رفض مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي يعتبر اعلى سلطة قرار في ايران المحادثات مع الولاياتالمتحدة. وقال خامنئي لدى استقباله عدداً من المسؤولين الايرانيين بينهم الرئيس خاتمي لمناسبة الاحتفال برأس السنة الفارسية 21 آذار/مارس ان "التهديدات الاميركية ضدنا غير مقبولة ولن تكون هناك محادثات مع الولاياتالمتحدة". حمل المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي على سياسة البيت الأبيض في تهديد ايران. وأكد ان الجمهورية الإسلامية ستدافع بكل قوة عن نفسها إذا ما نفذت واشنطن تهديداتها. ورأى خامنئي ان المفاوضات مع واشنطن لا تحل اي مشكلة ولا معنى لها لأن الإدارة الأميركية تعارض اصل النظام الإسلامي. وأوضح: "لا يمكن القول إن ايران ستتعرض حتماً لهجوم، لكن التهديدات جدية وسندافع بكل قوانا وسنرد بالمثل على اي اعتداء، على رغم اننا لا نرحب بالحرب، ونعمل للابتعاد عنها". وجاء موقف المرشد بعد يوم على اعلان الحكومة بلسان الناطق باسمها عبدالله رمضان زاده عدم ممانعتها للحوار بين برلمانيين ايرانيين واميركيين، رداً على دعوة للحوار اطلقها السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي. ودعا خاتمي ساسة البيت الأبيض الى "عدم الوقوع في اوهام بإمكان وجود اشخاص في ايران سيستسلمون للولايات المتحدة عبر لغة التهديد. ومن جهته، حذر خاتمي واشنطن من التعرض لإيران وقال: "إن الثبات والأمن والاستقرار في المنطقة مرتبط بثبات ايران وأمنها واستقرارها". ووصف خاتمي السياسة الأميركية بأنها "خاطئة وتقود العالم نحو حرب رهيبة". وحرص الرئيس الإيراني على تأكيد وحدة الإيرانيين في مواجهة التهديدات على رغم وجود اختلافات في الرؤى بينهم وقال: "ليكن واضحاً انهوفي موضوع الدفاع عن اصل النظام والثورة ليس هناك اي اختلاف في ايران". ويقطع موقف المرشد الطريق امام الاصلاحيين الساعين الى احداث اختراق على الصعيد البرلماني مع الولاياتالمتحدة، على رغم ان التيار الاصلاحي لا يرى ان الوقت مناسب حالياً لطرح موضوع اعادة العلاقات السياسية المقطوعة بين طهرانوواشنطن. ولوحظ بعد الموقف الجديد للمرشد ان الخارجية الايرانية اتخذت موقفاً آخر تجاه دعوة الحوار التي اطلقها السيناتور بيدن. وقال الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي: "من الافضل للسيد بيدن ان يبدي رأيه اولاً في السياسات العدائية للادارة والكونغرس الاميركي ضد ايران". وأضاف: "ان هذا الاقتراح ليس جديداً، وان واشنطن تقدمت بمثله في السابق". وأكد ان هناك اجماعاً داخلياً لدى القوى والمجموعات السياسية كافة للحفاظ على النظام وأركانه ومصالحه. احتجاج ايراني من جهة أخرى، احتجت الخارجية الايرانية لدى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على "التهديدات التي وجهتها وزارة الدفاع الاميركية تحت عنوان اعادة النظر في وضع الاسلحة النووية". واعتبر وزير الخارجية كمال خرازي في رسالة بعثها الى انان ان هذا النهج الاميركي "مؤشر على توجه جديد لدى واشنطن لاستخدام هذه الاسلحة". وأضاف: "في وقت يعتبر تقرير البنتاغون حول الهجوم النووي الاميركي سرياً، فإن تصريحات قادة البيت الابيض مؤشر على البرنامج الجديد لواشنطن في انتاج الاسلحة النووية الجديدة لمواجهة الدول الاخرى سواء التي تمتلك مثل تلك الاسلحة او التي لا تمتلكها". ونقل آصفي عن خرازي دعوته "العالم الى الاهتمام الجدي في مواجهة هذه التهديدات التي تشكل عودة واضحة الى عهد سباق التسلح".