تشكل أسواق الطاقة العالمية الوسيلة الأمثل لضمان حمايتها، ذلك وفق ما أكده الخبير الاقتصادي مارك فينلي، رئيس قسم تحليل الطاقة في شركة BP الدولية للنفط والغاز. حديث فينلي جاء خلال مؤتمر الجمعية الاقتصادية الكويتية حول مشاكل الطاقة العالمية، حيث توجه الى زملائه الاقتصاديين بقوله: إن أسواق الطاقة تمكنت تاريخياً من التكيّف بمبدأ إعادة توجيه المخزون خلال أوقات الأزمات، لاسيما وأن النقص المادي لا يظهر سوى عند منع الاسواق من العمل. وكشف فينلي، أن"هناك قلقاً منطقياً سائداً حول العالم حيال موضوع حماية الطاقة، إلا أن التاريخ أثبت قدرة الأسواق على ضمان توافر إمدادات الطاقة، في مواجهة مختلف أنواع الظروف التي تواجهها. من الواضح وجود ظروف مأسوية حيث لن تكون خلالها قوى السوق كافية، ومن الملائم أن تسعى السياسات الحكومية الى تحقيق الضمان - وعلى سبيل المثال استراتيجيات المخزون أو فائض طاقة الانتاج - وذلك لمواجهة مثل هذه الأحوال. وخلال الاضطرابات العادية تعتبر الاسواق أفضل وسيلة لحماية الطاقة ، كونها تضمن توفر المخزون وبالتالي ضمان الإمدادات". وعلّق فينلي أيضاً على مواضيع التغيرات المناخية، والطلب وأسعار النفط، وتطرّق الى الدور الذي يلعبه اقتصاديو الطاقة في مساعدة صانعي القرار في مجال صناعة النفط والغاز فضلاً عن الحكومات. وأضاف فينلي:"تشكل التغيرات المناخية قلقاً بالنسبة الى الخبراء الاقتصاديين كما هي بالنسبة الى مناصري البيئة، لاسيما وأن تكثف الكربون في الغلاف الجوي آخذ في الارتفاع. ويتمحور النقاش الذي يقوده العاملون في مجال البيئة، حول التكاليف وفوائد التخفيف أو التخفيض، هل يتم الانفاق اليوم أم ننتظر حتى الغد. هل ستتمكن تكنولوجيا الغد، من التعامل مع المشكلة في شكل أكثر فعالية من حيث الكلفة؟ هذه هي الأسئلة التي يدور حولها جدل كبير، والجواب حاسم. لكن يجب أن يتفق الخبراء الاقتصايون، بأن الخطوة الاولى التي يجدر القيام بها هي ضمان انعكاس كلفة تغير المناخ في النشاطات التي تساهم فيها - وعلى سبيل المثال من خلال الحدود و نظام تجاري وضريبة الكربون". واختتم فينلي حديثه بالقول:"إن ارتفاع أسعار الطاقة، وتحديداً إذا حولت الكلفة الى المستهلك تخفف من حدة نمو الطلب، أما إذا لم يتم ذلك فالطلب سيبقى قوياً. ويظهر تأثير السعر بوضوح حيث يوجد خيار متاح من المحروقات، وحيث يشكل تحويل الوقود خياراً سليماً. لا يمكن لأي كان التنبؤ بدقة أسعار النفط، إلا ان الخبراء الاقتصاديين يميلون الى اعتماد الحذر على المدى الطويل حول آفاق الأسعار". يشار الى أن فينلي يدير الانتاج السنوي للنشرة الإحصائية لشركة BP حول الطاقة العالمية BP Statistical Review of World Energy، والتي بلغت عامها الپ55.