كان الشاب المصري محمد عطا "نظيفاً ومتميزاً جداً في دراساته وأبحاثه" خلال فترة اقامته في سورية، بالتالي فإن الأسابيع التي أمضاها في مدينة حلب شمال البلاد في العام 1994 لا تدل أبداً إلى أنه سيكون أحد المتهمين الأساسيين في التفجيرات الارهابية في نيويورك وواشنطن. تفيد المعلومات التي توفرت ل"الحياة" في دمشق ان عطا مواليد 1968 سافر إلى مدينة هامبورغ الالمانية في العام 1992 بعد دراسته هندسة العمارة في إحدى الجامعات المصرية، حيث عمل في قسم الرسم في شركة "بلانوكتور كامباني" الخاصة بتخطيط المدن بالتزامن مع دراسته في الجامعة التقنية في مدينة هامبورغ. ونتيجة تفوقه حصل في العام 1994على منحة من "مؤسسة كارل دويستبرغ" التي تعطي راتباً ومنحة للدراسة للطلاب المتفوقين. وكان البروفسور دايت مارشولي الاستاذ المشرف على دراسته مع زميله الالماني فولكر هاوت، وقد اتفقا مع استاذهما على اجراء دراسة ميدانية عن "مشروع احياء حلب القديمة". وجاء عطا وهاوت في بداية آب اغسطس العام 1994 الى حلب حاملين رسالة من مارشولي موجهة إلى "الجهات الرسمية السورية لتقديم المساعدة الممكنة لهذين الطالبين المتميزين كي يقوما بدراستهما". وتفيد المعلومات ان عطا لم يبق في حلب سوى أسابيع في آب. ثم عاد الى سورية بين 19 و26 كانون الاول ديسمبر العام 1994 وأجرى اتصالات مع خبراء في ترميم آثار حلب القديمة وأعضاء في "لجنة مشروع احياء حلب القديمة"، وقال أحدهم ل"الحياة": "لقد كان نظيفاً وذكياً في اختصاصه". وكانت هاتان المرحلتان الوحيدتان اللتان قضاهما عطا في سورية، وقد توجه بعدئذ إلى القاهرة في بداية العام 1995 ليقوم ببحث آخر عن المدينة القديمة المتعلقة بالقسم الفاطمي من القاهرة، وتفيد المعلومات المتوفرة انه "لم يكن اصولياً" وقتذاك. لكن التغيير بدأ يظهر عليه في بداية العام 1996، حين غاب سنتين أمضاهما في افغانستان ثم عاد الى هامبورغ "مطلقاً لحيته ومركزاً على الأعمال الاجتماعية والخيرية أكثر من تركيزه على دراسته"، الى ان قدم اطروحته عن حلب والقاهرة لينال شهادة ماجستير. وقال أحد المطلعين على ملف عطا: "جاء الى سورية نظيفاً وخرج نظيفاً، لكنه تبدّل في مكان ما في العام 1996".