قال مصدر مغربي مطلع ان استدعاء سفير بلاده في الدوحة محمد الدلائي للتشاور رد على "تمادي قطر في معاكسة المصالح الوطنية المغربية". واستدل على ذلك بمواقف اتخدتها قطر في منظمات إقليمية ودولية. وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر إسمه، الى رفض الدوحة دعم مرشح المغرب لتولي الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عبدالواحد بلقزيز. كذلك أشار الى موقف قطر ازاء ترشيح المغرب لاستضافة مباريات كأس العالم لسنة 2006 وتصويتها لمصلحة المانيا بدل المغرب "في خروج على قرار الاجماع الذي التزمته جامعة الدول العربية". وشدد على ان التصرف القطري هو بمثابة "مناهضة علنية للقرار الصادر في خصوص دعم المغرب في اجتماع وزراء الشباب والرياضة العرب" الذي استضافته القاهرة الشهر الماضي. وتابع المصدر ان "الشعب المغربي" اعتبر الموقف القطري "عدائياً". وسجل مآخذ لبلاده على ما وصفه ب"استخدام وسائل الاعلام القطرية لنشر واذاعة مغالطات ضد المغرب"، في اشارة الى برامج عرضت تطورات نزاع الصحراء الغربية وتأثير اللوبي اليهودي في سياسة المغرب والموقف حيال الملك الراحل الحسن الثاني. وفُهم من كلام المصدر المغربي انه يعلق أيضاً على صفقة اسلحة تريد قطر عقدها مع بريطانيا لمصلحة الجزائر. وتخشى الرباط ان تُحوّل الجزائر الصفقة الى جبهة "بوليساريو"، خصوصاً في ضوء تزايد التوتر في منطقة شمال افريقيا بعد تعثّر خطة الاستفتاء. لكن مصادر قطرية أوضحت ان مسؤولين في الدوحة زاروا المغرب قبل فترة، اكدوا التزامهم دعم المغرب ورفض المساس بوحدة اراضيه. وتذهب مصادر أخرى الى الاعتقاد بوجود "صراع خفي" بين المغرب والجزائر انتقل من القارة الافريقية التي كانت مسرحاً لمواجهات ديبلوماسية بين البلدين، الى منطقة الخليج. ولفتت الى ان هذا الصراع اشتد بعد تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الحكم في بلاده العام الماضي، كونه يرتبط بعلاقات ودية مع عواصم خليجية عدة. وفي الدوحة أ ف ب، ذكرت صحيفة "الراية" القطرية أمس الخميس ان سفير المغرب السيد الدلائي قلل من اهمية تأثير استدعائه الى بلاده على العلاقات بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن السفير قوله قبل مغادرته الدوحة الاربعاء ان "الامر مجرد استدعاء للتشاور من دون ان يعني قطعاً" للعلاقات الديبلوماسية. واضاف ان "السفارة المغربية ستواصل نشاطها المعتاد في الدوحة ولن تغلق ابوابها". واكد ان السفارة ستقيم احتفالاً في ذكرى اعتلاء الملك محمد السادس العرش في الثلاثين من تموز يوليو الجاري. وكانت وزارة الخارجية المغربية اكدت الثلثاء انها قررت استدعاء الدلائي "فوراً" للتشاور، مبررة ذلك بأنه "منذ بعض الوقت اخذت الحكومة المغربية علما وباستغراب وأسف ببعض المواقف التي اتخذتها قطر سواء على الصعيد السياسي او الاعلامي". واضافت: "وبالرغم من الخطوات المتعددة التي اتخذها الجانب المغربي بقيت المواقف القطرية على حالها".