مبادرة السلام العربية، على ما أرى، أسوأ خطة عرضت على دولة اسرائيل ، مقارنة بقرار مجلس الأمن 242، مرجع خطط التسوية كلها، ومقارنة بخطة كلينتون في كانون الأول ديسمبر 2000، وبعناصر خطة اللجنة الرباعية. ولكن ما مسوغ هذا الرأي؟ أولاً، لأن المبادرة العربية لم تقترح مفاوضات عربية وفلسطينية مع إسرائيل، ولكنها ضرب من الإملاء أو الفرض على إسرائيل. وعليها، قبل أي أمرٍ آخر، الموافقة على الانسحاب الشامل من الأراضي العربية، وعلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، إلى الموافقة على إعادة اللاجئين. وبعدها، تعلن الدول العربية إنهاء النزاع وتطبيع العلاقات بإسرائيل. ثانياً، تنص المبادرة من غير لبس على الانسحاب الى حدود 4 حزيران يونيو 1967، أي الى وسط بحيرة طبرية. ويقتضي ذلك إلغاء المستوطنات كلها من يهودا والسامرة. وعلى خلاف هذا، فالقرار 242 ينص على انسحاب من"المناطق"الى حدود معترف بها وآمنة. وأبقت خطة كلينتون كتلة المستوطنات الكبرى في عهدة السيادة الإسرائيلية، وكذلك أجزاء من القدسالشرقية. ثالثاً، تعتبر المبادرة العربية القدسالشرقية جزءاً من السيادة الفلسطينية. فتخسر إسرائيل السيطرة على جبل الهيكل، وپ"الحوض المقدس"، والحي اليهودي. فنخلص من هذا الى أن مشكلة المبادرة العربية لا تقتصر على مسألة اللاجئين. وأراهن على أن صيغة المبادرة التي ستقر بالرياض لن تختلف في شيء عن تلك التي أقرت ببيروت في 2002. ومن ينتظر تطوراً إيجابياً واهم تماماً، شأن الذين لا يزالون يعتقدون، على رغم تجاربنا كلها، ان المواقف المبدئية العربية لا تعدو الاستهلال قبل التفاوض الفعلي. والحق أن إسرائيل لا تحتاج الى إعلان قبولها المبادرة أو تحفظها عنها. فهذا لا يقدم ولا يؤخر في حجم قوة الدول العربية بإزاء إيران، وبوجهها. وإسرائيل، في الأحوال كلها، جزء من المعسكر الأميركي والعربي في مواجهة إيران وپ"هلالها". ومعظم الدول العربية حريصة على انتشال"حماس"من أحضان إيران. فماذا على إسرائيل أن تصنع؟ عليها عرض مبادئ موقفها من تسوية تحظى بإجماع صهيوني، من اليمين الى اليسار، في أوضح عبارة وأيسرها، فنرد على المبادرة العربية بمبادرة إسرائيلية. ولكن هل في القدس حكومة في مستطاعها ذلك؟ عن عاموس غلبواع ، "معاريف" الإسرائيلية ، 26 / 3 / 2007