كشفت المحكمة العليا الافغانية اتصالات اجرتها عناصر تنتمي الى حركة"طالبان"واضطرت الى مغادرة البلاد في اعقاب الغزو الاميركي نهاية عام 2001، مع مسؤوليها سعياً الى عقد مصالحة تسمح بعودتهم. وزار وفد من زعماء عشائر ولاية باكتيا الجنوبية السفير الاميركي زلماي خليل زاده من اجل البحث في هذه المسألة. وقال رئيس الوفد وحاكم ولاية باكتيا اسد الله وفا ان المحادثات مع السفير الاميركي هدفت الى"الحصول على ضمانات بأن عودة مقاتلي طالبان لا تمثل مشكلة بالنسبة الى الاميركيين". من جهتها، اكدت مصادر حكومية وجود محادثات فعلية لتحقيق المصالحة المنشودة وتحديد اسسها بالنسبة الى علاقة العائدين بالشؤون الداخلية في البلاد، وكررت قولها ان"الطالبانيين"الذين لم تلطخ ايديهم بالدم ولا يرتبطون بعلاقة بتنظيم"القاعدة"، يمكن ان يعودوا الى بيوتهم ويستعيدوا حياتهم الطبيعية. الا ان عبد اللطيف حكيمي، احد الناطقين باسم الحركة، نفى رغبتها في مصالحة وطنية مع الحكومة، وقال:"لا تشير كلمة طالبان الى شخص او مجموعة بل الى عقيدة اسلامية ستقاتل الغزاة حتى النهاية". وأوضح ان اعضاء الحركة النافذين اتخذوا قرار عدم اجراء مصالحة مع الاميركيين، ولم يغادروا البلاد. اطلاق معتقلين على صعيد آخر، افرجت القوات الاميركية امس عن 18 افغانياً كانوا معتقلين في قاعدة بغرام العسكرية شمال كابول، وسلمتهم الى السلطات المحلية التي اعلنت ان المفاوضات ستتواصل لاطلاق سراح مئات السجناء الآخرين في الداخل والخارج. واستقبل رئيس المحكمة فضل هادي شنواري المعتقلين الذين اسروا بعد الغزو الاميركي لافغانستان نهاية عام 2001 بعدما وصلوا الى كابول على متن حافلتين استاجرتهما المحكمة العليا، وقال مستشهداً بالموروث الاسلامي:"لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم"، قبل ان يستقل المعتقلون الحافلتين مجدداً ويتوجهوا الى وجهة لم يعلن عنها. من جهته، اعلن خالد أحمد الناطق باسم الرئيس حميد كارزاي ان قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، استجابت لطلب الحكومة في اطلاق سراح السجناء في مناسبة عيد الاضحى المبارك. اما حكيمي الناطق باسم"طالبان"فصرح بأن جميع السجناء قيد الاعتقال الاميركي سواء داخل أفغانستان ام خارجها ابرياء، وقال:"لا ينتمي هؤلاء الى الحركة، وهم يعذبون بالتالي بلا جدوى". ويتواجد نحو 81 مركز احتجاز اميركياً في مختلف انحاء افغانستان حالياً، ويعتقل فيها اكثر من 400 سجين، اتهمت منظمة"هيومان رايتس ووتش"المعنية بحقوق الانسان القوات الاميركية مرات عدة بإساءة معاملتهم،"ما اسفر عن سبعة سجناء على الاقل تحت ضغط التعذيب". وقال عبد المنان، احد المفرج عنهم:"لدي ذكريات سيئة للغاية عن اجراءات التعذيب التي خضعنا لها في مرحلة الاستجواب، لكن الامور سرت على نحو لا بأس به بعد انتهائه".