يشمل جمع العائلات والمصالحة والتعاون وإجراءات لإعادة توحيد البلدين . اتفاق بين سيول وبيونغيانغ على خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية

بيونغيانغ - أ ف ب، رويترز، أ ب - توصلت الكوريتان الشمالية والجنوبية الى اتفاق على خفض التوتر في شبه الجزيرة وعلى لمّ شمل العائلات المشتتة في البلدين.
وصرح المتحدث بارك جون-يونغ ان الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل وقعا على الاتفاق يشمل المصالحة والتعاون والاجراءات الهادفة الى توحيد الكوريتين ولم شمل العائلات المشتتة منذ الحرب الكورية 1950 -1953.
وعرض التلفزيون لقطات لبدء اللقاء بين الزعيمين ظهرت خلالها امارات الاسترخاء على الزعيم الكوري الشمالي وهو يتحدث الى نظيره الجنوبي في بيونغيانغ.
وقال الزعيم الشمالي مازحاً إن القمة أظهرت عدم صحة وصف وسائل الاعلام الاجنبية بأنه انعزالي.
واضاف ضاحكاً: "بعض الاوروبيين يقول انني اعيش ناسكاً… زرت الصين واندونيسيا ودولاً عدة. ولكن القمة سمحت بالتحرر من طوق العزلة".
وتابع: "يبدو ان الغرب ينتابه فضول كبير لمعرفة لماذا اعيش ناسكاً والقمة قدمت اليهم الاجابة".
وأتاح الاتفاق الذي وقعه الزعيمان لأكثر من مليون عائلة لمّ شملها.
ودعا الرئيس الجنوبي نظيره الى زيارة سيول.
وقال كيم داي-جونغ متوجها الى الرئيس كيم جونغ-ايل والمسؤولين الكوريين الشماليين "اتمنى ان أراكم في سيول".
وذكرت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية ان حكومة سيول تأمل في ان يزور الزعيم كيم جونغ ايل كوريا الجنوبية قبل الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لتحرير كوريا من الاستعمار الياباني في 15 آب اغسطس.
ومن جهة اخرى قال مسؤولون في سيول ان كوريا الجنوبية تناقش زيادة الانفاق في التعاون الاقتصادي بين الكوريتين بما يزيد على 500 بليون وون 449 مليون دولار على رغم عدم وجود فائض في موازنتها العامة للعام المقبل. وقال مسؤول ان وزارة الوحدة طلبت اعتماد 500 بليون وون اضافة الي المبلغ الحالي المخصص للتعاون الاقتصادي بين البلدين وهو 530 بليون وون من اجل اعادة تأهيل البنية التحتية المتهالكة في كوريا الشمالية.
وقال مسؤول آخر في وزارة الموازنة والتخطيط ان الحكومة طلبت كذلك مبلغ 5،5 بلايين وون 94،4 مليون دولار لتوفير امدادات طبية واجهزة للمشاريع الصحية في كوريا الشمالية.
واضاف المسؤول ان هذه الطلبات ستقدم الى الجمعية الوطنية البرلمان في ايلول سبتمبر المقبل.
وكان الزعيمان ناقشاً افكاراً لمشاريع لشق طرق ومد خطوط سكك حديد اضافة الى خطوات لدعم الاستثمار في الشطر الشمالي الذي تعادل مستويات المعيشة فيه عُشر ما هي عليه في الجانب الجنوبي.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة "شينخوا" عن مسؤول كوري شمالي القول انه سيتم توقيع اتفاقيات لحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي.
وأجرى الوزراء الثلاثة الذي يرافقون الرئيس الكوري الجنوبي وهم وزراء المالية والوحدة والثقافة والاعلام محادثات مع نظرائهم من الشطر الشمالي .
وقال ديبلوماسيون ان كوريا الجنوبية طرحت فكرة تشكيل فرق كورية مشتركة للاحداث الرياضية الدولية، او على الاقل ان تسير فرق البلدين معاً تحت علم موحد في حفلات الافتتاح.
وناقش الزعيمان امكان انشاء مكاتب تمثيل لكل منهما لدى الاخرى في مؤشر جديد الى تحسن الروابط في شبه الجزيرة الكورية المقسّمة.
وكان هناك رد فعلي ايجابي في الشطرين الشمالي والجنوبي تجاه الدفء الذي ساد المحادثات عندما تدفق حوالى مليون شخص على شوارع العاصمة الشمالية للترحيب بالرئيس الجنوبي.
وقال مكتب وكالة الانباء المركزية لكوريا الشمالية "غلفت اجواء من الترحيب الحار المطار وشوارع العاصمة بيونجيانج".
وذكرت صحيفة "هنكرويه" الجنوبية: "ان مواطني سيول غيروا انطباعهم عن كيم الزعيم الشمالي بعدما شاهدوه على شاشات التلفزيون بابتسامة مشرقة وملامح واثقة وهو يرحب بكيم داي جونغ".
وأثارت الاجواء الايجابية للقمة آمالاً دولية بأن تنجح الكوريتان في التوحد مرة اخرى.
وقال كوفي أنان الامين العام للأمم المتحدة انه يأمل في ان تمثل القمة نقطة بداية للتوصل الى استقرار وسلام دائم في شبه الجزيرة الكورية وصولاً في نهاية الأمر الى اعادة التوحيد.
كما اشادت روسيا بالقمة التي تجيء قبل اسابيع من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبيونغيانغ.
وكانت الصين ابدت "ترحيبها ودعمها" للقمة وقالت انها تأمل في ان تؤدي الى تحسين العلاقات وتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وقال جو بانغ زاو المتحدث باسم الخارجية الصينية "انه حدث كبير وأمر جيد لتطوير الاوضاع في شبه الجزيرة الكورية".