لم تمضِ ايام معدودة على انطلاق دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سولت لايك سيتي الاميركية والتي تستمر حتى 24 الجاري حتى ظهرت الى العلن الاشكالات بين الرياضيين المشاركين ورجال الامن الملتزمين باعتماد اجراءات تفتيش دقيقة ومراقبة شديدة تشمل ادنى التفاصيل. واعترضت المتزلجة الروسية لاريسا لازوتينا مباشرة لدى مسؤول جهاز الامن في موقع منافسات سباق 15 كيلومتراً، والتي غنمت الميدالية الفضية فيه، على معاملتها السيئة من قبل احد العناصر، الذي بادر الى انتزاع زجاجة ماء منها كانت تشربها في انتظار الدخول الى المركز المخصص للمنافسات بحجة رغبته في التأكد من محتواها لجهة عدم احتاوائها مواد يمكن ان تستعمل في عمليات ارهابية. ودقق العنصر الامني في محتوى الزجاجة، ثم تذوق نوعية الشراب فيها، قبل ان يعيدها الى لازوتينا المذهولة، والتي لم تستطع الا ابداء عدم تفهمها لنوعية اجراءات الحماية المعتمدة، وقالت: "يتوجب يومياً على الرياضيين التعامل مع تدابير امنية صارمة تفوق الحد المعقول غالباً، ما يمثل اهانة حقيقية لهم ولدولهم التي يدافعون عن الوانها، علماً ان الاجهزة الامنية تملك المعلومات كافة عن الرياضيين المشاركين من بينهم نجوم معروفين كثيرين". وأشارت لازوتينا الى غياب التنسيق بين مسؤولي الاجهزة الامنية في القرية الاولمبية التي اتخذت مقر جامعة المدينة مقراً لها ونظيرتها في مواقع الالعاب لجهة الاسلوب المعتمد مع الرياضيين، "ما يجعل الآخرين في حيرة كبيرة تزيد حجم الضغوط غير المبررة عليهم. مفاجآت وربما تسبب ذلك بالمفاجآت الكثيرة التي اطلت برأسها في اليوم الثاني من الدورة، بعدما فشل معظم المرشحين في تطويق اعناقهم بالذهب. ومُني النمسوي ستيفان ايبرهارتر، الذي اعتبر انه لا يقهر في سباق الانحدار هذا الموسم، بالخسارة، واكتفى بالمركز الثالث خلف مواطنه فريتس ستروبل، صاحب الذهبية، والنروجي لاس كيوس، صاحب الفضية. وفي مسابقة القفز من مدرج تبلغ مسافته 90 متراً، كانت الانظار مسلطة على المرشحين الابرزين الالماني زفن هانافالد والبولندي ادم ماليتش، الا ان الاول حل ثانياً والثاني ثالثاً، في حين كان الذهب من نصيب السويسري المغمور سيمون امان 20 عاماً، الذي لم يفز باي مسابقة منذ احترافه. وانطبق الامر ذاته على المرشحة لاحراز الذهبية في مسابقة لوح التزلج سنوبورد الفرنسية دوريان فيدال، التي حلت ثانية خلف الاميركية كيلي كلارك التي لم تحقق اي نتيجة لافتة في السابق. اما المركز الثالث فكان من نصيب السويسرية فابيان روتيلير. وحده الفنلندي سامبا لايونن كان مرشحاً في مسابقة الثنائية الشمالية ونجح في انتزاع الذهبية امام مواطنه ياكو تالوس والنمسوي فيليكس غوتفالد. في المقابل، أوضح رئيس جهاز الامن في الدورة جيف ويترسون ان اي عنصر لا يبادر الى التحري مع اي رياضي في حال عدم وجود شكوك مرتبط بشيء محدد يحمله او يرتديه، "من هنا فان اجراء التحقيق مع لازوتينا كان طبيعياً، خصوصاً ان الزجاجة يمكن ان تتضمن انواعاً من المخدرات او مواد سائلة قابلة للاحتراق". واللافت ان ويترسون لم يتجراء على الحديث عن الفترة التي يقضيها الرياضيون للدخول الى مواقع المنافسات، "الا ان ذلك يصب في خانة توفير راحة البال للجميع، علماً ان الفترة الزمنية لتفتيش الرياضيين اقل منها لدى المتفرجين". رقم قياسي ثالث من جهة اخرى، حطمت الالمانية كلاوديا بيشتاين الرقم القياسي العالمي في سباق 3 الآف م مسجلة 70،57،3 دقيقة، اي اقل ب56،1 ثانية من رقمها السابق الذي سجلته في مدينة كالغاري الكندية في آذار مارس الماضي. واللقب هو الاولمبي الثالث لبيشتاين التي تحتفل بعيد ميلادها الثلاثين في 22 الجاري، بعد فوزها بذهبتي سباق 5 آلاف م عامي 1994 في ليليهامر و 1998 في ناغانو. وتحمل بيشتاين ايضاً اربعة القاب عالمية.