سيول، بكين - أ ف ب، رويترز- اتهم قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية بيونغ يانغ أمس، بأنها تسببت في المعركة البحرية بين الكوريتين التي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الجانبين أول من أمس. وحذّر من "النتائج الخطيرة" التي يمكن أن تنجم عن هذا الحادث. وفي المقابل، أعربت الصين عن قلقها إزاء الحادث، وحضت الجانبين الكوريين على بذل جهود للحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. دعا الجنرال ليون لا بورت الذي يتولى قيادة فرقة من 37 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية، الشطر الشمالي الى الاستجابة لطلب قوات مراقبة الهدنة مناقشة الوضع بين الشطرين لنزع فتيل الانفجار. وجاء في بيان أصدره لا بورت غداة المعركة بين الكوريتين في البحر الاصفر: "هذا الاستفزاز من كوريا الشمالية يمثل انتهاكًا لاتفاق الهدنة ويمكن أن يتسبب في نتائج خطيرة على مختلف المستويات". وكانت كوريا الجنوبية أعلنت أن سفنًا كورية شمالية انتهكت حدودهما البحرية المتنازع عليها وأطلقت النار على زوارقها. وفي الوقت نفسه، اتهمت كوريا الشماليةسيول ب"الاستفزاز الخطير". وأدى الحادث وهو الاخطر منذ ثلاث سنوات الى سقوط أربعة قتلى و19 جريحًا في الجانب الكوري الجنوبي، كما غرق زورق دورية جنوبي خلال تبادل الرمايات مع السفن الحربية الكورية الشمالية. كما أدى الحادث الى قتل أو جرح ثلاثين بحارًا كوريًا شماليًا، بحسب قائد عسكري جنوبي. تحذير اميركي وقال الجنرال أهن كي سيوك في هيئة الاركان العامة في سيول إن "قائد تشكيلنا أعلن أنه رأى مئات القذائف تطلق من سفينة دورية كورية شمالية وأن معظم البحارة الكوريين الشماليين الذين يتولون إطلاق المدافع على متن السفينة قتلوا". وأعلن للصحافيين أن "مدافع 70 مم و40 مم المركزة على متن السفن الدورية التابعة لنا دقيقة جدًا لانها تعمل بمساعدة كومبيوتر. وبالتالي، فإننا نعتقد أن عدد الضحايا في الجانب الشمالي يتجاوز الثلاثين" رجلاً. وكانت الكوريتان وقعتا اتفاقًا للهدنة عام 1953 لانهاء الحرب الكورية ولم يتوصل الى أي اتفاق للسلام في هذه المنطقة حيث تستمر الحرب الباردة. وحض الجنرال لا بورت بيونغ يانغ على خفض التوتر من طريق المفاوضات مشددًا على أن "من الضروري أن نعمل معًا لنزع فتيل الازمة وخفض التوتر". ودعا المسؤول العسكري الاميركي كوريا الشمالية أيضًا الى الاستجابة لدعوة التفاوض عند قرية بانمونجون نقطة اللقاء الوحيدة في المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف البيان أن قيادة قوات الاممالمتحدة التى تتولاها الولاياتالمتحدة والتى تشرف على هدنة 1953، دعت إلى لقاء بين الشطرين لكن بيونغ يانغ لم ترد بعد. وطالبت كوريا الجنوبية باعتذار شمالي عما وصفته بالاستفزازات. وحافظت القوات الكورية الجنوبية أمس، على حال التأهب القصوى التى كانت أعلنتها بعد المعركة البحرية. إلا أن الاوضاع المتوترة لم تمنع الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ من التوجه الى اليابان لحضور المباراة النهائية في مونديال 2002 بين البرازيل وألمانيا. الموقف الصيني وفي بكين، قالت وكالة انباء "شينخوا" الرسمية ان الصين اعربت عن قلقها بشأن المعركة البحرية بين الكوريتين التي القت بظلالها على جهود المصالحة في شبه الجزيرة الكورية. واضافت "شينخوا" ان الصين التي تربطها علاقات سياسية وثيقة مع كوريا الشمالية الشيوعية ولكن لها علاقات اقتصادية مزدهرة مع كوريا الجنوبية، حضت الجانبين على بذل جهود للحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت الوكالة عن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قوله ان "الصين قلقة بشأن تبادل اطلاق النار" بين الكوريتين خصوصاً وان "الوضع في شبه الجزيرة الكورية بشكل عام كان يتجه نحو تخفيف التوتر وبدأ الجانبان الشمالي والجنوبي في اتخاذ اجراءات لتحسين علاقاتهم". واضاف الناطق ان الصين "تأمل بان تبذل الاطراف المعنية جهودا لصيانة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".