قدر محللون اقتصاديون أن حجم الإنفاق على قطاع التعليم في دول الخليج العربي بلغ العام الماضي 26 بليون دولار. ويأتي هذا المستوى من الإنفاق ضمن حرص الحكومات على دفع عجلة النمو في قطاع التعليم في المنطقة عبر دعم الاستثمارات في هذا القطاع واستقطاب فروع لجامعات عالمية. وتشير الأرقام الى ان نسبة الزيادة في حجم الإنفاق على التعليم في العام 2004 وحده بلغت 22 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، اذ بلغت 23 بليون دولار من مجموع الموازنات السنوية لدول الخليج العربي التي وصلت إلى 109 بلايين دولار. وقدرت مصادر خليجية ان يكون حجم الإنفاق على التعليم في المنطقة ارتفع عام 2005 الى 26 بليون دولار. وساهمت الزيادة المضطردة في أعداد الطلاب الذين يلتحقون بالمدارس الحكومية إلى جانب انخفاض نسبة الطلاب الذين أوقفوا تحصيلهم العلمي، في زيادة حجم الإنفاق على قطاع التعليم العالي في منطقة الخليج العربي، على اعتبار ان اليد العاملة الماهرة هي عماد التنمية البشرية وعصب المجتمعات الحديثة. وتفيد المصادر ان معاناة الطلاب العرب عموماً والخليجيين خصوصا في الجامعات الغربية عقب أحداث أيلول سبتمبر، وما تبعها من تداعيات، إضافة الى تصريحات اميركية بوجوب التركيز على التعليم في المنطقة لدفع عجلة التنمية المستدامة التي من شأنها القضاء على"الارهاب"، حفزت الحكومات في المنطقة على زيادة استثماراتها في هذا المجال، واستقطاب جامعات غربية ليستفيد طلابها من دون معاناة الحصول على تأشيرات الى الدول الغربية. وأشارت هذه المصادر الى تزايد الإقبال على الدراسة الجامعية والدراسات العليا والدورات المهنية المتخصصة، وفي مجالات عملية مثل الصيرفة والتمويل والفنون والعلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية وتكنولوجيا المعلومات، والتسويق والإدارة والسياحة، خصوصاً بعد اطلاق بعض دول الخليج مراكز مالية وبورصات عالمية لتداول الأوراق المالية والذهب والفضة والنفط. كما تحاول دول المنطقة الاستفادة من وجود ملايين الطلاب الاجانب الذين حضروا مع ذويهم للعمل في عشرات المشاريع التي اطلقت في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية في جميع المجالات. وتشير التقارير الرسمية الى ان الامارات قامت عام 2004 بتخصيص 1.11 بليون دولار للإنفاق على قطاع التعليم وحده من حجم الموازنة السنوية العامة التي بلغت 6.5 بليون دولار. أما العام الماضي فزاد حجم الانفاق على التعليم على 1.7 بليون دولار. وأطلقت امارة دبي قبل شهرين مدينة اكاديمية متكاملة، استقطبت 26 جامعة عربية وعالمية باستثمارات تصل الى 12 بليون درهم 3.2 بليون دولار. وينتظر ان يفسح هذا المشروع المجال لأكثر من 150 ألف طالب وطالبة من المنطقة العربية والعاملين الاجانب فيها. وتضم مدينة دبي الأكاديمية نحو 30 جامعة وكلية ومعهدا محلياً وإقليمياً وعالمياً. أما قطر، فشيدت هي الأخرى مدينة جامعية تدرس جميع التخصصات، مع تركيز على صناعة النفط والغاز والهندسة. وتعاقدت مع جامعات عالمية كبرى لفتح فروع محلية، اذ انضمت اليها جامعة تكساس وكلية طب كورنيل وجامعة جورج تاون وجامعة فرجينيا كومنولث.