الأستاذ جهاد الخازن، تحية طيبة وبعد، ذكرت في مقالك المنشور في 23 أيار مايو ان الصحف الغربية كافة نشرت أخباراً عن تقرير في "المجلة الطبية البريطانية" يقول ان دراسة طبية موسعة أيدت النظرية التي تقول ان العقاقير والأمصال التي أعطيت للجنود الأميركيين والبريطانيين مسؤولة عن "مرض الخليج". وعقبت على هذا بأن الأمير خالد بن سلطان ذكر في كتابه "مقاتل من الصحراء" قبل خمس سنوات أن "من الأرجح أن تكون تلك الأمراض ناجمة عن الأقراص والحقن التي أجبرت القوات الأميركية والبريطانية على تعاطيها، خشية أي هجوم بالأسلحة البيولوجية أو الكيمياوية، بينما لم تتعاط القوات التي كانت تحت قيادتي أية عقاقير أو أمصال من هذا النوع، ولم تظهر عليها أعراض من تلك التي ظهرت على الآخرين". ان المجلة الطبية البريطانية لم تقل، بحسب ما أعتقد، ان العقاقير والأمصال كانت السبب الأوحد لأمراض حرب الخليج، لأن مثل هذا التصريح الذي ينفي وجود أسباب أخرى ليس علمياً وحسب، بل يفتقر الى الحقيقة أيضاً. ربما قالت أو أرادت القول انها كانت سبباً وليست الأسباب كلها. ان هناك دلائل دامغة ووقائع ثابتة تشير الى أن اليورانيوم المستنفد قد استعمل في حرب الخليج. فالعلماء الذين فحصوا المجندين المشتركين في حرب الخليج، المصابين بأمراض غريبة، بعد عودتهم الى ديارهم، أكدوا وجود اليورانيوم المستنفد في أجسادهم. فمثلاً، عندما فحص البروفيسور هاري شارما، من جامعة ووترلو، في كندا، بول بعض المجندين، وجد النتائج مدهشة حقاً، إذ أعطت قراءة تزيد بمئة مرة على الكمية القصوى المهددة للسلامة، فكتب رسائل الى رؤساء جميع الدول التي تملك أسلحة تحتوي على اليورانيوم المستنفد يتوسل اليهم أن يسحبوا من أقطارهم هذه الأسلحة، معتبراً اليورانيوم المستنفد "جريمة ضد الانسانية". وصرح شارما بأنه سيكون ثمة 36000 موت سرطاني جديد بين محاربي الخليج! فقد منع البروفيسور شارما، بعد هذا التصريح، من القيام بأي فحص لليورانيوم المستنفد! ولم يكن البروفيسور اسف ديراكوفيتش أحسن حالاً من زميله شارما، بعدما كتب الى الرئيس كلينتون جالباً انتباهه لعواقب استعمال اليورانيوم المستنفد في حرب الخليج، ما أدى الى فقده وظيفته في دائرة الطب النووي في وينمنكتن بولاية ديلاوير. وهكذا فاليورانيوم المستنفد لعب دوراً كبيراً، إن لم يكن الأكبر، في أمراض حرب الخليج. كندا - نديم العبيدي من جهاد الخازن: أنا كتبت مقالاً في جريدة ولم أكتب تقريراً طبياً، ونقلت عن "المجلة الطبية البريطانية" ان دراسة طبية موسعة أيدت نظرية... ما يعني أنها نظرية من نظريات، ثم استخدمت كلمة "مسؤولة" عن مرض الخليج، ولم أقل انها المسؤولة الوحيدة، والمجلة في المناسبة استخدمت كلمة "سبب"، ولم تقل إنها السبب الوحيد. بعد ذلك أنت حر في أن تزيد سبباً آخر هو الأسلحة الملوثة باليورانيوم، فهو سبب تردد ذكره كثيراً، ولا بد أنه يحتوي على قدر كبير من الصحة. وأنا لم أشر اليه لأنني تحدثت في جزء صغير من زاويتي الصغيرة أصلاً عن دراسة محددة نشرتها المجلة الطبية واقتصرت على الأمصال والعقاقير، من دون ذكر اليورانيوم ملوثاً أو نظيفاً.