هاجم قبليون باكستانيون موالون لحركة "طالبان" الأفغانية بقيادة الملا نظير الله أمس، مراكز للزعيم الأوزبكي طاهر يولداشيف في اقليم جنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان، لإخراج الاوزبك من المنطقة بعد اتهامهم بقتل"أسد الله"الذي يتزعم جماعة"جيش المهدي"للمقاتلين العرب في المنطقة، رداً على انشقاقه عن جماعة يولداشيف. راجع ص 8 وتضاربت التقارير عن ملابسات مقتل"أسد الله"بعدما اشارت مصادر قبلية الى انه سقط برصاص اطلق خطأ خلال قيامه بجولة ليلية في المنطقة. واسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها مدافع"هاون"وصواريخ وأسلحة متوسطة عن مقتل أكثر من 30 شخصاً بينهم 13 من الاوزبك الذين يتهم زعيمهم يلدافيش الجماعات القبلية بالولاء لنظام الرئيس برويز مشرف الذي ابرمت حكومته في العامين الاخيرين ثلاثة اتفاقات مع زعماء قبائل المناطق الحدودية لعدم ايواء مقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة". واكتفى الجيش الباكستاني الذي خاض في السنوات الأخيرة معارك شرسة ضد المقاتلين القبليين والأجانب في المنطقة، بمراقبة الوضع من دون أن يساند اياً من الطرفين المتصارعين. وأفاد قبليون اتصلت بهم"الحياة"في مدينة وانا، عاصمة اقليم جنوب وزيرستان أن طلاب مدرسة وعدداً من القبليين قتلوا في الاشتباكات. وكشفت مصادر مقربة من"أسد الله"أنه رفض الاشتباكات بين المقاتلين القبليين وجماعة يولداشيف، وطالب انصاره في"جيش المهدي"بعدم التورط بالاشتباكات والاكتفاء بالدفاع عن مراكزهم في حال هُوجمت، وأسس هذا التنظيم أبو عبدالرحمن الكندي وضم مقاتلين عرباً غير مرتبطين ب"القاعدة"يوالون الشيخ جلال الدين حقاني وقادة أفغاناً آخرين ومقاتلين قبليين في باكستان. وكان ريتشارد باوتشر، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب آسيا ووسطها أعلن خلال زيارته إسلام آباد الأسبوع الماضي، ان واشنطن ستقدم 750 مليون دولار الى الحكومة الباكستانية، لتطوير المنطقة القبلية والمساعدة في شراء ولاء زعمائها لمنعهم من إيواء مقاتلي"طالبان"و"القاعدة". في افغانستان، أقرت الحكومة بأنها اطلقت أول من أمس، الصحافي الإيطالي دانيال ماسترو جياكومو في مقابل إطلاق سجناء ل"طالبان"، لكن كريم رحيمي الناطق باسم الرئاسة الافغانية اصر على ان الإجراء"استثنائي، ولن يتكرر". وأوضح انه اتخذ"نظراً الى اننا نقدّر قيمة علاقتنا وصداقتنا مع إيطاليا"، فيما لم يحدد عدد عناصر"طالبان"الذين افرج عنهم. لكنه اعلن أن أحد السجناء الذين أطلقوا بناء على طلب"طالبان""رفض الذهاب".