مدينة"مانشستر"الانكليزية. لكن أحداً منهم لا يراقص الآخر! ولا يظهر أي انسجام في وضعية أجسادهم، على نحو ما يكونه الأمر بين جماعات الرقص. وتسهل رؤية سماعات الأذن في رؤوسهم. ويشير التعليق المرافق للصورة الى أنه ملهى ليلي صامت. لا تُعزف فيه الموسيقى للراغبين في الرقص، بل يترك لكل فرد منهم أن يرقص على وقع موسيقاه الخاصة التي تأتيه من مشغل الموسيقى أو الخليوي! ومن المستطاع النظر الى هذا الملهى الإنكليزي باعتباره إنقلاباً على عادات الصخب والضجيج والتفاعل القوي بين الراقصين في الملاهي الليلية، الذين تتوحد أجسادهم تحت أيقاع الموسيقى القوية التي تملأ الهواء وتهتزّ على وقعها الأجسام في تناغم يجعلها أقرب الى الجسد الواحد. ويحدث شيء مُشابه في أماكن متفرقة، وضمنها البلدان العربية. ونقل أحد الأصدقاء ممن يمارسون مهنة التدريس الشاقة في لبنان، أنه صار مألوفاً في المدرسة أن يُشاهد التلامذة وقد ثبّت كل منهم جهاز الأذن في رأسه وراح يُطرب ويغني ويرقص، كلٌ على موسيقاه! وتُحاول المقالات التالية إلقاء بعض الضوء على ظاهرة السلوك الالكتروني في غير بلد عربي. [email protected]