تفاعلت قضية عزل"المجمع المقدس"في الكنيسة الارثوذكسية في القدس للبطريرك ارينيوس الاول بسبب تورطه في تسريب عقارات مملوكة للكنيسة، اذ تسلمت الحكومة الاردنية من أعضاء في المجمع رسالة تخطرها بقرار اقالة البطريرك على أن يلتقي وزير الداخلية عوني برفاس الاسبوع الجاري وفداً عن المجمع سيطالبه كما يبدو باعتراف الحكومة الاردنية بتشكيل اللجنة الثلاثية لادارة شؤون البطريركية، ما يعني عملياً موافقة الحكومة على عزل البطريرك رسمياً، علماً ان قانون 27 للعام 1958 يخول الحكومة المصادقة على قرار اعضاء المجمع المقدس بانتخاب بطريرك جديد أو تنحيته. من جهته، قال الوزير الفلسطيني حاتم عبدالقادر ان هناك تنسيقاً بين الحكومتين الفلسطينية والاردنية في شأن قرار مشترك بسحب الاعتراف بالبطريرك والاعداد لانتخاب بطريرك جديد. واضاف ان التحقيق الذي أجرته لجنة فلسطينية خاصة أثبت تورط البطريرك في تسريب عقارات تابعة للكنيسة الى جهات اسرائيلية"ما يحتم العمل الفوري على تنحيته". وقالت مصادر فلسطينية ان الوكالة القانونية التي حصل عليها الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة اول من امس من البطريرك ارينيوس تمنح المحامين الذين عينتهم السلطة الفلسطينية مباشرة العمل لالغاء الصفقة المعروفة ب"صفقة باب الخليل"وصفقات أخرى. ويعتمد المحامون في معركتهم القضائية على"ثغرات قانونية"في الوكالة التي منحها البطريرك للمسؤول المالي الهارب باباديمس لابرام الصفقة، أهمها عدم موافقة المجمع المقدس عليها ما يتنافى والقانون الاردني الرقم 27 للعام 1958. الى ذلك، نقلت مصادر في البطريركية عن ارينيوس واحد القريبين منه، محاولتهما تهريب مستندات وأموال طائلة من خزينة البطريركية وان انتباه أحد رجال الدين احبط المحاولة. وقالت ان المستندات تتعلق بصفقة"باب الخليل". وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان توتراً شديداً ساد محيط البطريركية مع شيوع نبأ محاولة التهريب، وان سلطات الاحتلال التي اعادت ارينيوس الى مقر البطريركية بالقوة قبل يومين، انتشرت بقوات كبيرة داخل البلدة القديمة وفي محيط الكنيسة. وفي كفركنا في منطقة الناصرة، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية فلسطينيين حاولا منع الكاهن جبرائيل نداف الناطق بلسان الكنيسة الذي عينه البطريرك من دخول الكنيسة، فاستنجد بالشرطة التي اقتحمت الكنيسة لتعتقل شخصيتين من القرية وتتسبب في حال من الفوضى في محيط الكنيسة. الى ذلك، اطلق الناطق باسم البطريركية في القدس أريستاركوس تصريحاً اشتم منه محاولة لاسترضاء اسرائيل التي تقف الى جانب البطريرك المعزول، ونفى ان يكون دافع قرار المجمع المقدس عزل البطريرك"بيعه اراض الى يهود"انما عزاه الى"سوء ادارته ونقص الشفافية والخداع"، مضيفاً ان البطريركية لا تعارض التخلي عن اراض وممتلكات ليهود او عرب او غيرهم"لكن يجب ان يتم ذلك بشكل مقبول لنتمكن من الاستمرار في العيش هنا". وقال ان أياً من اعضاء الكنيسة لم ير عقد البيع باب الخليل وكل الاجراءات ستتخذ لالغائه. وأعرب الناطق عن معارضته تعيين عربي بطريركا جديدا، وقال:"اعتقد بأن الغالبية من الارثوذكس ستوافق على بطريرك يوناني. لدينا اسباب تجعلنا نريد بطريركاً يونانياً ووجوداً يونانياً هنا".