قال رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حامد كارزاي إن علاقات أفغانستان مع البلاد العربية "تاريخية وأخوية وتنطلق من أساس كوننا أشقاء مسلمين"، وان ما يطمح إليه هو "إعادة احياء هذه العلاقات، بعدما تعثرت بسبب ما تعرضت له بلادنا في السنوات الأخيرة بفعل ما اقترفته حركة طالبان". وأكد أن ليس هناك أي موقف معادٍ ل"الأفغان العرب" الموجودين في أفغانستان، "ما داموا لم يقترفوا جرماً إرهابياً أو لم يشاركوا في الحرب ضد الشعب الأفغاني"... لكنه توعد الإرهابيين منهم. وأضاف كارزاي في حوار مع "الحياة" ان "من الحيف ربط الإرهاب باسم أفغانستان، فالإرهاب ظاهرة دولية. وما اقترفه الإرهابيون أخيراً يؤكد أن على المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات اللازمة لوقفهم وعقابهم". وأشار إلى أن حكومته "عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب إلى حين تحقيق النتائج المرجوة ووضع حد لما قد يشكله من مخاطر على المجتمع الدولي". وكان المسؤول الأفغاني زار ايطاليا في اليومين الماضيين، وعقد لقاء مع الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه الذي عبر له عن دعمه اياه في توليه رئاسة الحكومة الموقتة. وسألته "الحياة" عن أهم النصائح التي قدمها إليه الملك، فأجاب: "كثيرة وجميعها مهمة ومفيدة". وأضاف ان الملك سيعود إلى بلاده "في أقرب فرصة، وقد أكد لي ذلك. وسيتولى حتماً رئاسة لويا جيرغا الذي نعمل للم شمله بعد ستة شهور من تاريخ تسلم الحكومة الموقتة مهماتها السبت المقبل. وهو سيعود كأفغاني ذي قدر واحترام كبيرين، وسيعود بالتأكيد كملك سابق. وسيحدد هو من خلال لويا جيرغا المهمات التي سيتولاها، إذا كان يرغب في تولي أية مهمات". وعن قوة حفظ السلام الدولية، قال: "هناك مشاورات ونقاشات متواصلة، ويتولى وزير الدفاع الجنرال محمد قاسم فهيم التنسيق في هذا الأمر، واعتقد بأن الأيام الثلاثة التي تفصلنا عن يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر، ستحمل أنباء في هذا الصدد. أما عدد أعضاء القوة فلم يتحدد بعد والحديث جارٍ عن قوة قد يتراوح تعدادها بين 4 آلاف إلى 5 آلاف فرد". وكيف ستدار هذه القوة المتعددة الجنسية، أجاب: "اعتقد بأن هناك ضرورة لقيادة واحدة، وبالتأكيد ستوضع تحت امرة وزير الدفاع الأفغاني". وأشار إلى "مواقف متباينة من وجود القوة وتركيبتها، والحوار مستمر في هذه المواقف". وسُئل عن رأيه في ما قيل عن مطالبة البروفسور عبد رب الرسول سيّاف بتوسيع الحكومة الموقتة لتشمل فصائل أفغانية أخرى، فأجاب: "لقائي مع البروفسور سيّاف كان حميماً ودافئاً وقد استقبلني بحفاوة، ودعاني إلى مأدبة إفطار، وعرض لي مواقفه من تكوين القوة الدولية والبرنامج الزمني لنشرها، وما زلت أتشاور معه في هذا الصدد. أما في ما يتعلق بتوسيع الحكومة الموقتة، فهذا الأمر مرتبط بمتطلبات الوضع في البلاد". إذن ذلك ممكن؟ - لا يمكنني استبعاده، لكنه كما قلت مرتبط بحاجات الشعب الأفغاني ومطالبه، فإذا رأينا حاجة إلى انشاء وزارة جديدة، فلن نتأخر. كيف هي علاقاتكم مع الدول العربية، وكيف ستتعاملون مع "الأفغان العرب" بعد الثاني والعشرين من هذا الشهر؟ - علاقاتنا مع العالم العربي تاريخية ومتينة وأخوية وسنعمل من أجل إعادة احيائها بعد الذي شهدته أفغانستان من انتهاكات من حركة "طالبان". أما من يسمّون ب"الأفغان العرب"، فإنني أقول إن أي شخص، بصرف النظر عن كونه عربياً أم لا، لم يقترف جرماً إرهإبياً ولم يشترك في الحرب ضد أفغانستان، يمكنه البقاء في بلادنا والعيش كأي مواطن. لكن لا رحمة مع من اقترف أعمالاً إرهابية وجرماً بحق الشعب الأفغاني، ويجب أن يحاكم وفق القانون. وفق القانون أم وفق الشريعة؟ - وفق القانون المستند إلى الشريعة. وأؤكد لك أن الشريعة في غاية الحزم والشدة مع المجرمين. ونفى كارزاي معرفته بمكان وجود الملا عمر زعيم حركة "طالبان" وأسامة بن لادن زعيم "القاعدة". وأعرب عن أمله بالقبض عليهما وتقديمهما إلى المحاكمة و"تمكين القضاء من النيل منهما لما اقترفاه ضد البشرية". القضاء الأفغاني أم الأميركي؟ - بن لادن اقترف جريمة ضد الإنسانية، لذا يجب أن تحاكمه محكمة دولية. وعن مشاعره وهو يعود إلى كابول رئيساً في مرحلة مهمة وخطيرة في تاريخ بلاده، قال: "أولاً أنا سعيد بعودة السلام إلى أفغانستان. وأنا متفائل بقدرة الشعب الأفغاني على مواجهة مصيره وأقداره، ولكن ينبغي ألا يقع المجتمع الدولي في الخطأ السابق الذي وقع فيه تجاهنا، عندما تناسى ما يحدث في بلادنا، ووقع ما وقع. على المجتمع الدولي أن يسارع إلى تقديم العون والدعم الضروريين لبناء أفغانستان وإعمارها".