لمّح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المتحفظ عن العراقيل التي تعترض تطبيق مبادرة وزراء الخارجية العرب لحل الازمة السياسية اللبنانية الى ان"هناك اختلافاً يمكن ان يعالج من طريق طرف ثالث"، وشدد على ان"على هذا الطرف ان يسهل، خصوصاً اذا كان عربياً ويعتبر نفسه مسؤولاً ومهتماً بالمسألة اللبنانية". وكان موسى، وقبل توجهه الى دمشق امس، اطلع رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة على نتائج الاجتماع الذي جمع، من خلاله وفي حضوره، اول من امس، المفوضين عن الاكثرية رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري والرئيس الأعلى لحزب الكتائب رئيس الجمهورية السابق امين الجميل مع المفوض من المعارضة رئيس"تكتل التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون. ونفى موسى في لقاءاته امس، ان يكون البحث خلال الاجتماع الرباعي تطرق، على الصعيد الحكومي، الى غير حكومة وحدة وطنية، لافتاً الى"ان المشكلة تكمن في الارادة السياسية وليس في العدد ونسب التمثيل الحكومي". وكان موسى انضم الى السنيورة في اداء صلاة الجمعة في احدى قاعات السراي الحكومية، وقال في دردشة مع الصحافيين:"هناك اجواء من الارتياح، انا اختصر الحديث لأنه في هذه اللحظة الحرجة ليس من المعقول ان نعقد في بيروت مؤتمراً صحافياً كل نصف ساعة. وسألتقي الرئيس بري كما سيكون لي لقاءات اخرى، بعدها سأنتقل الى دمشق". وعما اذا كان يتوقع نتائج ايجابية من اللقاءات، تدخل الرئيس السنيورة قائلاً:"تفاءلوا بالخير تجدوه". ورداً على سؤال قال موسى:"انا الآن سأؤدي صلاة الظهر مع الرئيس السنيورة وسأتضرع الى الله ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية الاثنين المقبل ان شاء الله". ولدى مغادرة موسى السراي اكتفى السنيورة في دردشة مع الصحافيين بالقول:"اطلعني الامين العام للجامعة على نتائج الاجتماع الرباعي واعتقد انه خطوة جيدة بتركيبته والاحاديث التي جرت يلزمها جهد ويمكن البناء والعمل عليها". وفي الثانية عشرة والنصف بعد الظهر التقى موسى للمرة الرابعة خلال زيارته بيروت الرئيس بري في عين التينة وعقدا خلوة دامت ثلاثة ارباع الساعة. ووصف اللقاء بالجيد وقال:"نحن نسير بهدوء وان شاء الله نصل الى نتيجة". وذكر بأن الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية"ارجئت الى الاثنين ومن المفروض ان يحصل ذلك الاثنين". ووصف الاجتماع الرباعي بانه"كان ايجابياً وخطوة نحو المزيد من المناقشة الاخوية بين الزعماء اللبنانيين حول المشكلات الموجودة، هناك اختلاف يمكن ان يعالج من طريق طرف ثالث، انما على هذا الطرف ان يسهل خصوصاً اذا كان عربياً والذي يعتبر نفسه مسؤولاً ومهتماً بالمسألة اللبنانية". وعما اذا تم طرح اقتراح حكومة حيادية، شدد موسى على"اننا نتكلم في اطار حكومة الوحدة الوطنية ولم يطرح على المائدة اي شيء غير حكومة الوحدة الوطنية". وعما اذا كان وزراء الخارجية العرب الخمسة سيأتون الى بيروت كما طلب الرئيس بري، لفت موسى الى انه يمثل الجامعة العربية،"واتحدث باسمهم ومفوض منهم بالموقف الرسمي العربي الكامل في المبادرة العربية. نحن نتكلم في حل المسألة اللبنانية وسأعود بانطباعي، وبما لدي من معلومات اليهم، الى مجموعة"القطامية"والى كل مجلس الوزراء العرب في 27 الجاري. نحن نريد ان نعمل هناك ولسنا للاستعراض". ورداً على سؤال عما اذا كانت المشكلة الحكومية تتعلق بالعدد والنسب، اكد موسى ان"المشكلة ليست في العدد والنسب المشكلة في الارادة السياسية للحل". وزار موسى يرافقه سفير الجامعة العربية في لبنان عبدالرحمن الصلح، ومدير مكتب الامين العام للجامعة هشام يوسف والمستشار طلال الامين، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي قال انه تمنى على موسى"أن تكون الثغرة التي فتحت في الاجتماع الرباعي مقدمة لتحقيق النتائج المطلوبة لأننا بأشد الحاجة اليوم الى انتخاب رئيس للجمهورية وتالياً عودة الاستقرار الى لبنان وتحقيق التنمية والاعمار ورفاهية المواطن اللبناني. كفانا مشكلات أمنية ومشاجرات ومهاترات لا طائل منها وعلينا أن نتعاون سوية لبناء وطننا بما يعطي آفاقاً من التفاؤل للاجيال المقبلة". وعن امكان عقد جلسة الانتخاب الاثنين، قال ميقاتي:"الآراء اليوم تجمع كلها على أن ما حصل فتح ثغرة في جدار الأزمة ولو أن البعض اعتبرها ثغرة في الشكل. وزودني موسى ببعض المعلومات التي تفيد أن المسألة أكثر من شكلية ودخلت في عمق الموضوع، وأطلعني على أن الحوار الذي جرى أمس كان هادئاً وبناء. أما في ما يتعلق بجلسة الانتخاب من الصعب عقد هذه الجلسة الاثنين، ولكنني تمنيت على الامين العام الاستمرار في مهمته لان مبادرة الجامعة العربية تشكل فرصة سانحة يجب أخذها بالاعتبار ووضعها قيد التنفيذ". وأعرب ميقاتي عن خشيته من ان تكون التفاصيل التي بقيت عالقة"شائكة جداً، وأكثر مما نتصور". وكان ميقاتي زار النائب سعد الحريري في حضور النائب سمير الجسر وجرى عرض لآخر المستجدات. وزار موسى لاحقاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة، وبحث معه في الاوضاع العامة وأمور تتعلق بالاستحقاق الرئاسي. ولاحقاً زار سليمان بري في عين التينة. وأدلى موسى بتصريح مقتضب عند الحدود اللبنانية - السورية أكد فيه انه يزور دمشق لسببين:"أولهما لاختيارها عاصمة للثقافة العربية، والثاني للبحث في الملف اللبناني مع المسؤولين السوريين الكبار".