قتل ضابط في الشرطة المصرية في ظروف غامضة اذ اطلق مجهولون النار عليه من بنادق آلية اثناء محاولته القبض عليهم لقيامهم بتغيير لوحات معدنية لسيارتين في مدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية التي خضعت لاجراءات أمنية مشددة بحثاً عن الجناة. فرضت اجهزة الامن المصرية حصاراً مشددا على محافظة القليوبية شمال العاصمة وفرضت إجراءات صارمة للقبض على مجهولين اغتالوا مساء أول من امس رئيس مباحث مدينة طوخ الرائد ماجد زيدان. واغلقت قوات الأمن الطرق المحيطة بالمدينة وبدأت في سماع شهود الواقعة التي لفها الغموض، وقال شهود إن الجناة كانوا اربعة اشخاص تمكنوا من الفرار في سيارتين بعد ما اطلقوا النار على الضابط فهشموا رأسه وأردوه قتيلاً. وكشفت مصادر أمنية تفاصيل الحادث، وقالت إن القتيل كان تلقى بلاغاً عبر الهاتف عن قيام اربعة اشخاص بتغيير لوحات معدنية لسيارتين يشتبه في أنهما مسروقتان قرب مقر بنك الاسكندرية في المدينة فتوجه على الفور الى المكان. ولحق بالضابط خمسة من أفراد الشرطة. واضافت المصادر أن الضابط شاهد الاشخاص الاربعة وهم يثبتون لوحة معدنية على سيارة من نوع "مرسيدس" في حين كانت سيارة اخرى نوع "هايونداي". وعندما اقترب من الجناة سارعوا بإطلاق النار عليه من بنادق آلية كانت في حوزتهم فأردوه قتيلاً. وسارع الجناة بالفرار بعد ما استقل ثلاثة منهم السيارة الأولى في حين قاد الرابع السيارة الثانية. وأوضحت ان افراد قوة الشرطة لحقوا بالضابط وشاهدوا الجناة وهم يفرون فأطلقوا النار في اتجاه السيارتين وتمكنوا من تعطيل السيارة "الهايونداي" فنزل سائقها واتجه الى داخل المنطقة الزراعية وغاب عن الانظار، في حين انطلقت السيارة الاولى من دون أن يتمكن أحد من اللحاق بها. واثبت خبراء البحث الجنائي وجود 18 طلقة في الهيكل الخارجي للسيارة الثانية. وعثرت اجهزة الامن على عدد من الخطابات في المقعد الخلفي للسيارة دون على اثنين منها اسما شخصين وعنوانيهما وبدأت الشرطة تحريات لمعرفة علاقة الشخصين بالسيارة. لكن شهوداً رووا الحادث بطريقة اخرى إذ ذكروا أن الجناة لم يبادروا بإطلاق النار في اتجاه الضابط وانما استقلوا السيارتين وحاولوا الفرار إلا ان المجني عليه تشبث بإحدى السيارتين وحاول القبض على من فيها فأخرج أحدهم بندقية آلية وصوبها نحوه واطلق منها النار فقتله. وافادت معلومات ان الشخص الذي كان يستقل السيارة الثانية لحق بزملائه في السيارة الاولى، وعلم أن جهود رجال الامن تركز على المقارنة بين الروايتين لبيان ما إذا كان الجناة بيتوا النية لاغتيال الضابط واستدرجوه الى مكان الحادث لتنفيذ العملية ام انهم اضطروا لقتله ليتمكنوا من الفرار دون أن ينالهم عقاب. واوضحت مصادر مطلعة ان الضابط القتيل متزوج من ابنة شقيقة وزير الداخلية السابق اللواء عبد الحليم موسى وله ثلاثة اطفال وكان يعمل رئيساً لمباحث مدينة الخانكة في القليوبية ايضاً قبل نقله قبل شهر واحد الى طوخ. وعلمت "الحياة" ان اجهزة الامن تبحث في كل الخيوط للتوصل الى شخصيات الجناة ومعرفة ما إذا كانوا من تجار المخدرات او اللصوص الخطرين أو لهم دوافع اخرى. لكن مصادر رجحت ان يكونوا من تجار المخدرات نظراً لكثرة نشاطهم في المنطقة وايضا لكون القتيل لا علاقة لعمله بمتابعة أي نشاطات سياسية. وتبين أن الجناة اطلقوا على الضابط 35 رصاصة اصابته بتهشم في الرأس وتهتكات في أنحاء متفرقة بجسده وأنهم استولوا على مسدسه.