يحاول بعثيون سابقون إعادة تنظيم صفوفهم للعمل في العراق عبر اعلان تنظيم جديد للحزب، مؤكدين انه يحظى بدعم فصائل المقاومة المسلحة. فيما يعتبر قياديون بارزون في الحزب المنحل ان هذا التنظيم"لا يعدو كونه مؤامرة يراد بها إبعاد البعثيين عن العمل المسلح وتصفيتهم لخدمة الوجود الاجنبي". وعلى مدى الاسبوع الماضي، شهدت مدن عراقية عدة، خصوصاً بغداد والموصل وصلاح الدين وكركوك والناصرية، توزيع جماعة ملثمة مسلحة، منشورات موقعة باسم حزب البعث العربي - الاشتراكي، قيادة تنظيم العراق، وحاملة شعار البعث القديم"أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"وأهدافه"الوحدة والحرية والاشتراكية". وفي الاستمارة المخصصة للانتساب تعهد بالعودة الى منظمات البعث العربي الاشتراكي العراقي، عبر الاعتراف بتنظيمه الجديد. وعزل القيادات السابقة التي وصفها ب"المسؤولة عن الكوارث التي لحقت بالحزب وبالعراق"، وادانة"تخاذلها القيادات السابقة وهروبها من ساحة الجهاد ضد الاحتلال والالتزام بتوجيهات القيادة الجديدة في المقاومة بالتعاون مع الفصائل الاسلامية المجاهدة". وينتهي التعهد بالقسم بالوفاء للحزب ومبادئه و"التضحية في سبيل العراق وشعبه". ويلي التعهد تفصيل للمعلومات العامة التي يجب ان يدلي بها"الراغب في الانضمام الى صفوف البعث الجديد"وهي"الاسم وتاريخ الميلاد والمهنة الحالية والعمل السابق والعنوان ووسيلة الاتصال الممكنة"ومقدار الاشتراك او الدعم المالي الذي يمكن تقديمه، ثم استفسارات حزبية عن آخر درجة حزبية تولاها الراغب في الانتماء وآخر تنظيم عمل فيه، واسم آخر مسؤول حزبي وتاريخ انقطاعه عن الحزب وأسباب ذلك. ويقول احد البعثيين السابقين من الساعين لتكريس التنظيم الجديد ل"الحياة"ان"البعث موجود على أرض الواقع في العراق"، وان"البعثيين الذين نسبت اليهم أعمال اجرامية وارهابية عازمون على تشكيل حزبهم من جديد لخدمة العراق ولبيان رؤيتهم الجديدة لمستقبله في الحرية والازدهار". ويضيف مفضلاً الاشارة الى هويته ب"ابو خالد"ان الحزب الجديد عازم على"خدمة كل العراقيين وليس مجموعة من الافراد الذين تسلقوا سلم السلطة، عبر درجاتهم الحزبية وتسلطوا على الشعب واساؤوا الى عقيدة البعث". واوضح ان حزبه"يعمل منذ الاشهر الاولى للاحتلال لإعادة تنظيم الصفوف، عبر تقويم تجربته الماضية وسلوك المسيئين فيها". وأكد ان"البعث الجديد وضع يداً بيد مع المجاهدين لتحرير العراق والطرفان لا يملكان أي صلة ببعث صدام". ولفت الى ان"قيادات البعث المحسوبة على أزلام صدام، كلها هربت خارج العراق، وهي تروج زوراً لعمليات تقودها ضد الاحتلال لكنها لم تنفذ سوى عمليات انتقامية للعودة إلى السلطة او هكذا تظن". مؤكداً ان"العمليات التي قادها بعثيو صدام انحسرت، بعدما القي القبض عليه وعلى اخيه سبعاوي". وزاد ان"التنظيم الجديد يضم في صفوفه بعثيين مناضلين، انفصلوا عن الحزب ابان حكم صدام، وآخرين اجبرتهم الحياة على العمل تحت إمرته، وكانوا معارضين له سراً". وزاد ان"الحزب عازم على اعادة هيكلة ذاته وآلية عمله، كما كان قبيل ثورة 17 تموز يوليو عندما تسلم صدام حسين مقاليد الحكم". وقال انه"يتلقى دعماً محلياً الاحزاب السياسية التي تفرق بين البعثيين والصداميين وآخر اقليمياً ودولياً". وفي اول رد فعل رسمي على هذه المنشورات نبهت الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث الى محاولات الحزب اعادة تنظيم صفوفه. ولفتت في بيان الى ان"البعث يحاول العودة عبر مسميات جديدة مثل حزب العودة". على الصعيد ذاته، اكد علي اللامي، العضو البارز في هيئة اجتثاث البعث في تصريحات ان الهيئة قدمت مشروع قانون جديد الى البرلمان لحل مشكلة الحزب من خلال"التعامل مع البعثيين وفق الصياغات الوطنية، وتحت حماية القانون لاعادة دمجهم". الى ذلك، اكد احد القياديين السابقين في الحزب يعيش خارج العراق رفض الاشارة الى اسمه ل"الحياة"عدم صحة ما يقال عن"عودة البعث الى العمل السياسي العلني"، لافتاً الى ان"حزب العودة"هو جزء من المؤامرة الاميركية ضد البعثيين.