بدأ لاعبو المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في التساقط واحداً تلو الآخر، وافتقدت الميادين لاعبين بارزين في المنتخب، بعد أن داهمتهم الإصابات وأبعدت آخرين عن البساط الأخضر لفترات بعيدة. وافتقدت "الكتيبة الخضراء" أسماء رنانة في صفوفها أمثال لاعب وسط الهلال نواف التمياط الذي تعاوده الإصابة في ركبته بين حين وآخر، وهو يخضع حالياً لاختبارات طبية في الولاياتالمتحدة، ويبدو أن اللاعب في طريقه إلى هجر الكرة إلى الأبد في حال عجز الأطباء عن إعادته إلى الملعب من جديد. وإلى جانب التمياط، افتقدت صفوف المنتخب السعودي خدمات زميله محمد الشلهوب الذي لحقت به إصابة في ركبته اليسرى أخيراً أثناء لقاء فريقه الهلال والشرطة العراقي في بطولة الأندية الآسيوية. وكان الشلهوب للتوّ عائداً إلى الملاعب بعد أن أبعدته الأصابة أكثر من خمسين يوماً. ولم تقتصر قائمة المصابين على ما سبق بل احتوت على الكثير من اللاعبين، ومن بينهم مدافع الاتحاد رضا تكر وزميلاه في الفريق صالح الصقري ومبروك زايد ولاعبا وسط الهلال عمر الغامدي وخالد عزيز والمهاجم الأهلاوي طلال المشعل وزميله إبراهيم سويد وآخرون. ومع مرور أي مباراة للمنتخب السعودي تسمع عن إصابة لاعب بعد عودته إلى ناديه ويبقى فترة طويلة قبل أن يُشفى من الإصابة. ومن جانبه، أعرب الجمهور السعودي عن تخوفه الشديد من المرحلة التي يمر بها منتخبهم ولاسيما أن استحقاقات مهمة تنتظره في الأيام المقبلة يأتي في مقدمتها التأهل إلى مونديال العالم 2006 في ألمانيا. ويطرح الجمهور نفسه سؤالاً عريضاً: لماذا لاعبو المنتخب عرضة للإصابات بشكل كبير أكثر من غيرهم؟ الإجابة لدى المختصين في الوسط الرياضي إذ اتفق الأطباء على أن السبب الرئيسي وراء حدوث الإصابات للاعبي المنتخب هو الإرهاق الناتج من ضغط المباريات وكثرة المشاركة بصورة غير منتظمة. وأيد رأي الأطباء مختصو علم اللياقة البدنية الذين أكدوا أن اللاعب السعودي لا يتحمل لعب الكثير من المباريات وأشاروا إلى أن اللاعب الذي يخوض مباريات عدة ومكثفة لابد أن يتوقف في محطة الإصابة يوماً ما. ومن جهته، أبدى المشرف العام على المنتخب السعودي الأول الأمير تركي بن خالد في وقت سابق تذمره الشديد من الإرهاق الذي يتعرض له لاعبو المنتخب مع أنديتهم ولا سيما الأندية المشاركة خارجياً وهي الاتحاد والهلال والأهلي. وحمّل المسؤولون في "الأخضر" مديري الأندية مسؤولية الإرهاق الذي يتعرض له لاعبو المنتخب، واستغربوا عدم منح اللاعبين الدوليين راحة والإصرار على مشاركتهم في المباريات كافة. في المقابل أوضح مديرو الأندية أن "المسؤولية في حدوث الإرهاق للاعبين الذي تنتج عنه الإصابات يقع على عاتق الجميع في المنتخب والنادي إلى جانب اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم لعدم وضعها جدول الدوري كما يجب ووجود ضغط كبير في المباريات". وترى اللجنة الفنية أنها ليست السبب في إرهاق اللاعبين وتشير إلى عوامل عدة تسببت في الضغط، من أهمها الاتحاد العربي لكرة القدم لعدم وضعه روزنامة محددة في دوري أبطال العرب. وكل يرمي التهمة على الآخر ويبقي الضحية في النهاية اللاعب. ويخشى الجمهور أن يفتقد خدمات المزيد من اللاعبين بسبب الإصابة. يذكر أن الإرهاق ليس مقتصراً على لاعبي المنتخب السعودي الأول بل إن لاعبي المنتخب الأولمبي تعرضوا لإرهاق شديد نتجت عنه إصابة لاعبين عدة، منهم المهاجم الشبابي ناجي مجرشي وزميله عبد الله الدوسري ومهاجم الوحدة عيسى المحياني والقائمة تطول. ووسط هذه المعضلة يأمل الجمهور بأن تتم معالجة الوضع قبل فوات الأوان.