بعد أشهر من التحضير والتصوير في دول عربية عدة، تنطلق مساء غد الأحد الثامنة والنصف، أولى حلقات برنامج "سوبرستار" الذي يعتبر أضخم انتاج تلفزيوني عربي لعام 2003 وسيبثه تلفزيون "المستقبل" مباشرة على شاشتيه الأرضية والفضائية معاً. ست دول عربية زارها فريق البرنامج، وفتح المجال فيها امام عشاق الغناء والطرب والحالمين بالشهرة والطامحين للنجومية. وأينما وُجد الفريق في معظم الدول العربية كانت قاعات التصوير تغص بالمتسابقين من جميع الجنسيات. تمّت عملية التصوير الأولية في لبنان وسورية ودبي والكويت والبحرين ومصر، ضمن خطة مدروسة بدءاً من استقبال طلبات المرشحين واخضاعها للغربلة، ومن ثم اختيارهم للغناء أمام لجنة التحكيم المؤلفة من المؤلف الموسيقي الياس الرحباني والملحن الكويتي عبدالله القعود والسيدة تونيا مرعب، فاختاروا 55 مشتركاً. وسيتنافس على المرتبة الأولى مرشحون من 11 دولة عربية هي: لبنان والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وسورية ومصر والأردن والكويت والبحرين وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر. وستعرض في أول سبع حلقات تغطية شاملة عن المرحلة الأولى واختيار الأصوات الفائزة، مُظهرة مقدمي البرنامج رانيا الكردي فنانة ومقدمة برامج أردنية وأيمن قيسوني ممثل فيديو كليب مصري يحاولان مساعدة المتسابقين على كسب الثقة وازالة التوتر قبل مواجهة اللجنة التحكيمية، وتسليط الضوء على علاقة المتسابق بالغناء. وتتكوّن المرحلة الثانية في خمس حلقات مباشرة على الهواء يشارك في كل منها 11 متسابقاً سيغنون امام المشاهدين الذين سيقومون بالتصويت عبر الهاتف أو الانترنت للمتسابق المفضل لديهم، والمشتركان اللذان ينالان أعلى نسبة تصويت سينتقلان الى الجولة الثانية ويتنافس فيها عشرة مشتركين فقط على المرتبة الأولى بالطريقة نفسها، اما الفائز بلقب "سوبرستار" فسيحظى بعقد مع احدى أكبر شركات الانتاج الموسيقية الرائدة عالمياً، لتسجيل أول ألبوماته الخاصة. ويعتبر تلفزيون "المستقبل" ان برنامج "سوبرستار" ليس تكراراً لأي برنامج فنّي للهواة من نوع "استوديو الفنّ"، إذ انه برنامج يجمع الموسيقى والفن والمشاعر الانسانية ويصور حياة المشتركين قبل النجومية وبعدها، والأهم انه مجال مختلف لاكتشاف المواهب الواعدة في المنطقة العربية وفرصة لمعرفة الذوق الموسيقي للمشاهد العربي الذي سيختار نجمه الغنائي بنفسه هذه المرة. وفي حلقته الأولى يقدم البرنامج حصاد الاختبارات التي قام بها الفريق في جولاته العربية مستعرضاً بعض المواقف التي حصلت مع لجنة التحكيم والمقدمين وحتى المشتركين انفسهم، ويسلط الضوء على جوانب انسانية وفنية لدى البعض، بينما يعلّق على البعض الآخر بطريقة كوميدية أو بسخرية اذا جاز التعبير، خصوصاً على أولئك الذين جاؤوا ليتباروا من دون امتلاكهم اي شروط فنية وصوتية وشكلية وحتى ثقافية وقدموا اغنياتهم بطريقة كوميدية تدفع الى الضحك واعترضوا على قرار لجنة التحكيم عدم قبولهم في حلقات التصفيات التي ستتم في بيروت، فالكل يريد ان يغني ويصير "سوبرستار" ليتابعه الاعلام، والبعض يمتلك ثقة بنفسه وقدراته الصوتية فيرفض او يعترض على قرار اللجنة ويجادل لأنه اشترك ليكون هو ال"سوبرستار" المنشود عند المشاهدين العرب. ومنهم من تقدم الى اللجنة مقلداً مطربه المحبوب صوتاً وشكلاً ناشداً الفوز باللقب متناسياً ان ما هو مطلوب "نجم يتميز بصوت خاص وشخصية مستقلة ناهيك بالحضور والثقافة الغنية". وال"سوبرستار" المنشود لتلفزيون "المستقبل" ليس تقليداً أو نسخة من مطرب آخر، لهذا قد يرى بعض المشتركين قرار لجنة التحكيم قاسياً عليهم فيصابون بخيبة أمل تدفعهم للبكاء خارج قاعة الاختبار. فهناك مشتركة تقدمت ليس لأن صوتها كما تعتقد يشبه صوت المطربة الإماراتية ريم المحمودي أو تقلدها، بل لأنها هي صاحبة الصوت والحضور المتميز وتريد ان تكون "سوبر ستار"، لكن لجنة التحكيم لا ترى فيها الشروط المطلوبة فتجادل أكثر وأكثر، لاقناعها لكن من دون جدوى فتخرج محبطة كأن للجنة التحكيم ثأراً عليها. وأخرى تلعب بصوتها عبر اغنية خفيفة لا تحتاج الى جواب وقرار، ولكنها تحاول ان تبرز قدراتها الصوتية الا ان اللجنة لم تقتنع بأدائها فتعتذر منها فتنهار المشتركة ولا تستطيع التعبير الا بالبكاء خارج القاعة. وهناك في الخارج "يتلقف" مقدما البرنامج اللذان لعبا دور الأم والأب مع الخاسرين بمواساتهم وتطييب خواطرهم وتخفيف آلامهم وكفكفة دموعهم بأقوال وأحاديث اعتبرها البعض تمثيلية يتابعون فصولها بالاتفاق مع لجنة التحكيم. ولم ينج الفائزون من الرعب ومن والسخط على لجنة التحكيم التي لعبت بأعصابهم قبل اصدارها قرار الفوز، فهناك مشترك بدأ يرتجف ازاء صمت اللجنة للحظات بعد التداول وعند اعلامه بقرارها لقاءه في بيروت انهار وافترش الأرض فرحاً. وأكثر ما سيلفت نظر المشاهدين العرب في الحلقة الأولى هو ذاك الطفل "كريم" الذي يمتلك موهبة فذة، إذ يؤلف شعراً غنائياً ويعزف ويغني ويلحن ويرسم، واشترك في الكثير من المناسبات الغنائية فغنى للأرض والمقاومة والشهداء تأليفاً وعزفاً على رغم انه لم يتجاوز الخامسة عشر وقد اعتاد على التفوق في كل الاختبارات التي خاضها ولم يفشل مرة في حياته الا في "سوبرستار" الذي كان يعقد آمالاً عليه فعاد مع عائلته الى بيته خائب الأمل منتظراً فرصة أخرى. ومن خلال الحوارات التي جرت بين لجنة التحكيم والمشتركين نلمس بعضاً من التشدد والتسامح وفق نظرة اللجنة للمشترك ومرونته في تقبل القرار او بكائه الى درجة "العويل".