دعا رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيس معرض القاهرة الدولي للكتاب الدكتور ناصر الانصاري الناشرين العرب والاجانب الى بحث امكانية تأسيس"آلية دولية وإطار عام للنشر وتبادل حقوق الملكية الفكرية في البيع والشراء"للحفاظ على حقوق المؤلفين والناشرين في دول العالم، وبذلك يكون حفظ الحقوق أسهل، كما ان كلفة الكتاب ستكون اقل من طباعته بشكل غير مشروع. وقال الانصاري - خلال الندوة الدولية الخاصة ببحث حقوق الملكية الفكرية بين الدول والتي اقيمت اخيراً في معرض القاهرة للكتاب - إنه سيتم لاحقاً ايجاد"اطار عام دولي"أو تجمع دولي سنوي في شأن الكتاب وحقوق البيع، يتم من خلاله التواصل لتكريس هدف احترام الملكية الفكرية، استكمالاً لما بدأه اتحادا الناشرين المصريين والعرب مع عدد من دول العالم، الى جانب ايجاد سوق دولية للناشرين من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، كونه اكبر معرض من حيث الحجم ومن حيث عدد الرواد اذ يزوره يومياً نحو 150 الف زائر. وأعطى الانصاري امثلة عدة للمبادرات المصرية في ذلك الاطار، والتي بدأت قبيل رئاسته للهيئة عندما كان مديراً لمعهد العالم العربي في باريس، حيث عقد اتفاقات مع بعض الناشرين الفرنسيين وتم ترجمة 10 كتب عربية الى اللغة الفرنسية، اضافة الى مجموعة كتب الى الايطالية وأخرى الى الإسبانية، اضافة الى ما يتم حالياً من ترجمة ثلاثة كتب الى اللغة اليونانية. وشدد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب على أنه عندما يتم التحدث عن حوار الحضارات وحوار الثقافات، فلا بد أن تتم الترجمة من اللغة العربية الى لغات العالم التي تتحاور معها، ليس فقط في المجالات الادبية والثقافية ولكن ايضاً في المجالات الاجتماعية والانسانية التي تهم المجتمعات الاخرى، لافتاً الى اتفاقيات ابرمت عام 2006 للترجمة بين مصر وألمانيا،"لكننا لن ننتظر ان تكون الدول ضيفاً للشرف في المعرض لإبرام اتفاقات للترجمة معها، لكن سيتم عمل مبادرات بإقامة اتفاقات شراكة مع دول مختلفة على اساس ان تكون الرغبة من الطرفين لترجمة العلوم والفنون للتعرف والتواصل". ونبه الانصاري الى أن حركة الترجمة في المنطقة العربية اكتسبت اشكالاً وابعاداً أوسع مما كانت عليه في الماضي وذلك لتخطي اشكالية ان العالم العربي يعرف عن الادب الغربي اكثر مما يعرف الغرب عن الادب العربي، مشيراً الى أن الاهتمام الحقيقي للغرب بالعالم العربي جاء عقب حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وقبل ذلك كان ينحصر اهتمام الغرب في ترجمة التراث العربي. وأكد الانصاري اهتمام مصر بالترجمة في شكل كبير،"فبعدما بدأنا مشروع ترجمة الألف كتاب والانتهاء منه، بدأنا مشروع الالف الثانية من خلال المركز القومي للترجمة في وزارة الثقافة المصرية، اضافة الى المبادرات العربية المشابهة في مجال الترجمة من خلال مشروع كلمة للترجمة في الامارات العربية المتحدة، ومشروع مكتبة الملك عبدالعزيز في الرياض ومؤسسة مكتوم في دبي". وقالت سوزان لينكل من المركز الثقافي البريطاني ان المركز مؤسسة معنية بالنشاط الثقافي في الشأن التجاري، وفي بريطانيا مؤسسات خاصة تعنى بهذا الشأن وتنهال عليها الطلبات الى الترجمة. وبالنسبة الى رومانيا، عرضت مسؤولة العلاقات الثقافية التابعة للخارجية الرومانية نشاط بلدها الثقافي في مصر، وقالت انه سيتم اختيار كاتبة او كاتب مصري لترجمة احد اعماله، والتنسيق مع الهيئة المصرية للكتاب لاختيار مجموعة من العناوين العربية لترجمتها وطبعها في رومانيا. وطالب الناشر الاسترالي عبيد اسماعيل بضرورة الانتباه الى السوق الاسترالية، مشيراً الى أن الجالية العربية عندما تريد كتباً عربية مترجمة تطلبها من بريطانيا، ورد عليه رئيس اتحاد الناشرين العرب بضرورة التنسيق وتحديد المطلوب وكيفية الاتصال مع الناشرين ومع الجهات التي يمكن التعاون معها.