في وقت أكد رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية بيتر كلارك أمس أن التحقيق في محاولات الاعتداء الثلاث الفاشلة في لندن وغلاسكو يتقدم"بسرعة قصوى"، أعلنت سكوتلانديارد اعتقال ثلاثة مشتبه بهم خلال حملات دهم شملت أنحاء متفرقة من البلاد. وفجّرت الشرطة سيارة اشتبهت بأنها مفخخة في محيط مستشفى قرب العاصمة الاسكتلندية، حيث يعالج أحد منفذي الاعتداء الفاشل على مطار المدينة أول من أمس. راجع ص 8 وفي وقت متقدم ليل السبت رُفعت حال التأهب الأمني الى أعلى مستوياتها في بريطانيا، أي مستوى"حرج"الذي يعني"توقع هجوم وشيك". وأكد رئيس الوزراء غوردون براون أن بريطانيا"لن ترضخ للترهيب". وقال:"من الواضح أننا نتصدى لأشخاص مرتبطين بالقاعدة". ودعا البريطانيين الى أن يدركوا أن التهديد الإرهابي"طويل الأمد ومتواصل". وعقدت خلية الأزمة"كوبرا"في الحكومة اجتماعاً قبل ظهر أمس، هو الرابع في غضون يومين، برئاسة وزيرة الداخلية جاكي سميث. وقال كلارك خلال مؤتمر صحافي مساء أمس أن"التحقيق يتقدم بسرعة قصوى". وأضاف:"لا أبالغ ان قلت إن معلومات جديدة تظهر بين ساعة وأخرى". وأعرب عن اقتناعه بأن فكرة واضحة عن الوسيلة التي يستخدمها الإرهابيون والطريقة التي خططوا من خلالها لهذه الاعتداءات والشبكة التي ينتمون إليها ستكتمل لدى الشرطة خلال"الأيام والأسابيع المقبلة". وأشار إلى أن الاختبارات التي تجري على السيارات التي عثر عليها في لندن وغلاسكو تعطي معلومات"مهمة للغاية". وعبر عن تفاؤله بأن"التدقيق المفصل"في آلاف الساعات التي التقطتها كاميرات المراقبة سيسمح باستعادة شريط الأحداث. وشدد على أن الرابط بين المحاولات الثلاث يتضح أكثر فأكثر. وفي إطار التحقيقات، اعتقلت الشرطة رجلاً في ليفربول شمال غربي إنكلترا، إضافة إلى توقيف رجل 26 عاما وأمرأة 27 عاما على طريق في شيشاير جنوب غربي غلاسكو، قبل نقلهما إلى لندن لاستجوابهما. ودهمت منازل في العاصمة الاسكتلندية ومنطقتي رنفروشاير ونيوكاسل. وأعلنت أنها فجرت أمس سيارة كانت متوقفة في مرآب مستشفى الكسندريا في بايزلي, ويعتقد بأنها مرتبطة بالاعتداء الفاشل بسيارة مفخخة في المطار الاسكتلندي السبت. ولم ترد تفاصيل سوى أن الشخصين اللذين اعتقلا"على صلة بالأحداث في إنكلترا واسكتلندا". وأظهرت شرائط مصورة دهم الشرطة شقة مفروشة من ثلاث غرف في بلدة هيوستون قرب غلاسكو. وقال وزير العدل الاسكتلندي كيني ماكاسكيل إن من يقفون وراء اعتداء مطار غلاسكو"لم يولدوا أو يعيشوا هنا"، في إشارة إلى أنهم ليسوا اسكتلنديين. ولفت كبير مستشاري براون لشؤون الإرهاب المفوض السابق لشرطة لندن جون ستيفنز إلى أن محاولتي التفجير في لندن تثبتان ان"القاعدة"استوردت أساليب المتشددين العراقيين والاندونيسيين. وتزامن ذلك مع نشر صحيفة"صنداي تايمز"معلومات عن تقرير أمني مُسرّب، حذر في نيسان أبريل الماضي من مؤامرة إرهابية محتملة تزامناً مع رحيل توني بلير من رئاسة الوزراء. واستؤنفت الحركة في مطار غلاسكو، مع تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء المملكة المتحدة. وترافق ذلك مع تعزيزات احترازية في المطارات الأميركية حيث اغلق مطار نيويورك لفترة بعد العثور على رزمة مريبة تبين أنها لا تحتوي متفجرات. وفي باريس، دعت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال أليو - ماري مسؤولي أجهزة الأمن الداخلي إلى"اليقظة الشديدة". وقالت في ختام اجتماع لمناقشة مكافحة الإرهاب:"حتى وان لم يكن هناك أي خطر معين يتهدد بلدنا، تبقى فرنسا هدفاً محتملاً للإرهاب... اجتمعنا لتقويم الأخطار التي تتهدد بلدنا، وللبحث في السبل الجديدة لتعزيز وسائل مكافحة الإرهاب".