رحب رئيس الجمهورية إميل لحود بعودة الرئيس أمين الجميل الى لبنان و"كل لبناني يرغب في الإقامة في وطنه". كلام لحود وزع عقب لقائه أمس الجميل في إطار جولة الأخير على المسؤولين، بعد عودته من غربة قسرية في باريس امتدت 12 سنة. وقالت مصادر قريبة من العهد إن اللقاء كان "إيجابياً". وعلمت "الحياة" أن أوساط الجميل كانت أكدت لقريبين من العهد، ما سبق أن أعلنه هو، أنه لن ينغمس في الانتخابات النيابية وأنه لا ينوي أن يتحول ترشيح نجله بيار سبباً لخصومة مع العهد، وبالتالي فإنه سيتجه الى التعاون مع الدكتور البير مخيبر، ما يعني استبعاد تعاونه مع النائب نسيب لحود. وانتقل الجميل الى ساحة النجمة حيث أقيم له استقبال بروتوكولي. وقال بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري "إن المجلس هو حجر الزاوية في النظام الديموقراطي". وأعرب عن أمله أن يبقى ضماناً للحريات والنظام الديموقراطي والرقيب الأول على الحياة الوطنية القائمة على الحرية والديموقراطية، وداعماً للسيادة اللبنانية". وأضاف "كنت والرئيس بري على الموجة نفسها، سمعت منه كلاماً مشجعاً في شأن المستقبل، وكانت مناسبة لتهنئته بتحرير الجنوب لأنها منطقته، وهنأنا أنفسنا بذلك لأنه أرض عزيزة علينا وعانت ما عانته على مدى 25 عاماً، إذا هي فرحة كبيرة نشارك أهل الجنوب فيها وكل الشعب اللبناني". وأمل "في ضوء الظروف الجديدة التي يعيشها لبنان أن تكون مدخلاً للوفاق الحقيقي ولتثبيت الثوابت اللبنانية ودفع النظام اللبناني الى مزيد من التقدم وتحقيق أماني الشعب اللبناني في مزيد من الحرية والديموقراطية وتثبيت السيادة اللبنانية". وكان لحود اعتبر ان "ما حققه لبنان على صعيد التحرير ما كان ليتم لولا الجيش الوطني ووحدة موقفه مع المقاومة ودعم سورية"، مؤكداً ان "المهمات الملقاة على عاتق الجيش بعد التحرير توازي قيمة التحرير". وقال خلال لقائه قائد الجيش العماد ميشال سليمان على رأس وفد من القيادة العسكرية، في مناسبة عيد الجيش، ان "إلزام اسرائيل الانسحاب من لبنان لا يعني تحقيق السلام العادل والشامل الذي يستوجب منح حق العودة للاجئين الفلسطينين والانسحاب من الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران يونيو 1967". وأوضح ان "اسرائيل كانت سابقاً تهول وتهدد كلما كان الجيش يتجه جنوباً وتشترط الاّ يتم إرسال أكثر من خمسمئة جندي أو ألف وبسلاح خفيف، واذا بها اليوم تطالب بإرسال كل الجيش الى الحدود لتضمن أمنها هي، لا حرصاً على مصالحنا"، مشيراً الى ان "تاريخها في لبنان تاريخ فتن ودسائس بين اللبنانيين وقتل مباشر لهم، كما كان شكل انسحابها الأخير يهدف الى ايقاع الاقتتال، لكن وعي اللبنانيين احبط مخططاتها". وقال ان "لبنان لن يتخذ أي خطوة لحماية اسرائيل أو تأمين راحتها"، منوهاً "بإستتباب السلم الأهلي في المناطق المحررة". واعتبر رئيس الحكومة سليم الحص ان "مصطلح تطبيع العلاقات مع اسرائيل مشوب بالتناقض الضمني"، لافتاً الى "انه يفترض التوصل الى سلام مكتمل المعاني، عادل وشامل وكامل". وقال خلال افتتاحه ندوة "الخطاب العربي ومقومات التطبيع" ان "السلام يقترن بالإستقرار، فإذا لم يتحقق فلا سلام وبالتالي لا متسع لتطبيع العلاقات"، مؤكداً ان "التسوية لن تكون الا في اطار تلازم المسارين والتوصل الى حل عادل للفلسطينيين في لبنان والانسحاب من مزارع شبعا وتحرير المعتقلين اللبنانيين من السجون الاسرائيلية وتعويض لبنان الاضرار والخسائر التي لحقت به من جراء العدوان".