سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حملة اعتقالات في لندن تكللها باكستان بتوفيرها معلومات للقبض على ناشط في "القاعدة". مخاوف لدى مجلس العموم البريطاني من مبالغة في تطبيق قانون مكافحة الارهاب
تستعد الشرطة البريطانية لاستجواب 12 من 13شخصاً اعتقلوا خلال عملية نفذتها قواتها ليل الثلثاء - الاربعاء في شمال لندن ومدن هيرتفوردشير ولوتون وبلاكبيرن الواقعة وسط وشمال غرب البلاد. وخضعت الاعتقالات لقانون مكافحة الارهاب استناداً الى معلومات استخباراتية صدرت من جهاز "ام اي 5". وافرجت الشرطة امس، عن معتقل كان اوقف في مدينة ويليسدن شمال لندن من دون توجيه اي تهم ضده. وفي وقت اعلنت الشرطة ان حملة الاعتقالات غير مرتبطة مباشرة بتلك التي أجريت في باكستان، صرح مسؤول في الاستخبارات الباكستانية رفض كشف هويته ان اجهزة الامن المحلية زودت السلطات البريطانية معلومات ادت الى اعتقال ناشط كبير مزعوم في "القاعدة" يدعى ابو عيسى الهندي. قانون مكافحة الارهاب من جهته، استغرب رئيس المجلس الاسلامي لحقوق الانسان في بريطانيا مسعود شهد جارح توقيت حملة الدهم والاعتقالات، غداة رفع حال التأهب الامني وعشية اصدار لجنة حقوق الانسان في مجلس العموم البريطاني تقريراً انتقد قانون مكافحة الارهاب. واعتبرت اللجنة امس، ان "دلائل عدة كشفت استخدام السلطات الممنوحة في القانون، وفي مقدمها احتجاز الاجانب لاجل غير مسمى لمجرد الاشتباه في تورطهم في الارهاب، من اجل استهداف الجالية المسلمة في البلاد". واضافت اللجنة: "اذا استمر تهديد الارهاب الدولي فترة طويلة في المستقبل المنظور، فلا بد من ايجاد طريقة بديلة للتعامل مع ذلك التهديد من دون التنصل لفترة غير محددة من التزامات مهمة تتعلق بحقوق الانسان". وبدوره، وصف ياسين رحمن عضو مجلس المساجد في لوتون المعتقلين الجدد ب"الضحايا". وذكر بأن حملة الاعتقالات الاخيرة التي حصلت في آذار مارس الماضي لم تثمر عن اي ادانة. وبالعودة الى المعتقلين، أوضحت الشرطة انهم في العقدين الثاني والثالث من العمر، وهم مشبوهون بمشاركتهم او اعدادهم او تحريضهم على القيام باعمال ارهابية، على رغم انه لم يعثر معهم على اي معدات او مواد محظورة. ولم تستبعد انضمام آخرين اليهم في الايام القليلة التالية، "انطلاقاً من مواصلة دهم بعض الاماكن السكنية". واللافت ان شهوداً افادوا ان معتقلين اثنين من ال13 اوقفا تحت تهديد السلاح في شارع عام في بلاكبيرن حيث كانا يستقلان سيارة "مرسيدس" ذهبية اللون. ونقل عن الشرطة ايضاً ان الموقوفين جميعهم "من اصول آسيوية"، ولم يتأكد عدد حاملي الجنسية البريطانية بينهم. تفتيش مكتب السري ومنزل بكري وشملت حملات الدهم مكتب مدير المرصد الإعلامي الإسلامي المصري ياسر السري الواقع غرب لندن. وأُفيد ان الشرطة أبلغت السري مساء أول من أمس بأنها تملك إذناً قضائياً يسمح لها بتفتيش سيارته، وهو أمر نفّذه ضباط الأمن الذين عثروا على كتب إسلامية، قبل المطالبة بتفتيش مكتبه، الامر الذي استمر 6 ساعات. وعثر رجال الأمن على كتب بعضها عن زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. وقالت مصادر مطلعة ان الشرطة قامت بعملية التفتيش بناء على "بلاغ كاذب". والى ذلك، قال زعيم جماعة "المهاجرون" الإسلامية الشيخ عمر بكري ل"الحياة"، أمس، ان 8 شاحنات للشرطة جاءت الى منزله في لندن، لكنه كان خارجه، حيث أوقف سيارته في الشارع امام اعين الشرطة التي راقبته من بعيد من دون الاقدام على اعتقاله. وقال انه لا يعرف أن أياً من المعتقلين له علاقة ب"المهاجرون". وجاءت حملة الاعتقالات في ظل تعرض رئيس الوزراء توني بلير لضغوط كبيرة من اجل رفع سقف التأهب الامني في مواجهة التهديدات الارهابية، على غرار ما فعلت السلطات الاميركية اخيراً في نيويورك. واكدت وزارة الداخلية عدم وجود تهديد محدد، "لكننا نبقي على مستوى عالٍ للتأهب في البلاد".