أبدت صحيفة "العربي" المصرية المعارضة الناطقة باسم الحزب الناصري استعدادها نشر بيان للسيدة جيهان السادات يعرض وجهة نظرها في الأزمة التي نشبت بعدما وصفت الصحيفة زوجها الراحل الرئيس أنور السادات ب"الخائن الأعظم"، وأدى ذلك إلى نشوب نزاع قضائي بين الطرفين. وكانت السيدة جيهان وافقت عبر محاميها السيد فريد الديب على قبول وساطة صحيفة مصرية معارضة لتسوية النزاع ودياً وانهاء الخصومة القضائية بين الطرفين عبر "اصدار بيانات تفاهم" يعرض فيها كل منهما موقفه. وقال رئيس تحرير "العربي" السيد عبدالله السناوي ل"الحياة" إن "المبادرة التي تلقينا تفاصيلها شفوياً عبر صحيفة "الاحرار" المعارضة تضمنت أفكاراً ايجابية وأكدت عدم رغبة السيدة جيهان في إغلاق "العربي" أو حبس صحافييها، وعُرض علينا الاعتذار عما نشرناه، لكننا اقترحنا في المقابل فكرة اصدار بيان لتوضيح الموقف". وكانت "العربي" اصدرت عدداً تذكارياً لمناسبة القرن الجديد جاء عنوانه "عبدالناصر بطل قومي والسادات الخائن الأعظم" وتضمن العدد مسيرة الحركة الوطنية المصرية منذ مطلع القرن الماضي حتى نهايته، واعتبرت الصحيفة أن "السادات خان مشروع النهضة الوطنية المصري". وأكد السناوي في رده على مبادرة السيدة جيهان أن "الصحيفة لن تعتذر ونحن لم نتطرق إلى اتهامات بالخيانة بمعناها الجنائي أو الشخصي وإنما بالمفهوم السياسي، فقد تحدثنا عن خيانة وهدم الركائز الأساسية لمشروع النهضة وهذا موقف فكري لا يجوز التنازل عنه بل نحن نطالب بمحاكمة كل العصور سواء عهد جمال عبدالناصر أو أنور السادات، ونحن مستعدون لنشر بيان للسيدة جيهان تعلن فيه ما تشاء من آراء تجاه مواقفنا السياسية". وشدد رئيس التحرير على أن "مبادرة السيدة جيهان ايجابية على رغم خلافنا معها لأن مثل هذه الأمور مجال حسمها ساحة السياسة وليس قاعات القضاء". وقال: "لو سارت الأمور على هذا النحو، اعتقد أنه سينتهي بالتصالح ونحن ننتظر اتصالاً رسمياً بين هيئة الدفاع عن الطرفين لتحديد صيغة التصالح".