وجه المشاركون في ندوة "أحوال ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق"، التي اقيمت أمس في صنعاء، رسالة استغاثة إلى القادة العرب في قمتهم العربية، من أجل اصلاح أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق. وحملت الندوة، التي أقامتها جمعية كنعان لفلسطين، المسؤولية عن ما يحيق بالفلسطينيين في العراق من قتل ودمار شامل، للولايات المتحدة بصفتها دولة احتلال وفق قرارات الأممالمتحدة يتوجب عليها حماية المدنيين في الدول والمناطق التي تقع تحت هذه الصفة، كما حملت الحكومة العراقية مسؤولية عدم اكتراثها بما يجري الى جانب مشاركة قطاعات مسلحة تابعة لها في عمليات القتل والتعذيب من دون أسباب. وطالبت الرسالة بالبدء بحل مشكلة العالقين في الصحراء على الحدود من خلال استقبالهم في الدول العربية، إلى جانب تجميع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ونقلهم الى أماكن آمنة انتظاراً لحل تتفق بشأنه الجامعة العربية والأممالمتحدة. وقال العقيد يحيى محمد عبدالله صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني رئيس"جمعية كنعان"، المعروف باهتمامه بالشأن الفلسطيني، إن الفلسطينيين"يتعرضون منذ الاحتلال الأميركي للقتل والتعذيب والخطف والطرد وإلقاء الأسر، أطفالاً ونساء وشيوخاً، إلى الصحارى". ووصفت الباحثة اللبنانية بريلا عيسى في ورقتها المقدمة للندوة، وضع الفلسطينيين في العراق، بأنه مريع. وأشارت الى تقرير منظمة"هيومان رايتس ووتش"الذي أصدر تحت اسم"لا مجال للهروب"، في إشارة الى عدم قدرة الفلسطينيين الهروب من العراق، إذ لا بلد يقبل بايوائهم. وأكد التقرير أن أمن الفلسطينيين في العراق تدهور منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان ابريل 2003. وقالت إن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية العراقية تورطت في اعتقالات تعسفية للفلسطينيين وتعذيبهم وقتلهم و"اختفائهم". وأضافت أن الميليشيات المرتبطة ب"لواء بدر"و"جيش المهدي"اصدرت تهديدات الى كل الجالية الفلسطينية في بغداد ونفذت هجمات ضد فلسطينيين، وان حكومة ما بعد صدام حسين ساهم بعض عناصرها بشكل نشط في"حال عدم الامان"للجالية. وقدمت بريلا صيغة لتهديد من التهديدات التي وجهت الى منازل وأفراد في انحاء بغداد كافة، هذا نصه:"باسم الله، هذه هي الرسالة المقدسة الأولى، وهي سيف على رقاب الفلسطينيين والبعثيين، وسيكون الآتي أسوأ إن شاء الله"، تحت توقيع"قوات الدم الصافي". وتمت عمليات اختطاف لفلسطينيين في مناطق عدة على يد الميليشيات، ولم يطلق سراح بعضهم إلا بعد دفع آلاف الدولارات. وعذبت الميليشيات والحرس الوطني العراقي عشرات الفلسطينيين بالضرب وكسر العظام وبتر الأعضاء واستعمال الكهرباء والمثاقب والسجن الانفرادي. واستعرضت نماذج لرجال يروون قصص تعذيبهم الشنيعة التي تدل على حقد دفين وإنسانية منزوعة. وجاء ضمن ورقة الباحثة اللبنانية المقدمة للندوة، أن الفلسطينيين واجهوا عمليات طرد اجباري من منازلهم وتهديدات إن هم لم يتركوها، وجمعوا في أحياء خاصة لحمايتهم في مخيمات. وتقدر"هيومان رايتس"عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق بحوالي 34 ألف لاجئ في عام 2003.
