عقد المحامي المصري محمد الأمير عطا، والد الشاب محمد عطا، الذي تؤكد السلطات الاميركية أنه قاد إحدى طائرتين صدمتا برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك، مؤتمراً صحافياً في القاهرة أمس، نفى فيه مجدداً ضلوع ابنه في العملية، واتهم اجهزة استخبارات دول أخرى على رأسها اسرائيل بتنفيذها. وأكد أن ابنه تحدث إليه هاتفياً بعد الحادث بيومين، نافياً أن يكون الابن ذهب أصلاً إلى اميركا. وقال إن ابنه لم يغادر مدينة هامبورغ الألمانية حيث كان يدرس. ورصد الاب تناقضات في معلومات صدرت عن مسؤولين ووسائل إعلام اميركية عن الجناة، وسخر من صورة نشرت لابنه في مطار بورتلاند قبل توجهه الى بوسطن مع متهم آخر سعودي هو عبدالعزيز العمري. وقال إن العمري ثبت انه حي يرزق ويعيش في السعودية. وأكد أن الصورة ليست لابنه وإنما لشخص آخر ارتدى قناعاً محاولاً تقليد صورة ابنه. وبعدما سرد سيرة حياة ابنه، قال إن الأخير لم يكن يرغب في السفر الى الخارج، وانه بذل جهداً كبيراً لإقناعه باتمام دراسته للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من المانيا. وأشار إلى ان ابنه عمل في تلك الفترة في شركتين هندستين مصريتين، وانه كان يراسل جامعات غربية ليعرض اتمام دراسته فيها وان جامعة هامبورغ طلبت منه الحضور فسافر الى هناك في نهاية العام 1992، وأقام لدى اسرة المانية كانت تربطها علاقة ود مع عائلة عطا. وأشار الأب الى ان ابنه كان يزور مصر وانه استكمل دراسته في معهد برلين وتخصص في تطوير المدن القديمة، وان المعهد اوفده إلى مدينة اسطنبول التركية حيث أعد دراسة عن تطوير مدينة حلب السورية. ولكونه انجز المهمة بنجاح عهد اليه وضع دراسة لتطوير شارع المعز لدين الله الشهير في مصر، وحضر إلى مصر بالفعل مع مهندسين المانيين وانجزوا الدراسة التي يتم على اساسها حالياً تطوير الشارع. وذكر الاب ان ابنه انهى الدراسة في جامعة هامبورغ في العام 1997 وحصل في ايلول سبتمبر 1999 على درجة الماجستير، وانه حضر الى القاهرة في تشرين الاول اكتوبر 1999 ثم عاد الى المانيا مجدداً ليستكمل دراسته لنيل درجة الدكتوراه. وقال الاب: "ابني لم يسافر ابداً إلا إلى المانياواسطنبول وحلب والسعودية حيث أدى فريضتي الحج والعمرة". وسرد المحامي عطا تفاصيل عن تناقضات في معلومات وردت على لسان مسؤولين ووسائل اعلام اميركية في شأن ابنه، من بينها ما قيل عن أن ابنه ذهب الى بار قبل الحادث بساعات ليحتسي الخمور أو انه كان متديناً متعصباً وما ذكر ايضاً عن العثور على جواز سفر الابن في سيارة ضبطت في مدينة بوسطن. وكشف ان السلطات المصرية ابلغته ان تحرياتها اثبتت ان سيدة يبلغ عمرها الآن 92 عاماً كانت تزوجت من مواطن اماراتي الجنسية وانجبت له ابناً يدعى محمد علي مصطفى عطا كان يقيم في مدينة هامبورغ الالمانية وان أمه كانت ترسل له مبالغ مالية كبيرة حصيلة بيع عقارات تملكها. وقال: "إن ابني يكره اسامة بن لادن منذ ان تم تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد منتصف التسعينات". واتهم الاب مجدداً جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد بالوقوف خلف الهجمات على المنشآت الاميركية وقال: "ان المركز التجاري العالمي يعمل فيه نحو 5 آلاف يهودي تلقوا جميعاً بلاغاً قبل الحادث بعدم الذهاب إلى أعمالهم في المركز، كما أن هناك شركات يهودية باعت أسهم وسندات بمبالغ كبيرة جداً وكأن أصحابها علموا مسبقاً بأن المركز سيتم تدميره. كما أن الشرطة الاميركية القت القبض على خمسة اسرائيليين اثناء قيامهم بالرقص والصياح بشعارات تعبر عن فرحتهم بوقوع تلك الهجمات". وتساءل الآب: "الآن هل فعلها ابن لادن أم ابن غوريون"، مشيراً الى أن موساد له سوابق متطابقة مثل فضيحة لافون في العام 1954 حين اتفق وزير الدفاع الاسرائيلي وقتها مع جهاز الاستخبارات على تكوين جماعة ارهابية نفذت تفجيرات لأهداف أميركية في مصر. وسئل الاب: أين ابنك الآن؟ فأجاب: "لست منجماً. أمامي وقائع وأدلة تؤكد أن ابني كلمني بعد التفجيرات وكان تحت التهديد، وأعتقد بأنه قتل بعدها ليخفي موساد أسرار ما جرى".