قالت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت إن نتائج زيارة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع القاهرة والتي تخللتها مقابلة مع الرئيس المصري حسني مبارك ناقلاً اليه رسالة من الرئيس بشار الأسد، تتوقف على مدى استجابة القيادة السورية للنصائح المصرية بتسهيل قيام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوافق الأطراف اللبنانيين على ايجاد حل للأزمة. وكشفت المصادر الديبلوماسية ل"الحياة"أن مبارك لم يتحدث الى الشرع على أساس أنه يقوم بوساطة بين سورية وعدد من الدول العربية والمجتمع الدولي خصوصاً المملكة العربية السعودية بمقدار ما أنه أراد لفت نظره الى ضرورة مراجعة القيادة السورية مواقفها في اتجاه اعادة تصحيح علاقاتها العربية والدولية بدءاً من لبنان. وأكدت المصادر أن القاهرة أطلقت مجموعة من الإشارات السياسية لتنبيه دمشق الى أخطائها في لبنان وضرورة التراجع عنها لمصلحة تسريع انشاء المحكمة الدولية التي سترى النور عاجلاً أم آجلاً بصرف النظر عن الموقف السوري، إضافة الى دعم الجهود اللبنانية - اللبنانية من خلال الحوار القائم بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري لا سيما أن هناك فرصة لتوافقهما على حل الأزمة يمكن أن يتبلور قبل عقد القمة العربية. ونقلت المصادر عن الرئيس مبارك قوله للشرع إن على دمشق أن تتعاطى مع المحكمة الدولية على أنها قائمة لأن محاولة تجاوزها تعزز الشبهات في علاقة سورية بجريمة اغتيال الرئيس الحريري فيما يثبت تسهيل قيامها عدم علاقتها بها. وأضافت المصادر أن مبارك وجه الى الشرع كلاماً صريحاً مفاده أن"لا مصلحة لكم في إعاقة انشاء المحكمة الدولية أو تغطية رفض بعض الأطراف المحليين مبدأ قيامها، خصوصاً أن رفض أي فريق محلي لها، سيدفع الى الاعتقاد بأنكم تقفون وراء معارضته لها حتى لو لم تكونوا على علاقة مباشرة به". وأكدت المصادر أن مبارك سأل الشرع:"ماذا تريدون من لبنان؟"وصارحه بقوله:"كنتم موجودين في لبنان وخروجكم منه لا يلغي أبداً تأثيركم المباشر في أوضاعه وبالتالي في وسعكم من خلال بعض الأطراف أن تساعدوا على الحوار وأن تدفعوا في اتجاه اتخاذ مواقف ايجابية منه سيكون لها دورها في تسريع التفاهم اللبناني - اللبناني". كما أثار مبارك مع الشرع، في ضوء المعلومات الأولية الواردة من بيروت عن توقيف متهمين سوريين في جريمة تفجير العبوتين في حافلتين لنقل الركاب في بلدة عين علق، مسألة علاقة دمشق بتهديد الاستقرار العام في لبنان ونفى الأخير نفياً قاطعاً أن تكون لسورية أي علاقة بهذه الجريمة. واعتبرت المصادر ان زيارة الشرع القاهرة لم تحقق خطوة الى الأمام يمكن أن تسهم في تطبيع علاقات سورية بعدد من الدول العربية وبأطراف المجتمع الدولي، وقالت إن الانطباعات الأولية عن محادثاته مع مبارك تشير الى أنها لم تنتج أي تبدل في الموقف السوري أو استعداداً لدى دمشق لإعادة النظر في عدد من القضايا المطروحة في المنطقة. كما لفتت الى أن مضمون الرسالة التي نقلها الشرع من الأسد الى مبارك بقي في اطار شخصي ولن يبدل من واقع حال العلاقات السورية - العربية وتحديداً السعودية، ناهيك بأن ربط سورية مصيرها بمصير النظام الإيراني بات أمراً خطيراً يدفع بأطراف عرب ودوليين الى التعاطي معها بحذر شديد. وأوضحت المصادر أيضاً أن الكلام الشخصي الوارد في رسالة الأسد الى مبارك من دون أن يترجم الى خطوات عملية وملموسة، لن يقود عملياً الى تحسين العلاقات السورية - العربية والسورية - الدولية وقالت إن مشكلة سورية مع الآخرين ليست شخصية وبالتالي عليها أن تعرف الطريق الذي يقودها الى تصحيحها، وأن من الافضل لها أن يتحقق ذلك قبل عقد القمة العربية. في السياق ذاته أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، أن موفداً روسياً سيتوجه قريباً الى دمشق ناقلاً رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين الى الأسد تتضمن نصيحة روسية بضرورة اتباع سياسة مرنة حيال لبنان خصوصاً بالنسبة الى المحكمة الدولية، متوقعة أن تتم الزيارة قريباً وقبل عقد القمة العربية لعل موسكو تنجح في اقناع النظام السوري باعادة النظر في سلوكه نحو لبنان.