اطلعت على ما كتبه السيد سالار أحمد في صفحة "تحقيقات" في 18 آب/ أغسطس 2002م تحت عنوان "جردة حساب الجماعات العراقية المعارضة..." ولما ورد اسمي في المقال وجدت من الواجب أن أصحح للأخ كاتب المقال بعض ما ورد، في ما يتعلق بي، وبالجهة الإسلامية التي ذكرها مقترنة بذلك. 1 - ذكر السيد سالار أحمد ان "دار السلام" صحيفة تصدر في لندن، ويترأس تحريرها أسامة التكريتي. والصحيح ان "دار السلام" مجلة اسلامية سياسية يترأس تحريرها اياد السامرائي. 2 - نسب السيد كاتب المقال الجريدة المذكورة، "دار السلام"، الى حزب التحرير الإسلامي، وهذا غير صحيح. فالمجلة المذكورة يصدرها الحزب الإسلامي العراقي، وليس حزب التحرير. وهناك فارق بين الحزبين يميزه كل من يعنيه شأن الحركات والأحزاب. 3 - أشار السيد سالار الى ان حزب التحرير الإسلامي يعتبر امتداداً للاخوان المسلمين. وهذا خلط عجيب. إذ لا علاقة لحزب التحرير بالاخوان المسلمين. فالحزب هذا معروف بأفكاره في الخلافة والنصرة التي لا يتحدث الاخوان المسلمون بها في أدبياتهم، كما أن حزب التحرير أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني، في أوائل الخمسينات، بينما الاخوان المسلمون حركة أسسها الشيخ حسن البنا في أواخر العشرينات. وهناك فوارق جوهرية بين الحركتين. 4 - تحدث السيد سالار عن أن أوساط الإسلام السياسي السني تفتقر الى أحزاب مؤثرة، ثم أورد ذكر حزب التحرير الإسلامي كقوة حزبية في هذا الوسط. وهذا القول كذلك يحتاج الى تصويب، فحزب التحرير الإسلامي حزب سياسي موجود حتى في أوروبا وأميركا والمملكة المتحدة، وموجود في الساحة العراقية منذ الخمسينات. وهو على صدام مع الدول دائماً، نظراً لطبيعة أفكاره وممارساته. كذلك فإن في العراق حركات إسلامية كثيرة، وطيف واسع من الجماعات كنتاج للصحوة الإسلامية في العراق، وبسبب سياسة الحكم القائمة على حكم الحزب الواحد وقمع الآخرين. ولعل الحرية النسبية التي يتمتع بها الكرد في الشمال العراقي يعطي تصوراً لما يمكن ان يكون عليه شأن الداخل لو أتيحت للناس الحرية. إذ أن الحركة الإسلامية المتمثلة بالاتحاد الإسلامي الكردستاني، والحركات الإسلامية الأخرى في المنطقة، تمثل رقماً صعباً في الساحة الكردية، ومن غير الممكن تجاوزها. بل انها القوة الثانية، بعد قوة السيد الطالباني والسيد البارزاني في مناطقهما. لذا فليس من المبالغة أن نؤكد ان الحركة الإسلامية، في سائر العراق، تمثل القوة الثانية بعد قوة السلطة بكل تأكيد، إلا ان غياب الحرية يحول دون ظهور ذلك. ولعل السيد سالار يريد بافتقار الأحزاب الى التأثير الواقع الذي يحيط بهذه الأحزاب والتوجهات. فالنظام في الداخل يقمع الحركات، والحركات في الخارج تستمد قوتها من مصادر لا تمثل ذاتيتها، وهي معروفة للجميع. لندن - الدكتور أسامة التكريتي رئيس الحزب الإسلامي العراقي