سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكد أمام جمعية الاصدقاء العماليين لاسرائيل ان تنفيذ "خريطة الطريق" سيكون عسيراً من دون توفير الامن . بلير يتحدث عن مبادرة بريطانية جديدة للبناء على "خطة الفصل" وإنعاش المفاوضات
كشف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تفاصيل ما اسماه مبادرة بريطانية جديدة للبناء على خطة اسرائيل للانسحاب من غزة وانعاش عملية السلام في الشرق الاوسط. واعلن في مقابلة مع صحيفة "جويش كرونيكل" اليهودية في لندن امس ان هذه الجهود برزت خلال محادثاته الاخيرة مع الرئيس جورج بوش وغيره من زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في سي ايلاند في ولاية جورجيا الاميركية. وحرصت المطبوعة اليهودية على القول ان تصريحات بلير اليها جاءت بعد خطاب رئيس القاه في حفلة غداء نظمتها "جمعية الاصدقاء العماليين لاسرائيل" الثلثاء الماضي، وهي جماعة ضغط من حزب العمال الحاكم موالية لاسرائيل كان بلير من بين اعضائها اوائل التسعينات. وقال بلير ان بلاده اخذت زمام المبادرة في حض قمة الدول الثماني على ضرورة معالجة قضية السلام في الشرق الاوسط. واشار الى ان "الزعماء العرب يصرّون على نحو غير معلن بأنه اذا كان هناك تحرك اسرائيلي حقيقي يؤدي الى الانسحاب من غزة ويتضمن تفكيك المستوطنات، فإن ذلك يوفر فعلاً فرصة" جيدة، وذلك رغم الفتور العربي المعلن تجاه خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة. ورفض النظر الى الانسحاب من غزة على انه بمثابة "تسوية على اساس الامر الواقع" لكن كبداية لعملية تؤدي الى تحقيق السلام. واوضح ان "الموضوع الجوهري هو الامن"، مضيفا ان هناك حاجة الى اثبات انه "مع تقدم عملية الانسحاب من غزة، فانه سيكون بوسع الفلسطينيين فعلاً اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية سليمة وقابلة للحياة". وشدد على "ضرورة توفير التدريب الكافي للعناصر الامنية ووجود نزاهة في العملية وان يكون بوسعنا ان نقول على نحو محدد ان السلطة تستغل افضل جهودها لوقف الارهاب"، مضيفا: "ليس من الواضح في هذه اللحظة ان هذا الامر يتم تحقيقه". ومن المقرر وفقاً للمطبوعة ان يتقدم بلير بالمبادرة البريطانية الجديدة في وقت لاحق من الشهر الجاري خلال اجتماع تعقده اللجنة الرباعية. واشارت الى ان بلير شدد خلال كلمته على ان تحقيق التسوية للمشكلة الفلسطينية يعتبر امراً مهما على نحو خاص لان "الارهابيين" يستغلون على نحو زائف هذا النزاع كوسيلة لتجنيد عناصرهم ونشر "الاكاذيب" عن اسرائيل والسياسة الغربية في المنطقة. وعلى رغم اقرار بلير بصعوبة امكان حدوث تحرك في الشرق الاوسط نتيجة للحملة الخاصة بانتخابات الرئاسة في اميركا في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، الا انه قال: "اعتقد ان هناك احتمالاً لحدوث تحرك قبل هذا الموعد، واعتقد ان اللجنة الرباعية ستعقد هذا الاجتماع المهم قبل نهاية الشهر الجاري". واضاف: "لقد تحدثت مع بوش عن هذا الموضوع بالتفصيل خلال قمة دول الثماني في سي ايلاند وابلغته بالاهمية التي اعلقها على ذلك ووافقني في هذا الامر". وانتقد بلير هؤلاء الناس في العالم العربي وفي المجتمع الدولي الذين شكّوا بخطة شارون بالانسحاب من غزة، موضحاً ايضاً ان رد الفعل كان عدائياً. وشدد على اهمية تنفيذ خطة شارون، وقال: "ارجو ان يتمسك بها لانني اعتقد انها بمثابة اختيار مطلق بالنسبة الى المجتمع الدولي ككل". وذكر ان "هذه خطة جريئة وأظل أقول للناس انه قدم مقترحاته وانه يتعين علينا العمل على اساس ان الاسرائيليين سينفذون هذه الخطة". وتابع: "اذا ما نفذوا ذلك فاعتقد ان هناك فرصة سانحة امام اللجنة الرباعية لمساعدة الفلسطينيين على ان يقيموا في غزة والمناطق الاخرى من الضفة التي سيسيطرون عليها بالكامل بداية دولة فلسطينية قابلة للحياة". وذكر بلير "ان المفتاح هو العمل معهم في الجانب الامني، والى ان يتوفر الامن على نحو سليم فانه سيكون عسيراً جداً تنفيذ عملية خريطة الطريق". وتوقع ان ترسم المجموعة الرباعية سلسلة من الخطط لكل من المناطق الرئيسية، وكذلك وضع خطوات محددة بالنسبة الى الامن والسياسة والجوانب الاقتصادية التي ينبغي وضعها في الاعتبار ومراقبة التقدم الذي يتحقق وتنفيذ كل هذه الامور". ويقول معلقون انه ليس واضحاً ماهية هذه المبادرة البريطانية التي لم تأت بجديد عن الاهمية التي يوليها بلير لموضوع الامن.